كان ذلك في أواخر العام 2004. كنت أتناول الغداء مع صديق في العاصمة الفرنسية حين تلقى اتصالاً. وحين انتهت المكالمة قال: «هذا الرئيس رفيق الحريري وصل الآن إلى باريس». أعربت عن الأسف لأنني سأغادر مساءً، فقال: «اتصل به. أغلب الظن أنه لن يبدأ مواعيده قبل ساعتين أو ثلاث، وأعتقد أن ثمة فرصة للقائه». اتصلت ف
إننا في خضم الأزمة، والتكهن صعب. لكن قد يستنتج جنرالات «الحرس الثوري» صعوبة الاستمرار في التصعيد ضد دونالد ترامب، جنرال العقوبات الاقتصادية هنا وهناك. فهز ركائز الاقتصاد الإيراني أخطر على بلاد المرشد من قصف المنصات الصاروخية والرادارات وتدمير الجسور. كان الاتحاد السوفياتي مسلحا حتى الأسنان، وتوارى
يعرف عادل عبد المهدي العراق. ويعرف الرياح التي تلاطمت على أرضه. مر في البعث وغادره. ومر في الشيوعية والماوية وغادر. ومر في الاتجاه الإسلامي عبر «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية»، وهو الآن في موقع المستقل. جرب الأفكار وجرب العواصم.
يحرك القيصر ملف اللاجئين السوريين كهدية يمكن أن تستدرج أوروبا إلى المشاركة في إعادة إعمار سوريا ولو من بوابة توفير الظروف الملائمة لإعادة أكبر عدد ممكن من اللاجئين. والموضوع يعني أوروبا ويغريها. فالقارة العجوز تعاني من أعباء ملف اللجوء ومنقسمة حوله.
لا يستطيع زعيم أو مسؤول تجاهل مؤتمر صحافي يعقده الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ختام قمتهما في هلسنكي. نتائج القمة تعني كل سكان هذا الكوكب. ثم إن المشهد مثير. لسيد الكرملين صورة تكاد تشبه مغامرات جيمس بوند وبراعاته. وهو في المناسبة يحب ذلك العميل الذي أثار حماسة المشاهدين طويلا. ولسيد البيت
لا مواعيد على الإطلاق. والاتصالات الهاتفية محظورة. وتوتر الحراس مفهوم. يريدون نتيجة لا تعكر مزاج الآمر الناهي. جزم قائد الحرس أن النصر مضمون فرد المستمع بشبه ابتسامة. لا تقول الحاشية إلا ما تعتقد أنه يثلج صدره. وتنفيذا لرغبته تركوه وحيدا مع الشاشات.
هذا زمان المغردين. من دونالد ترمب إلى مقتدى الصدر مروراً بسعد الحريري وأنور قرقاش. لم يعد السياسي يحتاج إلى حديث صحافي طويل أو إطلالة تلفزيونية مديدة. تكفي بضع كلمات جاذبة. وإذا كانت لاسعة وفي توقيت مناسب تسري كالنار في الهشيم. ليس بسيطاً أن يختار زعيم الاقتصاد الأول في العالم والقائد الأعلى لأقوى جيش في التاريخ مخاطبة العالم عبر «تويتر». حفنة كلمات منه يمكن أن تقلق الخصوم والحلفاء وأن تهز الأسواق والبورصات. فرض ترمب أسلوب التخاطب في القرية الكونية والتحق به كثيرون. و«تويتر» فرصة تعبير وترويج وتشويه. إنه مكان نموذجي لنشر الغسيل خصوصاً حين لا يكون ناصعاً.
في ذاكرتنا أن الصين بعيدة. لكن ذلك كان قبل هبوب رياح العولمة وولادة "القرية الكونية". ولهذا فإن ما شهدته الصين الأسبوع الماضي يعنينا في اقتصادنا وأمننا لأنه يعني التوازنات الدولية والاقتصاد العالمي.
يشعر العربي بالفخر والغضب والألم حين يتابع البطولات التي يسجلها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال. يشعر بالفخر لأن طول الإقامة وراء القضبان لم يكسر إرادة هؤلاء المطالبين بأرضهم وحقوقهم وحريتهم. ببديهيات يزعم العالم أنه لا يقبل انتهاكها.
تحتاج أوضاع الضلع العربي المكسور إلى قمة. تحتاج أيضا إلى قرار بمستوى الأخطار. من حق الضلع العربي أن يكون موازيا للضلعين الإيراني والتركي. يتخذ العرب قرارهم، أو سنسمعهم لاحقا يستعيرون شكاوى الأكراد من ظلم التاريخ والجغرافيا معا.
تستحق التجربة الصينية قراءة عربية متأنية، خصوصا بعد «الربيع العربي» ودروسه الباهظة. رفض ورثة ماو تقديس علاجاته وأفكاره، لكنهم حاذروا الانهيار الكبير. كانت لديهم رؤية وبرامج وتسلحوا بتطلعات الناس وبالواقعية والصبر من دون التنازل عن الأحلام.
لا بد من استرجاع بلداننا. يجب أن نتذكر أن الاتحاد السوفياتي لم يقتل في مواجهة مع الأطلسي. قتله الجمود والنوافذ المغلقة بإحكام وتزييف نتائج الخطط الخمسية، وشراهة الإمساك بما وراء الحدود والإنفاق على تحريك البيادق.
يبحث السوريون عن سوريا ويبحث العرب عنها. سوريا ليست دولة هامشية لا في تاريخ العرب ولا في حاضرهم. تبقى الأمة مصابة ما دامت سوريا ممزقة أو مستباحة. قرار سوريا يجب أن يكون للسوريين وحدهم. وما يريده العرب هو أن يعثر السوريون على سوريا السورية التي تتسع لكل مكوناتها.
كبح التطلّعات الكردية يشكل جسرا جديدا بين أنقرة وطهران، يضاف إلى المصالح الاقتصادية والرغبة في عدم التقاء القوى الإقليمية السنّية على موقف يضبط شهيات إيران في العراق وسوري. إيران أيضا تتصرف على أساس أن الأكراد أخطر من «داعش».
من المبكر اعتبار الانقلاب الذي شهدته حلب تحولا في مسار الحرب المفتوحة في سوريا. ومن الخطأ التقليل من أهمية ما حصل في المدينة والرسائل التي أطلقتها عملية كسر الحصار في اتجاهات عدة.
العيش في الشرق الأوسط ليس مهمة سهلة أصلاً. هذا يصدق على الدول والأفراد معاً. وتزايدت صعوبة العيش حين اقتلعت سلسلة من الزلازل والهزات العنيفة في القرن الحالي آخر ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط.