كتب غسان شربل: تجاوزت أصول اللياقة ووضعت الخريطة في جيبي. تمنيت أن يكون المتحدث مخطئاً. كان ذلك في بدايات صيف 2012 ولم يكن الحديث للنشر. لكنني كنت مهتماً بمعرفة وجهة نظر الرجل الذي يتيح له موقعه اللقاء بصناع القرار في العالم.
كتب غسان شربل: لست رقيق القلب. أنا ابن شرعي لهذا الشرق الأوسط الرهيب. ومهنتي شيقة وشائكة. أخذتني إلى معظم عواصم المنطقة. كانت مهمتي إجراء الحوارات مع أصحاب القرار مهما حُكي عن قسوتهم. ومحاولة اللقاء بمعارضيهم إذا سُمح لهم بالبقاء أحياء في بلدانهم. وكانت هوايتي جمع الروايات التي تقال همسا..
يسكب الجيش الإسرائيلي ناره على غزة. يعاقب البشر والحجر. صواريخ «حماس» و «الجهاد» تصل تل أبيب والقدس وحيفا وتقترب من مفاعل ديمونة. تتذكر الدولة العبرية انها دولة صغيرة هشة. على سكانها المسارعة إلى الملاجئ لأن خالد مشعل ورمضان شلّح قررا الرد على النار بالنار.
كتب غسان شربل: كان ذلك قبل اندلاع الاحتجاجات في محافظة الأنبار. كنت في مهمة صحافية في إحدى العواصم وعلمت بوصول مسؤول عراقي إليها. قلت أغتنم الفرصة للتعرف إليه وسماع وجهة نظره.
كتب غسان شربل: سقوط محافظة نينوى في يد «داعش» ليس انتكاسة عابرة للجيش العراقي. إنه فضيحة كاملة ومدوية للجيش والحكومة. كلام رئيس الوزراء نوري المالكي عن «خديعة ومؤامرة» لا يقلل من خطورة ما حدث. إعلانه عن تشكيل جيش رديف من المتطوعين يحمل أيضاً خطر تجديد شباب الميليشيات.
كتب غسان شربل: كانت الميادين تعج بالمساكين. أقصد بالشبان الأبرياء الحالمين. عثروا على نافذة وتدفقوا منها. قتلوا الخوف الذي بدد أعمار أهاليهم تحت وطأة الفقر والقهر. تعبوا من الخبز الصعب والمياه الملوثة. من الإقامة في بيوت تشبه المقابر. ومن تسوّل الوظائف على أبواب الفاسدين.
كتب غسان شربل: لا يريد باراك أوباما الانخراط في تدخلات ومواجهات. همه أن يستكمل تنفيذ وعوده أي الانسحاب من أفغانستان بعد الانسحاب من العراق. كانت إدارته تفكر في «الصعود الصيني». وأرقام الاقتصاد والإنفاق العسكري. وكان الرئيس مرتاحاً لأن حرائق الشرق الأوسط لم تنجح في استدراجه..
في الطائرة الرئاسية يهاجمه النعاس. شيء من اليأس. وكثير من القلق. قصة أميركا مع العالم صعبة ومعقدة. إذا أرسلت جيشها ارتفع صراخ الاحتجاج. إذا ابتعدت نددوا بانسحابها وبدا العالم أشد خطورة.
كتب غسان شربل: بعد ثلاث سنوات على اندلاع الأحداث في سورية، يمكن أي مراقب أن يرى في المشهد السوري الحالي آثار ثلاثة قرارات كبرى حالت دون وقف نهر الدم المتدفّق. ظهرت تلك القرارات واضحة غداة اتخاذ الأحداث طابعاً دموياً مريعاً وتدفّق المقاتلين الجوّالين الى الأرض السورية.
حين كان مجلس الأمن يقر وبالإجماع القرار 2139 المتعلق بالمساعدات الإنسانية إلى سورية كان الوضع في أوكرانيا يتدهور إلى درجة الإفلات من رقابة الكرملين. أغلب الظن أن موقف المندوب الروسي فيتالي تشوركين كان سيتغير لو أرجئ النقاش إلى الأيام التالية.
قال السياسي العربي بمرارة إن إسرائيل اليوم في أفضل حال منذ إنشائها، وإنها حققت في عهد بنيامين نتانياهو انتصاراً فاحشاً ومن دون أن تخسر جندياً واحداً، وإنه لم يحدث أن شعرت بتراجع التهديدات ضدها كما هو الحال في هذه الأيام.
هذا ليس وقت الحديث عن حقوق الإنسان. ومنظمات المجتمع المدني. والتمييز ضد المثليين. وانحناء القضاء أمام إرادة الحاكم. وليس وقت الحديث عن الإنفاق الخيالي لضمان الحفل المبهر. ومستقبل المدينة الأولمبية بعد مغادرة اللاعبين. والفساد الذي التهم بعض بلايين الدولارات من الخمسين التي أنفقت. والأضرار التي لحقت
يجب أن تزور وطنك. وأن تكرر الزيارات. ليس لأن أجدادك يرقدون هناك. تحسدهم احياناً لأنهم عبروا باكراً. شهدوا صعوبات لكنهم لم يسبحوا في هذا البحر من البشاعات. غادروا قبل انكشاف الفضيحة المدوية. مساكين. ظنوا أن الارض ارضهم وأن التراب لن يخون قبورهم. صدقوا اكاذيب الخريطة وكذبوا عليك.
يبحث الاخضر الابراهيمي عن الحل في بحر من الدم والفشل. هذا ما يشعر به الصحافي حين يقترب من مقر المفاوضات السورية في جنيف. ولولا الفشل لما كانت مهمة الابراهيمي ولا المشهد الذي شهدته مدينة مونترو السويسرية حين جلس وليد المعلم وأحمد الجربا تحت سقف واحد.
إذا أرادت أميركا أن تتولى بنفسها إخراج «داعش» و «النصرة» من سورية، فإنها تحتاج إلى حرب. تحتاج على الأقل إلى غارات متواصلة عبر طائرات بلا طيار. التجارب تفيد بأن هذا الأسلوب لا يكفي لإخراج المتشددين. بعض الغارات يمكن أن يتسبب بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين