بقدر ما يمكن فهم دهشة هذا الفريق من المحبين لامتناع المقاومة عن الفعل المباشر في هذا الحدث، فإنّ المدهش بالفعل، بلا كثير تفكير، هو تدخل المقاومة بفعل مباشر هذه المرّة..
مع تعطيل الانتخابات العامّة، وتجريف المجال العامّ، بما طال الجامعات وحركتها الطلابية، وغلبة المؤثّرات غير السياسية على الانتخابات المحلية والنقابية، وبحكم الطبيعة التاريخية لجامعة بيرزيت، صارت الانتخابات الطلابية لهذه الجامعة ذات قدرة تمثيلية لاتجاهات الجمهور الفلسطيني
الاهتمام بشيرين هو إعلان عن استمرار الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وتعبير فطري عن موقعها العميق في الوجدان العربي، بما تمثّله من نموذج ضمنيّ للعرب، ومن مفتاح وعي عربيّ متجدد طوال سنوات النكبة الفلسطينية، وعن فعل الكفاح الفلسطيني في صياغة الشخصية العربية على امتداد هذه الجغرافيا
بالرغم من أن بعض هذه الإنجازات ما تزال في قلب الصراع، والقدرة الإسرائيلية فيها أعلى، كما في حي الشيخ جراح، وبعضها يعمل الاحتلال على التحايل عليها لفرض هيمنته بأدوات ناعمة كساحة باب العمود، وبعضها بين شد وجذب كمصلى باب الرحمة، فإن ذلك لم يكن لولا مقاومة الفلسطينيين..
إشكالية أخلاقية وسياسية في نمط الاقتراب من هذا النوع من الانتهاك للكرامة الآدمية، لا في سوريا وحدها، بل في العالم العربيّ كلّه. فبعض خصوم الأنظمة الحاكمة قد يجدون أنفسهم في صفّ واحد مع هذه الأنظمة؛ في مواجهة قوى ترميها الأنظمة بالإرهاب..
يبدو من ذلك وكأنّ الاحتلال هو من وضع الخطوط الحمراء، وفي مسلك دعائي يهدف فيما يهدف إليه، أولاً إلى تكريس السيادة الإسرائيلية، وثانياً إلى تنفيس التحفّز الفلسطيني. لا ينفي ذلك الموقف الواضح للمقاومة في غزّة، ولكنه من جهة أخرى يظهر كيفيات تحايل الاحتلال على الوقائع، وعلى إنجازات الفلسطينيين
يسعى الاحتلال إلى نقل هذه السياسات إلى قطاع غزّة، بتجاوز مفهوم "الهدوء مقابل الهدوء"، نحو منح الفلسطينيين مكاسب اقتصادية متدرّجة، ولكنها واضحة، مثل إدخال الأيدي العاملة متدرّجة الزيادة العددية إلى الداخل المحتلّ، وتسهيل عملية الإعمار وإدخال الأموال من الخارج..
إن الحالة الكفاحية الجارية المتصلة خصوصا بمعركة سيف القدس، وعموما بسلسلة الهبّات منذ العام 2014، تمتعت بقدر من الثبات، يجعلها في أقلّ أحوالها أكثر استعصاء على الرجوع إلى الخلف، وهو ما مهّد لهذه لقفزة بالتأسيس على معركة سيف القدس..
الفلسطينيون لم يكفّوا عن الكفاح منذ أكثر من مئة عام، بالرغم من الظروف القاهرة، فبلا سابق خبرة تنظيمية أو سياسية بدؤوا سريعا يتلمّسون طريقهم لمواجة الانتداب البريطاني الممهد للاستعمار الصهيوني..
تبلورت الفكرة في حملة التطبيع المحمومة والتي تعمّدت الصدمة وإظهار عاطفة مفرطة نحو "إسرائيل"، وأخيراً في قمة النقب، التي هي بحسب وزير خارجية "إسرائيل" يائير لبيد، "بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي"
قراءة للمعطيات في الواقع كما هي، وبالاستفادة من التاريح الكفاحي للفلسطينيين، بمعنى أنها تعطي الحالة الكفاحية الجارية وزنها المقدّر دون أن تبني عليها توقّعات أضخم ما تزال مفتقرة للشرط الموضوعي اللازم، أمّا المفاجآت فهي دائماً محتملة، لكن ما نملكه لنراه ونحلله ونبني عليه هو الواقع
بالرغم من الطابع التجريدي لهذه المقالة، فلا شك أنّها كتبت بدافع من السجالات التي تلت زيارة رئيس كيان العدوّ لتركيا، وكنتُ قبل ذلك بأسبوعين كتبت مقالة بعنوان "عن التطبيع التركي.. والخلط بين الموقف والتحليل" أحاول فيها مناقشة بعض ما أتوقع أنه سيقال بعد الزيارة..
الشيء غير الطبيعي الذي ينغّص هذه الحياة، هو الاحتلال وسياساته. أما أنماط المواجهة فهي محكومة بظروفها التاريخية وشروطها الموضوعية، وتبقى من مسؤوليات القوى المنظّمة العمل على تغيير تلك الظروف والشروط، لجعل عملية المواجهة أقل صعوبة، وأكثر قدرة على دمج أوسع للجماهير والشرائح الشعبية، وأكثر كلفة للاحتلال
تجري مقارنات مع مظاهر العنصرية في بلادنا، تستبطن تفوّقًا غربيًّا، لأنّها لا تلاحظ السياقات العامّة، من كون ما يغلب من العنصرية في بلادنا هو مسلكي غير ممأسس ثقافيًّا، وفي كثير منه نتاج دولة تشكّلت في سياق استعماري، وسياسات رسمية لأنظمة تابعة لذلك السياق.
قضية التطبيع إذا كانت مبدئية فينبغي ألا تتغيّر حدّة الموقف منها بحسب تغيّر صاحب السياسة إزاءها، فالموقف من صاحب السياسات تحكمه عوامل متنوعة واعتبارات متعددة، لا سيما في زمن الرداءة العامّة وضيق الخيارات
في بيئاتنا الاجتماعية المحيطة العديد من المآسي الناجمة عن أصناف من هذا الظلم، بعضها خفي، وخفاؤها قد ينطوي على دليل السلبية وقصور التآلف غير الاستعراضي، وهي بذلك أوسع من ظلم الدولة وجنودها، وتقع حتى في الجماعات المظلومة