تصاب بالذهول كل يوم، من آلاف الفيديوهات التي يتم بثها بشكل متواصل وتحمل توقعات سياسية، من أسماء تستبصر الغيب، وتدعي معرفتها بالتواريخ والأيام ومصائر الدول.
هناك تغير خطير على الرأي العام الأردني، لا يتوجب إسقاطه من حسابات أحد، فأغلب الناس لا يهمهم أبدا من سيأتي ومن سيغادر، ويفكرون فقط بأسعار البنزين والكاز، وتدبر نفقات البيت والشتاء.
لم يعد التحذير هنا كافيا، ولا بد من حل جذري، غير التحذير والتنديد، وربما يكمن هذا الحل، في اعادة التموضع من كل قصة الاحتلال، والعودة الى القواعد الاصلية التي صاغت الموقف منه، تاريخيا، بدلا من حالة التوسل لاسرائيل بأن تتوقف وهو توسل يأتي في غير موقعه، وتوقيته.
لا توجد مهنة تفيض بالسموم، وتقتل أصحابها، مبكرا، كما الصحافة، فهي ليست مهنة المتاعب وحسب، بل المهنة التي تفرض عليك أن تشرب كل الأخبار السيئة وتربطها ببعضها قبل غيرك.
كلما اشتدت الأزمات السياسية في إسرائيل يدفع الفلسطينيون الثمن، بسبب هذه الأزمات، فهذا الشعب ورقة في حروب الإسرائيليين بين بعضهم بعضا، يتم السعي لحرقها كل فترة..
لسنا بحاجة إلى دراسات عالمية، حتى نثبت أننا من الشعوب الغاضبة في العالم، إذ أن جولة صباحية في شوارع عمان، أو شقيقاتها تثبت أن الغضب يرتسم على الوجوه في كل مكان.
التضليل والتجهيل يعبران عن سياسة مقصودة في هذه المنطقة، والأدلة على ذلك كثيرة، برغم وجود إضاءات أحيانا تثبت عكس هذا الكلام، لكنها تبقى إضاءات خافتة وسط هذا الليل.
يقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة نشرت مساء السبت الماضي على الموقع الإلكتروني لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، كلاما خطيرا لكنه متوقع في كل الأحوال..
الذي يقرأ التقارير عن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، يدرك أن الرئيس الروسي يخنق العالم بيديه، وأن هذا العالم أمام خيارين، إما دفع الثمن، أو التوسل لاحقا للرئيس الروسي..
كأنّ الدنيا تغيرت حقا، وكل يومين تقرير عن أزمة جديدة، من أسعار القمح، وصولا إلى الأوبئة الجديدة، وطبول الحرب تدق في كل مكان، وكأن الناس ينقصها اضطراب فوق الاضطراب..
يلتقي طرفان، أردني وإسرائيلي، في توقيت واحد، للمفارقة، من أجل قدح رئيس الوزراء الحالي، د.بشر الخصاونة، الذي قد تختلف معه في حالات كثيرة، وقد تتفق معه احيانا.
مما يؤسف له أن يقال هنا أن الحل الوحيد المتاح أمام الأردنيين هو الهجرة، وقد كانت الدعوات للهجرة في زمن ما تواجه بالنقد واتهام صاحبها بعدم الوطنية، غير أن الواقع يقول شيئا آخر..