سيف الدين عبد الفتاح يكتب: مفهوم الحرب النفسية وعملياتها قد اختطها الكيان الصهيوني حتى قبل وجوده، ضمن عمليات متتابعة لخلق حالة من الترويع والتهجير الممنهج والمنظم، وهو ما أتاح له من بعد ذلك -وبمساعدة دول غربية- في استمرار هذه السياسة وتطويرها..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: يجب أن يُفهَم خطر الغزو الثقافي الصهيوني للمنطقة العربية بمعنى أوسع لا يقتصر خطره على الفكر العربي؛ أي الثقافة بالمعنى الضيق، بل يشمل أيضا الخطر الذي يواجهه نمط الحياة والسلوك والقيم والعقائد وطبيعة الولاء.. إلخ.
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: اقتراحنا في هذا المقام أن نؤسس مرصدا للكلمات والمفاهيم والمصطلحات لمواجهة هذا الغزو المصطلحي؛ يفحص كلمات العدو وآثارها ليحذر وينبه الأمة بكل شرائحها وتكويناتها، ويفحص كلمات الأمة الدافعة والرافعة والجامعة للأمة وفي الأمة. ذلك يتطلب مشروعا ضمن مشاريع المقاومة الحضارية في الأمة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: انتهاك حرمة معاني الكلمات لا تأتي فقط من معتد من خارج يحاول أن ينحرف بالمعاني ويدلس الدلالات، فتصير الكلمات لا تدل أو ترشد، بل قد تأتي من داخل تهون فيه الكلمات وتُهان
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الشهادة في ظاهرها: هي الإخبار عن أمر وقع العلم به لإقامة حقّ يتوقف عليه ذلك الإخبار، وهو ما يقوم على أربعة عناصر أساسية: العلم الذي هو أساس الشهادة، والبيان والإظهار لذلك العلم، ثم تبليغ ذلك العلم بحيث يصير واصلا إلى الآخرين على الوجه المقنع المفيد، ثم العدل في كل ذلك حتى تكون الشهادة مفضية إلى نفع المشهود عليهم
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الأمر المهم أن نؤكد على حجم ما كشف عنه ذلك الخطاب من حضارة غربية اتسمت بالعنصرية والوحشية، وانتقائية المعايير، وبين كيان صهيوني غاصب صنيعة الغرب كأداة وظيفية أكدت على أن الحضارة الغربية في تدهور مهما حاولت إطالة عمرها بأساليب التكيف، وأن الاحتلال الصهيوني إلى زوال بما يحمله من خطاب الأساطير، وخطاب الأكاذيب والافتراءات
كانت النية معقودة في أول الأمر أن أكتب مقالا واحدا حول مقولة "الإبراهيمية وخطورتها في عمليات التطبيع الصهيوني والثقافة المتصهينة"، إلا أن طرق هذا الموضوع جعلني ألتفت إليه التفاتا عظيما لخطورته، وهو لا يقف عند باب التطبيع فحسب، بل تجاوزه بكثير في صورة تحالف قادم يتعاظم البناء عليه..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: وفق قواعد كيف نقرأ النماذج الفكرية المرتحلة؛ لا بد من التمييز بين جارودي القائل بوحدة الأديان والإبراهيمية في أول عهده وبين جارودي في كتابه "الإسلام دين المستقبل"
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: بدا أن حقيقة بيت العائلة الإبراهيمية والدين الإبراهيمي في العقائد الدينية والتاريخ والعلوم الإنسانية، ومؤامرات وتاريخ مراحل التفكير في الإبراهيمية اليهودية، وتزوير وإبادة الأديان، ومراحل صناعة الإبراهيمية اليهودية، تفضح خطط الصهاينة بداية من مرحلة حوار الأديان ومسار الحج الإبراهيمي، مرورا بمراحل الدبلوماسية الروحية والخارجية الأمريكية ومرحلة صندوق النقد والبنك الدولي وقوافل السلام الأمريكية، وصولا إلى حلف الفضول واعتبار أن البيت والحلف هما أكبر انتصار للصهاينة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: إثبات حال التخفي والتسلل والتزييف والتزوير؛ كمسالك تطبيعية مريبة ومتخفية ومسيسة من مثل الفكرة الإبراهيمية، وبغض النظر عن هذه الحقيقة فإن الديانة الإبراهيمية كما عبر عنها القرآن الكريم بـ"ملة إبراهيم" وارتباطها بالحنيفية الممثلة للفطرة الإيمانية والإسلام الناظم والخاتم للأديان السماوية؛ هذا التعريف القرآني نفى وبشكل قاطع أي مداخل للتلبيس والتسييس والتزييف والتزوير الذي يقطن كل المحاولات الهادفة إلى التمويه على الإبراهيمية الحنيفية المسلمة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: قصة الإبراهيمية "نموذج دعائي" بهذا المعنى، خاصة حينما تصاغ تلك القصة ضمن احتفالات مشبوهة ومراكز معروفة أدوارها، وللأسف دول عربية تشكل ساحات لاختبارها؛ ومؤسسات وجهود رسمية وغير رسمية لدعم ومساندة هذه القصة الخادعة المخادعة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: يا له من سلوك مبطن مركب يجمع ما بين ديانة مصطنعة زائفة كاصطناع دولة بني صهيون؛ وظواهر التصهين التي تمثلت في احتلال الثقافات والعقول؛ ومظاهر التطبيع التي اجتلبت كل كلمات الادعاء والتبرير؛ فاستغرقت في كل ذلك وانغمست فيه وهرولت إليه وركبت كل مركب يهدف الى تشويه كل مقاومة في الأمة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: أخطر ما في هذا المسار هو استخدام الدين وتوظيفه في سبيل عمل وقصد مشين. ولعل النموذج الذي نتتبعه في هذا المقام ألا وهو ما يتعلق باتفاقات أبراهام، ودعوى الديانة الإبراهيمية، والبيت الإبراهيمي.. كلها وفي سياقاتها المتداخلة تمثل أخطر الاستراتيجيات والسياسات في ما يتعلق بالتوظيف البائس للدين بحيث ينطلي على ضعاف العقول والنفوس..
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نعتبر أن الناظم بين هذين الوعيين "الجغرافي" و"التاريخي"، و"الزماني" و"المكاني"، إنما يكمن في أصول الوعي العقدي بالقضية الفلسطينية، وطبيعة الصراع الوجودي المكنون في قلب هذه القضية، فالقدس هي القدس وليست غيرها ولا بديل عنها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: بدأ الأمر باصطناع دولة تسكنها عوامل فنائها لولا مصالح من اصطنعها ودافع عن وجودها وحمى عربدتها وعدوانها؛ وباسم الدولة القومية التي فرضت رسمها ضمن حدودها؛ فأين حدود دولة الكيان الصهيوني المزعومة؟ إنها تقضم الأرض؛ وتتسع حدودها بمقدار ما تشنه من عدوان
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الأمر الخطير والمغفل عند البعض؛ التعامل مع مسألة التطبيع والوقوف عند مظاهرها والوقوف عند شطآنها من دون الغوص في أعماقها التي قد تحيلنا إلى مسألة مهمة تتعلق بجغرافيا التطبيع؛ والتي تكاد تتطابق مع جغرافيا الاستبداد