ساري عرابي يكتب: غرق في دوّامة المبادرات، التي لم يفعل العرب شيئاً أكثر من صياغتها، ثم الانتهاء بنا إلى الانشغال في سجالات نظريّة فوق واقعية، لأنّ مجرد تبنّي أطروحة الدولة الواحدة، لا يعني التحوّل الميكانيكي نحو الإنجاز السياسي..
ساري عرابي يكتب: انتقل الخطاب الرسمي العربي سريعاً من تحرير فلسطين إلى "إزالة آثار العدوان"، وهو المصطلح الذي تبنّاه العرب جميعاً في مؤتمر الخرطوم الذي عقد في آب/ أغسطس- أيلول/ سبتمبر من العام 1967، أي سريعاً بعد الهزيمة المذلّة
ساري عرابي يكتب: لا يعود الهلع الإسرائيلي إلى حجم الخسارة (ثلاثة جنود)، ولا إلى الخشية من تحوّل في الموقف المصري؛ "إسرائيل"مطمئنة إلى ذلك، إلى درجة أنّ الحديث عن تحوّل أقرب إلى النكتة، ولكنّها تشير إلى الهاجس المركّب في بنيتها الذهنية، والممتد في عروقها الاجتماعية، والساري في أعصاب مؤسّستها الأمنية والعسكرية والسياسية، من القلق الوجودي، والتحفّز الأمني المستمرّ، فأيّ حادثة من مكان غير متوقّع، تعبّئ "إسرائيل" بالتوتّر العالي، وتقذف فيها قلقاً محموماً
ساري عرابي يكتب: نزعة التسييس المفرط في قراءة التاريخ المؤدلجة وفق الاصطفافات السياسية الراهنة، أفضت إلى قراءات غير دقيقة، أساءت تصوّر هذا التاريخ، إمّا بتفسيره تفسيراً سياسيّاً صرفاً، أو بالعجز عن رؤية وقائع ذلك التاريخ، الأحداث والأشخاص والأفكار والمؤسسات، داخل سياقها التاريخي، بالوعي الذي ساد فيه وبتدافعاته
ساري عرابي يكتب: ليست القضية هي حركة حماس، فليست هي الفاعل الوحيد في مشهديّة المقاومة في الضفّة، ولكن استعادة حماس لمكانتها الجماهيرية في الضفّة، مؤشّر مهمّ على التحوّلات السياسية والاجتماعية الحاصلة من بعد العام 2014، والتي لا تعود إلى حرب العام 2014 فحسب..
ساري عرابي يكتب: لا تلازم ضروري بين ما يمكن الاختلاف فيه مع الحركة في بعض سياساتها وخطاباتها، أو التوجس من بعض عناصرها النظرية والبنيوية، وبين تركها للمقاومة
ساري عرابي يكتب: في ذكرى النكبة التي يجدّد الاحتلال معناها بالضبط، بعدوانه الأخير على غزّة، ما المطلوب من الفلسطيني سوى التيقظ الكامل؟ ليس التيقظ الكامل تجاه نوايا العدوّ فحسب، بل التيقظ الكامل في حراسة الأصالة التي تعنيها النكبة للقضية، هذه الأصالة التي لم يشوّه ملامحها إلا الغفلة عن طبيعة العدوّ وحقيقة الصراع..
ساري عرابي يكتب: رافق الإضراب الفردي نقاشات ضرورية، حول الجدوى والصوابية، وتآكل الآثار المرجوّة من الإضراب، بيد أنّ هذه النقاشات لا يمكن أن تتّجه نحو القصدية، والبعد النضالي والتحرّري والأخلاقي لهذه الإضرابات، التي تحوّلت إلى مجلى للإرادة والعزيمة في مواجهة سياسات الاحتلال، وإلى تعويض في أوقات معينة عن ضعف الإمكانات والظروف الجماعية
ساري عرابي يكتب: الصمود الفلسطيني، هو العامل المركزي في المشهد برمّته، الصمود بكل ما يكتنزه من معان وصور، وعلى طول تاريخ القضية الفلسطينية، فلو أنّ هذا الفلسطيني ذُوّب في آلة الأسرلة، لما كان ثمّة أيّ بعد وجودي أصلاً للأزمة الإسرائيلية الداخلية، طالما أنّه لا يوجد فلسطيني يملك دافع المقاومة، من التمسك بالذات والهوية والحق والسردية، مروراً بالهتاف وصولاً للقتال
ساري عرابي يكتب: فرض النسيج الطبيعي، الأصيل، حضوره حيثما وُجد الفلسطينيون، فينطبق الفلسطيني على مساحة المسجد الأقصى كاملة، ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان. هكذا يكتمل الموقف
ساري عرابي يكتب: بنية النظام الإقليمي العربي، في أصل تكوينها وعلى مدار العقود الطويلة الماضية من عمر هذا النظام، لم تكن أبداً داعمة على نحو مبدئيّ لأيّ حركة جماهيرية
ساري عرابي يكتب: الخلاف ليس اجتماعيّاً محضاً ولا سياسيّاً صرفاً، وهو بطابعه المركّب هذا يجعل القول بأنّ التناقض الإسرائيلي الجاري، سيُخرِج "إسرائيل" أكثر قوّة أقلّ رجحاناً، إذ ما يجري الآن مآلات لعملية تاريخية طويلة، صاحبت تأسيس المستوطنة/ الدولة، وانفجرت مرّات عدّة في وجهها طوال تاريخها، لكنها هذه المرّة أكثر حدّة
ساري عرابي يكتب: تؤكد على الدجل التنويري الأوروبي ذي العقل النقدي والشكّي وهو يتقبل اصطناع "إسرائيل"، ونفي الوجود الفلسطيني، على أساس كل ما يهين العقل وبداهة الأشياء، فضلاً عن اقتضائه في أقلّ أحواله الشكّ والنظر النقدي! وهذه رمزية أخرى في خطاب سموتريتش من باريس
ساري عرابي يكتب: لا يمكن السعي لتحقّق الذات العربية، أو لأيّ دولة عربية ثقيلة إقليميّاً ودوليّاً بالتعويل على هذا الاستعمار، أو بالتحالف مع "إسرائيل"، بل بالقطع مع ذلك كلّه، ودعم القضية الفلسطينية، أي أنّ العرب ليسوا فقط أولى من غيرهم بالقضية الفلسطينية..
ساري عرابي يكتب: هذه العوامل كلّها لا تدفع نحو اليأس، بل تجلّي حقيقة المقاومة هذه بما يبرز قيمتها، من حيثيتين، الأولى أنّها تعمل وتجري وتكيّف نفسها في ظرف معقد كهذا، والثانية أنّها بالرغم من كلّ ذلك مستمرّة منذ بضع سنوات، لم تتوقف، وإنما تعيد تجديد نفسها..