على مكاتب مديري الاستخبارات في الغرب ملف حساس وبالغ الخطورة. ملف «العائدين من سوريا». لم يعد باستطاعة الأجهزة الأمنية أن تغمض عيونها أو تتساهل. ما جرى في باريس وبروكسل كان مفزعا ويحتم عليها أن تتعامل مع كل عائد كأنه حزام ناسف.
لا تكتب عن زيارة باراك أوباما إلى هيروشيما. أنت الصحفي العربي لا يحق لك. لديك من الهيروشيمات ما يكفي ويفيض. هيروشيما الاستبداد. وهيروشيما التكفير. وهيروشيما الميليشيات المسنونة. وهيروشيما الخرائط المغدورة. وهيروشيما الأقليات. وهيروشيما التعصب والتخلف والفقر.
نزعم أننا تعلمنا من المحنة التي ضربتنا. وأننا استخلصنا العبر والدروس. وأن المأساة لن تتكرر. ولن نغامر مجددا بسلامة بلداننا. ولن نسمح باستباحتها مرة أخرى على أيدي قساة الداخل أو قساة الخارج. ونقرأ دراسات. ونتصفح مقالات. ونسقط في الأمل.
يتذكر اللبنانيون اليوم 14 آذار الوافد من 14 شباط. لا أقول إن اغتيال الحريري هو سبب ما يجري. لكن يوم اغتياله كان بين الأسباب التي أوصلت النظام السوري و «حزب الله» إلى العزلة الحالية. المنطقة بأسرها تدفع اليوم ثمن ثقافة تقوم على شطب الآخر. وقد يكون الآخر رجلا او شعبا او طائفة.
بدأ الفصل الجديد من حياة الأكراد في الشرق الأوسط بـ "زيارة سرية" وقرار باغتنام "الفرصة التاريخية". كانت الزيارة من قماشة ما يُعرف في عالم الأجهزة الأمنية بـ "زيارة سرية". لا خبر ولا صورة ولا دليل ولا أثر. لا تأشيرة دخول ولا تأشيرة خروج. لا اسم في مقر الإقامة. ولا قدرة للإعلام على رصد ما يجري.
نحن لدينا رئيس، ونعرف أنه ديكتاتور، وأنه يخطط لتوريث ابنه، وأنه وضعه على رأس الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ونعرف أنه محاط بمستشارين متملقين، وأن حاشيته تعجّ بالفاسدين، وأن عائلته تعوم على الدولارات، وأن ضباطه نهبوا المناجم في دولة مجاورة حين أرسلوا بذريعة إنقاذها".
ثمة سؤال أساسي وحاسم. من هو الأقدر على تفكيك «داعش» وإنهائه؟ يصعب الاعتقاد بأن روسيا هي هذا الطرف مهما بالغت طائراتها في توفير الغطاء لتغييرات ميدانية في الحرب السورية.
كتب غسان شربل: كان العشاء بطيئا ومسموما. هذه مهمة الأصدقاء. يسكبون اليأس في صحنك، والحبر في روحك. تحدثوا عن المدينة كمن يتحدث عن جد مريض يتحشرج. وعن الخريطة كذبة لم تعد تنطلي على أحد. وعن التعايش فستانا تمزق ويستحيل رتق نسيجه.
كتب غسان شربل: أقلقت النكهة الإسلامية لـ"الربيع العربي" خبراء روسيا وجنرالاتها. تخوّفوا من موجة عاتية معدية. من تسلُّل جاذبية "الربيع" إلى المسلمين من أبناء الاتحاد الروسي، وعددهم يزيد على عشرين مليونا.
يُسرف الزعيم العربي في التحفظ حين يكون الحديث للنشر. وربما كان محقا. جملة صغيرة تكفي لإثارة الحساسيات فالعلاقات العربية تتصف في الغالب بالهشاشة والحساسيات القديمة والمستجدة. لكن الزعيم نفسه يشعر بالراحة حين يكون غرض الجلسة تزويد الصحافي بخلفيات تساعده على قراءة الأحداث.
للوهلة الأولى حاولت ألا أصدق. قلت غلبه النعاس فنام. لا ثقوب في ثيابه. ولا آثار تعذيب. ولا غرابة أن يرتمي طفل سوري على شاطئ تركي. وكدت أقول حاذروا أن توقظوه. أوقفوا قليلاً دوي المدافع. وهدير الطائرات. و»زغردة» البراميل. والصواريخ الفراغية. والسيارات المفخخة. والأحزمة الناسفة.
قال السياسي: «لا تقرأ الحاضر بلغة الماضي. العراق الذي كنت تعرفه راح. العراق الحالي أخطر من السابق على نفسه وعلى جيرانه. التهمت العصبيات العملية السياسية. الدولة مجرد غطاء تستكمل تحته الحروب الأهلية وعمليات الفرز السكاني.
عبثاً يغسل باراك أوباما يديه. سيظل الدم عالقاً على أصابعه، وربما على ضميره. دمُ العراقيين. دمُ السوريين. ودمُ كثيرين. لا يستطيع رئيس أمريكا الاستقالة من مصير العالم.
يعيش اللبنانيون على وقع الأخبار الواردة من سوريا. القلق واضح وعميق. غابت الأحاديث التي كانت رائجة قبل حفنة شهور. في السابق كان باستطاعة الزائر أن يسمع أن النظام يتقدم في الشمال والجنوب، وأنه سيسترجع حلب «ولن يترك للتكفيريين غير جزر غير قابلة للحياة». الكلام اليوم مختلف. تسمع مثلاً من يسأل عن مصير لب