ملفات وتقارير

هذه دلالات زيارة السراج إلى واشنطن.. ما مصير حفتر؟

أكبر رسائل لقاء ترامب-السراج هي أن الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد لحل الأزمة في ليبيا- أرشيفية

لاقت زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج إلى الولايات المتحدة الأميركية، زخما دوليا ومحليا، باعتبارها دعما دوليا له ولحكومته وللحل السياسي لا العسكري.


وقام السراج بزيارة إلى واشنطن، التقى خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعددا من المسؤولين والشخصيات السياسية والأمنية، منها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، لبحث قضايا محاربة الإرهاب ودعم الاتفاق السياسي الليبي.


واتفق الطرفان على "وحدة ليبيا واستقرارها ودعم واشنطن اللامحدود لليبيا، ووقوفها مع خطة الأمم المتحدة وحكومة الوفاق الليبية حتى تتحقق المصالحة الوطنية في ليبيا، وأن حل الأزمة في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا سياسيا"، بحسب بيان للبيت الأبيض.


أين "حفتر"؟


من جهته، طالب السراج بضرورة رفع الحظر الأممي عن توريد السلاح إلى ليبيا، في إشارة لدعم القوات التابعة لحكومته في الغرب والشرق لبسط السيطرة الكاملة على التراب الليبي.


وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على "موقف مصر الثابت من وحدة الأراضي الليبية، وعدم وجود بديل غير المسار السياسي"، مشدداً على دعم مصر لجهود المبعوث الأممي غسان سلامة، وذلك خلال لقائه عضو الرئاسي الليبي، أحمد معيتيق.


وطرحت زيارة السراج وتصريحات وزير الخارجية المصري عدة تكهنات حول مصير اللواء خليفة حفتر، وتراجع الدعم الدولي والإقليمي لمشروعه، خاصة بعد الضغوط الدولية على مصر والإمارات من أجل رفع يدها عن حفتر بعد ارتكاب قواته جرائم حرب في الشرق الليبي.


والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بدأ الدعم الدولي وخاصة الأمريكي للسراج على حساب حفتر؟ ولماذا غابت الإمارات عن الصورة؟


انفتاح أميركي


من جهته، أكد العضو السابق للمؤتمر الوطني الليبي، فوزي العقاب، أن "الجديد في الأمر هو الانفتاح الأميركي على الاتفاق السياسي ومخرجاته ومنها حكومة الوفاق الليبية، فالإدارة الأمريكية تبدي اهتماما واضحا بالملف الليبي لعدة أسباب أبرزها في هذا التوقيت هو ما يثار حول نهاية الاتفاق السياسي الليبي في السابع عشر من الشهر الجاري".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "أكبر رسائل لقاء ترامب-السراج، هي أن الاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد لحل الأزمة في ليبيا"، وفق تقديره.


الدعم الإماراتي


وقال الضابط الليبي، العقيد عادل عبد الكافي، إن "العبث الذي يقوم به حفتر وعدم تجاوبه مع أي محاولات للاستقرار هو ما جعل واشنطن تحاول أن تتواصل مباشرة مع السراج لعل المشاورات معه يكون لها انعكاس إيجابي على أدائه السياسي".


وأوضح لـ"عربي21"، أنه "بخصوص الدور المصري في ليبيا، فله مساران: أحدهما معلن وهو دعمهم للحل السياسي وآخر عملي وهو تغذية المسار العسكري عبر دعمهم لحفتر".


وأضاف: "أما الدور الإماراتي فلم يغب عن المشهد، فلقد استقبلت الإمارات حفتر في الأيام الماضية، ومازالت تلعب دور الداعم العسكري له ولازال تواجد عناصر أمنية إماراتية حتى الآن بقاعدة "الخروبة" جنوب بنغازي"، وفق معلوماته.


لقاء أمني


لكن الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، رأى من جانبه أن "استقبال السراج وفق الرؤية الأمريكية يأتي من باب الاهتمام الأمني لواشنطن وليس السياسي، كون الولايات المتحدة لا تولي أي اهتمام بالمسار السياسي، ولهذا أخطأ السراج بطلبه تسليح جهات في ليبيا لا يستطيع فرض السيطرة عليها".


وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "منهج أمريكا في السياسة هو منهج "براغماتي"، وهي لن تقدم الكثير في مجال الحل السياسي ولم تحاول منع التدخل الخارجي في ليبيا، كما أنها لم تقم بأي ضغوطات على الأطراف التي تغلغلت أيديها في الصراع الليبي وخاصة الإقليمية المحسوبة على طرفي الصراع"، وفق قوله.


وتابع: "واشنطن تريد التقدم أمنيا أكثر منه سياسيا في ليبيا، ويفترض على السراج البحث عن سبل التوافق والإجماع الوطني والبحث عن نقاط التقاء في ليبيا بدلا من البحث عن السلاح الذي يكثر في ليبيا وخارج السيطرة".


مصر فهمت الرسالة


وقال المحلل السياسي الليبي المقيم في روما، محمد فؤاد، إن "إيطاليا هي من قامت بترتيب زيارة السراج لواشنطن، بهدف إنهاء الجدل حول مدة انتهاء الاتفاق السياسي الليبي، والرسالة كانت دعم الاتفاق وليس دعم السراج بشخصه، وهنا فهمت مصر الرسالة وتلقفتها بتصريحات وزير الخارجية حول دعم الاتفاق".


وبخصوص مصير حفتر في ظل الدعم الدولي للسراج، قال لـ"عربي21": "حفتر لا تزال تسانده مصر والإمارات، لكن أعتقد أنه سيتم استغلاله للقضاء على الإسلاميين والفيدراليين للتمهيد لمرحلة جديدة لن يكون هو جزءا منها"، كما قال.


صفقات أمنية


وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، إن "طلب السراج برفع الحظر عن توريد السلاح هو تأكيد منه لواشنطن أنه شريك لهم في ما أسماه مكافحة الإرهاب، والزيارة سبقتها تسريبات تقول إن وفودا ليبية وغير ليبية زارت واشنطن قبل السراج للتفاوض نيابة عن الأخير لعقد صفقات تجارية وخدمية وأمنية ونفطية مع شركات أمريكية حسب قول رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الليبية، هاني شنيب".


وتابع: "وبخصوص مصر، فإن تأكيدها على دعم المسار السياسي لا يعد كونه خطابا دبلوماسيا تقتضيه التغيرات السياسية، لكن عمليا مصر ضالعة في تغذية النزاع المسلح في ليبيا بالشراكة مع الإمارات"، حسب رأيه.