أجندة التفاوض غير واضحة، والخلاف الشديد يمكن أن يجعل من التراضي على التفاصيل أمرا متعذرا في المدى القصير. والنتيجة المرضية مرتهنة بما اتفق عليه الروس والأتراك وأقره الأمريكان..
أزمة شريحة واسعة من الليبيين في مجافاة التفكير العقلاني وعدم الحكم على الأشياء بموضوعية والافتقار للاتساق في المواقف لدرجة تأرجح آرائهم حسب الانتماءات العرقية والجهوية الأيديولوجية والحزبية ووفقا للمصالح الخاصة.
يصطف اليوم الضحية والجلاد في خندق واحد لنصرة مشروع معلوم لدى العقلاء غايته، ومعروف لدى من يمعن النظر قليلا أنه عودة للاستبداد وحكم الفرد وتيه آخر قد يكون أكثر ضياعا من سابقيه..
من المؤكد أن استحواذ "توتال" على حصة "ماراثون" وتعزيزها لاستثماراتها في قطاع النفط الليبي إيجابي، فأن يكون البديل لـ"ماراثون" هو "توتال" هو إضافة وليس ثلمة وذلك لخبرتها الطويلة في مجال استكشاف وإنتاج النفط ولوضعها المالي الجيد..
كابوس محزن يجثم على الصدور منذ ارتفاع سقف الحريات مع اندلاع ثورة فبراير، يتصدر التوجيه فيه قطاعا واسعا من النخبة بخطاب غير مسؤول ولا موضوعي ليجر خلفه قواطر من الغافلين لتكون النتيجة تكريس التخلف وتعظيم القطيعة..
إذا صعدت أنقرة، وربما واشنطن القلقة من الدور الروسي الداعم لقوات حفتر، من دعمها لقوات الوفاق، فسيرجِّح بالقطع هذا الدعم كفة الوفاق، لكن يظل رد الفعل الروسي بالتصعيد المماثل متوقعا ومخيفا، ليصبح الانتقال إلى حرب وكالة شرسة هو الأرجح..
الاتفاقية الأمنية والعسكرية ربما ستسهم في احتواء التنافس الإقليمي والدولي على ليبيا، وستعزز من مخاوف الأطراف الدولية وحتى الإقليمية من تصعيد يصعب احتواؤه وبالتالي ربما تصبح التسوية السياسية راجحة في قابل الأيام..
بالنظر إلى التدافع الأمريكي الروسي الذي أخذ منحى مختلفا خلال الأعوام القليلة الماضية، تظهر أهمية ومكانة ليبيا، وذلك بتخوف واشطن من أن تصبح الأخيرة (بما تتمتع به من مقدرات اقتصادية وموقع استراتيجي) إحدى أدوات التوسع والفعل الروسي المنافس وربما المعادي للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين
إن أخطر ما يواجهه مجتمعنا منذ الانتكاسة الاقتصادية الكبرى مع مطلع ثمانينات القرن الماضي هو إدمانه على المسكنات والمهدئات، والعجز عن التعامل مع أصل الداء وسبب البلاء، وذلك لأن مواجهة أس المشاكل صعب وتداعياته مؤلمة فلا يجرأ أحد على الاقتراب منها ومواجهتها.
هناك خياران أمام موسكو بعد إنزالها الجنود الروس وتقديمها بعض الأسلحة المهمة لحفتر خلال الأسابيع الستة الماضية، الأول هو المحافظة على الوجود المحدود الذي يطيل عمر النزاع بما يحقق لموسكو هدف إزعاج الأوروبيين ومضاعفة الضغوط عليهم..
الإصلاح المطلوب في ليبيا مشروع لا حدود له أفقيا ولا سماء له رأسيا، واتساعه وارتفاعه يفرضهما الواقع الليبي المأزوم والمتخلف على كل الصعد، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى مستوى الفرد والمجتمع.
الديمقراطية تقتضي أن يمارس المعلمون حقهم في الاحتجاج، ومن مسؤولية الحكومة التصدي للتجاوزات والتي منها منع من يرغب من المعلمين مباشرة العمل وممارسة ضغوط عليهم للانضمام للاحتجاج..
ما كان لحفتر أن يستمر في تكثيف هجماته لولا سخاء حلفائه والإمدادات التي منحته تفوقا جويا. ويلجأ حفتر لسلاح الجو للمحافظة على معنويات جنوده على الأرض وذلك بعد الخسائر الكبيرة في قواته البرية إلى درجة اضطراره لسد النقص بمرتزقة روس وأفارقة..
ينبغي على حكومة الوفاق، خاصة وزير ماليتها، تبيان التوزيع الجغرافي للإنفاق، وإذا ما كان هناك إجحاف أو تمييز أو سوء في توزيع الدخل، خاصة مع إشاعة أن مرتبات المنطقة الشرقية التي يحيلها المصرف المركزي بطرابلس متوقفة..
لا أستبعد أن يدفع الخوف من التصعيد الروسي وتكثيف موسكو حضورها في الحرب التي يشنها حفتر على طرابلس إلى التعجيل بإجراءات غربية، أمريكية أوروبية، لوقف الحرب وإطلاق مفاوضات التسوية السياسية.
هناك ما يشير إلى تعمد إقحام مطلب توزيع الثروة في ثنايا البحث عن سبيل لوقف إطلاق النار، والجلوس على طاولة التفاوض، فالسيسي مُصِر، والمبعوث الأممي غسان سلامة يعتبره ضروريا لتحقيق انفراج سياسي