على عكس ما هلل "إعلام السامسونج" في مصر، لما توهم أنه رسائل فاضحة للإخوان والرئيس مرسي - دون أن يظهر رسالة واحدة تخدم هذا الغرض - فإن الرسائل المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية وفي العديد من وسائل الإعلام حملت إنصافا للرئيس مرسي
كشفت تلك الموجة غياب المعارضة المنظمة، واقتصر الظهور الإعلامي على دعوات فردية من شخصيات معارضة، مثل الفنان والمقاول محمد علي والجوكر، وبعض الدعوات عبر الفضائيات المناهضة للانقلاب، في حين غاب تماما أي جسد سياسي معارض..
السمة الرئيسية لهذه الموجة أنها تأتي بشكل رئيسي من الريف المصري، وخاصة في الصعيد (أصحاب الجلاليب)، وهي مناطق كانت بعيدة عن ثورة يناير، ولم تلتحق بالثورة إلا بعد مرور شهرين على نجاحها..
حالة من الطوارئ القصوى فرضها النظام تشي بخوفه من أي حراك مهما كان صغيرا، فهو يوقن تماما بأن معظم النار من مستصغر الشرر، فقد بدأت ثورة يناير ببضعة آلاف ما لبثت أن أصبحت ملايين في عموم مصر..
الموجة الجديدة للتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني تفتقد إلى أي مبررات يمكن تسويقها للشعوب، وهي تتجاوز حالة التطبيع التقليدي إلى التحالف مع الكيان الغاصب في مواجهة ما تعتبره دول الخليج خطرا أكبر عليها من جهة إيران..
كان السديس يخاطب الكاميرات حيث لا يوجد مصلون إلى الحد الذي تصح به الجمعة من عمال الحرم، كان المهم لصاحب الرسالة التي تضمنتها تلك الورقات هو وصولها إلى جهات عديدة خارج الحرم، مع تغليفها بقداسة خاصة لانبعاثها من منبر رسول الله..
الصدام الحاصل في أعلى هرم السلطة في طرابلس هو رسالة سلبية للحلفاء والأنصار، سواء داخل ليبيا أو خارجها، وحين يفقد هؤلاء الحلفاء الثقة في القيادة الليبية، فإن ذلك سيدفعهم لإعادة النظر في مواقفهم وسياساتهم تجاهها..
من سخريات السياسة أن يندد نظام السيسي بالانقلاب العسكري في مالي، ويطالب بعودة الرئيس المنتخب وعودة الأوضاع الدستورية، وذلك في بيان لوزارة الخارجية المصرية!!
أمثال عصام العريان من الذين يبنون جسورا بين الحضارات والثقافات والتيارات والكيانات هم قليل، ولذلك حين يرحل أحدهم فإن رحيله يمثل خسارة لا يعوضها إلا ظهور بديل له..
التنازلات المتتالية تدفع للشك الدائم في سلوك هذا النظام الذي لا يعبأ بالسيادة المصرية ولا بإرضاء المصريين، ولكنه يراعي دوما مصالح داعميه وحلفائه الإقليميين على حساب المصلحة المصرية..
من المؤسف أن الحملة ضد قرار القضاء التركي لم تقتصر على أذرع النظام، فالعيب حين يأتي من أهله ليس بمستغرب، ولذا كان التصريح الغاضب الصادر عن مستشار دار الإفتاء أمرا تقليديا في هذا الإطار..