ملفات وتقارير

هل ينضم حزبا داود أوغلو وباباجان إلى تحالف الحزب الحاكم؟

فريق مكون من 14 قياديا من حزب العدالة والتنمية أجروا مباحثات "الإقناع" مع قادة الأحزاب الجديدة- الإعلام التركي

كشفت تقارير تركية إعلامية، أن مباحثات تجري بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، والأحزاب الجديدة التي تنطلق الشهر الجاري، لانضمام الأخيرة إلى تحالف الجمهور، وسط تساؤلات حول مدى إمكانية ذلك، وخاصة أنها انشقت من رحم الحزب الحاكم بالبلاد.

 

وكشفت صحيفة تركية عن تطورات تجري بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، والأحزاب الجديدة التي تشكل حاليا من رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان.

وذكرت صحيفة "يني شاغ" أن فريقا من حزب العدالة والتنمية، قام بزيارة الرئيس التركي السابق، عبد الله غل، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو في الآونة الأخيرة.

ونقلت عن مصادر، أن الحزب الحاكم يعمل على صيغة لضم أحد الحزبين الجديدين إلى تحالف الجمهور، مؤكدة على أن الزيارات جرت بعلم الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأشار مصدر من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن أحد الحزبين الذين سيتم تشكيلهما يشترط المشاركة على مستوى البرلمان والرئاسة في الانتخابات المقبلة بمرشحين منفصلين، مقابل موافقته للانضمام إلى تحالف الجمهور.

ولفت إلى أن الحزب الحاكم من غير الممكن أن يقبل بذلك مضيفا: "إذا قدموا هذا الشرط، فقطعيا نرفضه".

 

في السياق ذاته، قالت الكاتبة التركية، هاندي فرات، إن الفريق مكون من 14 قياديا من حزب العدالة والتنمية، أجروا مباحثات "الإقناع" مع قادة الأحزاب الجديدة.

 

اقرأ أيضا: رسميا.. داود أوغلو يقدم أوراق تسجيل "حزب المستقبل" بتركيا

 

ولفتت في مقال على صحيفة "حرييت"، وترجمته "عربي21"، إلى أن الفريق أكملوا الجولة الأولى من المحادثات، وعقدوا جلسات منفصلة مع الرئيس أردوغان، وغل وداود أوغلو وباباجان.

 

وأشارت إلى أن الفريق سيجري تقييما فيما بينه، لاستكمال اللقاءات، والاستمرار بها من عدمه.

 

وأوضحت أن الفريق بدأ أولى لقاءاته مع الرئيس أردوغان، ووضعوا على جدول أعمالهم تقييم نتائج الانتخابات الأخيرة، وموضوع النظام الرئاسي، والبيروقراطية بالحكومة، والانتقادات ومطالب الناخبين، ومكافحة تنظيم "غولن"، والأزمة الاقتصادية، والتحالفات.

 

كما استمع الفريق إلى وجهات نظر غل وداود أوغلو وباباجان، بالتزامن مع إعلان داود أوغلو حزبه، وسيليه خلال 15 إلى 20 يوما إعلان باباجان أيضا حزبه الجديد.

 

وفي هذا السياق، قال الكاتب المختص بالشأن التركي، سعيد الحاج، إن الحزبين مازالا تحت التأسيس، ومن الناحية النظرية، فمن الوارد أن ينضم أحد الحزبين أو كليهما إلى تحالف الجمهور.

 

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه ليس مقطوعا، بأن قاعدة الحزبين، تسعيان لمعارضة أردوغان ومعاداته، والانضمام لتحالف المعارضة.

 

وأكد أن التحالفات السياسية في تركيا متغيرة، وتتأثر بالظروف والتطورات السياسية، مشيرا إلى أن باباجان في آخر مقابلة تلفزيونية له أعطى بعض الإشارات في رده على تساؤل حول انضمام حزبه لأحد التحالفات، ولم يقطع بأنه سينضم إلى تحالف المعارضة أو أحد التحالفين.

 

اقرأ أيضا: هل يؤثر تشكيل أحزاب جديدة على خريطة "التحالفات" بتركيا؟
 

وحول موقف الحزبين الجديدين من النظام الرئاسي، أوضح الحاج أنهما أبدى اعتراضهما المبدئي على النظام الرئاسي بواقعه الحالي.

 

ولفت إلى أن باباجان تحدث صراحة بأنه سيدعو إلى نظام برلماني فاعل وقوي بتعديلاته، فيه فصل بين السلطات، لكن داود أوغلو رغم انتقاده للواقع الحالي للنظام الرئاسي، ألمح بأنه من الصعوبة العودة إلى النظام البرلماني.

 

وأضاف أن داود أوغلو سيدعو إلى إجراء تعديلات بالنظام الرئاسي ليصبح أكثر فاعلية، للتقليل من الأخطاء التي وقع بها النظام خلال سنة التطبيق التي مرت حتى اللحظة.

 

ولم يستبعد الحاج تشكيل تحالف ثالث يضم داود أوغلو وباباجان وحزب السعادة، مستدركا في الوقت ذاته، أنه لا يمكن الحديث عن ذلك قبل الاستحقاق الانتخابي المقبل.

 

وأوضح أن موعد الانتخابات والأحزاب المشاركة فيها والمرشحين للبرلمان والرئاسة، هي التي ستحدد مضمون التحالفات المقبلة، التي تعتمد بالأساس على المصالحة المشتركة بين الأحزاب.

 

وأشار إلى أن الحزبين الجديدين لا يضمنان حتى اللحظة المشاركة بأي انتخابات قد تكون مبكرة، فقد يعجز أحدهما أو كلاهما من الترشح للبرلمان أو الرئاسة إن عقدت عام2020 أو2021، بسبب عدم إتمام الإجراءات القانونية.

 

وكان الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، استبعد في مقال سابق له على صحيفة حرييت وترجمته "عربي21"، أن ينضم حزب داود أوغلو إلى تحالف المعارضة.

 

ولفت إلى أن هناك توجها يدعو للانضمام لتحالف ثالث جديد، مع حزب الجيد، وحزب السعادة.

 

اقرأ أيضا: كاتب تركي: صراع تحالفات بين أردوغان وزعيم المعارضة التركية

يشار إلى أن صحيفة "يني شاغ" المعارضة، ذكرت بوقت سابق أن تحالف الجمهور يسعى بشكل جدي لضم حزب ثالث لتقويته.

وأوضحت أن استطلاعات الرأي التي أجرتها إدارة الحزب الحاكم، تشير إلى انخفاض الأصوات المؤيدة لتحالف الجمهور، ما يستدعي إمكانية إضافة حزب ثالث إليه.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول بالحزب الحاكم، بأنهم لم يجروا أي محادثات مع أي حزب للانضمام للتحالف بعد، ولكنها مجرد فكرة مطروحة على الطاولة، تهدف لإضافة الزخم في مواجهة تحالف الأمة".