قال: «إذا أردتَ فهم الوضع العراقي على حقيقته، لا بد أن تتذكَّر أنَّ الأمر يتعلَّق ببلد كان دائما قلقا أو خائفا، ولم يذق -خصوصا في العقود الماضية- طعمَ الحكم الطبيعي». وأضاف: «العراق خائفٌ في الجغرافيا لأنَّه محشورٌ بين دولتين أقوى منه، هما إيران وتركيا، ولأنَّ علاقاته مع سوريا والأردن كانت دائما
القصة ليست أفغانستان. فنحن لا نتحدَّث هنا عن روسيا أو الصين أو دولة أوروبية كبرى. أي إنَّنا لا نتحدَّث عن دولة تنام على ترسانة نووية أو اقتصاد مؤثر في محيطه أو العالم. أفغانستان دولة عادية كمعظم الدول.
هل ارتكب جورج بوش قبل عقدين خطيئة من قماشة تلك التي ارتكبها ليونيد بريجنيف قبل أربعة عقود حين أرسل الجيش إلى أفغانستان في حرب يصعب كسبها في بلاد يتعذر تطويعها؟ وهل كان إرسال الجيش الأميركي لإسقاط صدام حسين خطيئة موازية..
كان ثقل الدول يقاس بحجم جيوشها الجرارة. أو بقوافل سفنها التي تمخر البحار وتفرض سطوتها. وكان لا بدَّ من التنبه لعدد المحاربين وعدد المدافع. القصة اليوم مختلفة..
ما كانت الصين لتكون ما هي عليه اليوم، لو استسلمت حتى الساعة لعقاقير «الكتاب الأحمر». الثورات كما كل شيء ابنة مكان معين وزمان معين. والزمن يتغير وتتبدل معه القواميس والمفردات والمقاربات.
كان ذلك منذ وقت طويل. بذلت جهودا غير عادية لإقناع محسن إبراهيم الأمين العام لـ«منظمة العمل الشيوعي» في لبنان بتسجيل بعض ذكرياته إذا تعذر عليه الذهاب إلى ما هو أبعد. وكان سبب إلحاحي مواصفات الشخص وخصوصية دوره، فضلا عن علاقات وثيقة ربطته بثلاثة من رجال المنطقة، هم جمال عبد الناصر وياسر عرفات وكمال جنب
تعبنا من إحصاء الخسائر. وتحديث عدد الوفيات وعدد الإصابات. استنزفنا قدرتنا على الهجاء والرثاء. وها نحن نعتاد على زمن القسوة. مدن خانها النبض وغادرتها الألوان فانحسرت كما كهوف الظلام. شوارع يحرسها اليأس ولا تدوي فيها إلا أصوات سيارات الإسعاف..
لم تقع الحرب العالمية الثالثة. لم يفقد العالم رشدَه. ربما تعلَّم من درسين سابقين وزَّعا الجثثَ والرماد والرُّكامَ على المدن والقارات. لا النزاع الكوري فاضَ عن حدودِه. ولا أزمة الصواريخ الكوبية أوقعت أمريكا، والاتحاد السوفياتي في إغراء المواجهة الساخنة. ولا حرب فيتنام اقتلعت كلَّ صمامات الأمان. لم يج
الشرق الأوسط أرض الانقلابات والمحاولات الانقلابية. المفاجآت والخضات جزء من أسلوب حياته. وعدد المؤمنين بالقوة وفرض الأمر الواقع ليس يسيراً على الإطلاق. في الغالب ليس لدى دول المنطقة مؤسسات تطبخ القرارات والخيارات وتنضجها وتوفر لها سبل النجاح. وفي الحسابات القديمة مواضيع لا يجوز الاقتراب منها لقدرتها
أمريكا قدرة هائلة. إذا انخرطت في يوميات العالم شكا من يدها الثقيلة. شكا أيضا من صعوبة في فهم سياساتها، خصوصا حين تغرف من قاموس بعيد. ويمكن أن يتذمر من إفراط واشنطن في مراجعة حساباتها وسياساتها، تبعا لتغير اسم سيد البيت الأبيض وهويته الحزبية وقناعاته الشخصية. والعالم الذي يتذمر من الخيوط الأمريكية ال
كشف «كورونا» الستائر. معركة طويلة ومكلفة لإعادة صياغة مجلس إدارة العالم الذي أصيب بخريف مبكر. ستكون المعركة باهظة ومتعددة الساحات. ستصاب بلدان وتنزف شركات. وبانتظار النتائج يلاحظ في الصف الأول من المتفرجين قيصر الكرملين والمستشارة الألمانية وفتى الإليزيه والمصارع المؤتمن على 10 داونينغ ستريت.
استولَى القاتلُ الجديدُ على اهتمامات الناس. احتلَّ موقعَ الصدارة في الدوائر الرسمية والهيئات الصحية والمنظمات المعنية بصحة الناس ومصيرهم. ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العالم قاتلا من هذا النوع. الجديد أنَّه يرتكب جرائمه في العالم الجديد. لو أطلَّ «كورونا الجديد» قبل نصف قرن لكان الأمر مختلفا.
منذ سنوات تحوَّل «مؤتمر ميونيخ للأمن» فرصة لقياس منسوب القلق الدولي، إذ تلتقي في منصته، كما في ردهاته، المواقف المتناقضة والنزاعات المفتوحة والمخاوف المعلنة والمضمرة من تصاعد أدوار وانحسار أخرى، في ظل قناعة راسخة بغياب آلية جدية وفاعلة لضبط المواجهات والتصدعات.
في الليل يتمشَّى وحيدا في مكتبِه الفسيح. لم تأتِ الطعنة من رفاقه في الحزب حيث لا يجرؤ أحد على رفع سبابتِه. ولم يتمردْ أحدٌ من الجنرالات الذين زيَّن صدورَهم بالأوسمة والميداليات فهم يعرفون الثمن. ألد الأعداء سوء الحظ. أنْ تأتيَك الضربةُ من حيث لا تتوقع. وأنْ يكونَ عدوُّك «شيطانا» مجهولا بلا عنوان
ثلاثة أحداث كبرى سرقتِ الأضواء، وإنْ بنسبٍ متفاوتة وأحجامٍ مختلفة، في الأسبوع المنصرم: تفاقم القلق من انتشار فيروس «كورونا»، ومغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا، وإعلان الرئيس دونالد ترامب «صفقة القرن». بدا واضحا أنَّ الحدث الصيني تحول إلى مصدر قلقٍ أو هلعٍ على مستوى العالم كله، وأنَّ الحدث الب