هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع الذكرى الثامنة لثورة المصريين في 25 يناير 2011، تتبارى الأذرع السياسية والإعلامية للنظام العسكري الحاكم في تشويهها؛ فمنهم من يصفها بالمؤامرة ومنهم من يعتبرها أحداثا لا ترقي للثورة، رغم أن العالم أشاد بها..
تحدت المرأة البرد والتعب والإرهاق، وأكثر من ذلك تحدت عادات عقيمة غيبتها لعقود، وكانت قدرتها على التحمل محل إعجاب العالم؛ الذي أدرك في هذه اللحظة أن مصر وطن للنساء والرجال، وأن نجاح الثورة أمر واقع لا محالة؛ لأنها ثورة شعب شاركت فيها المرأة الميدان نفسه والهدف نفسه مع الرجل.
هذا اليوم ملحمة وطنية دفاعا عن التراب الوطني، والحاكم العسكري هو المفرط في تيران وصنافير!
مأمورن شرعاً بمقاومة الظلم والاستبداد بكل أشكاله وصوره.. أيضاً كانت وستظل ضرورة بشرية من أجل أن ينال الشعب حقوقه وتُحفظ مقدراته، وتتوفر له الخدمات المختلفة التي يحتاجها، ويتمتع بحياة طيبة كريمة تليق بشعب عريق طيب
مما لا شك فيه أن ثورة يناير قد باغتت التيار الإسلامي كما باغتت جميع القوى السياسية الأخرى، في انطلاقتها ونتائجها التي أسقطت مبارك بعد 30 عاما في السلطة
خلف كل كلمة كتبتها توجد تفاصيل وحكايات وجهود ونجاحات وإخفاقات
هناك قوى مختلفة تؤثر على اندلاع ثورة جديدة في مصر، أولها بلا شك المؤسسة العسكرية التي تهيمن على مقاليد الحكم في البلاد وتمسك بيد من حديد على مقاليد الأمور حتى لا تنفلت
الأزمة التي تعيشها مصر حاليا نجمت أساسا عن فشل القوى التي شاركت في صنع ثورة 25 يناير في إقامة نظام أكثر ديمقراطية من النظام القديم الذي نجحت في إسقاط رأسه، لكن جذوره ظلت حية تضرب في أعماق المجتمع، الأمر الذي أدى بدوره إلى إجهاض الثورة في النهاية، واستيلاء نظام أكثر شراسة وعنفا وتضييقا للحريات
المهم في البداية أن نؤكد، ونحن نحاول أن نفتح الباب حول عمليات النقد الذاتي للقوى السياسية المختلفة، أن نعترف بأن ممارسة هذا النقد إنما يشكل قاعدة أساسية لقيام هذه القوى بمراجعة أفكارها ومواقفها؛ ليس فقط حيال الثورة المصرية في يناير أو الحالة الانقلابية، ولكن بأن تراجع مجمل رؤاها حول مدى تأثيرها
هكذا يمكن أن تتبين العلاقة الوطيدة بين يناير وأكتوبر فكلاهما انتصار للحرية والكرامة، بل إنه إذا كانت أكتوبر قد محت عار ست سنوات، فإن يناير قد محت عار قرون طويلة من الاستبداد والاستعباد. وإذا كانت أكتوبر قد حررت جزءا عزيزا من أرض مصر فإن يناير قد حررت كل مصر، بل حررت الماضي والحاضر كما حررت المستقبل
يتساءل البعض: لماذا ثار الشعب المصري هذه الثورة الشعبية العارمة والشاملة والسلمية، المنقطعة النظير في العمق والصدق والشمول، تلك الثورة التي فجرها الشباب في 25 كانون الثاني/ يناير 2011م - 21 صفر 1432هـ؟
ظلت النخبة تنظر للشباب كالشعب تماما، لم ينضج بعد، بل إنه هو ذلك الشباب الحالم الذي يعاني من مثالية مفرطة ومن خيال جامح في التفكير والتغيير
هذه القراءات البسيطة، اللطيفة، الخفيفة على القلب، أسهل في الفهم، والوصول، والتصديق، بلا تعقيد، بلا وجع راس، لكنها توجع القلب والراس وأعضاء أخرى أكثر أهمية، حين نخطو إلى المستقبل ونحن ننتظر ثورة جديدة تأتينا من وراء صدفة غيبية جديدة، وربك كريم...
شكل هذا الاستقطاب ميدانا خطيرا نقلت فيه هذه النخبة حالة الاستقطاب تلك إلى حالة فرقة مقيمة بين فئات المجتمع المختلفة وبين أطياف الجماهير المتنوعة، فأحدث ذلك شرخا كبيرا داخل المجتمع استهانت به النخبة في بداية أمرها..
لا توجد ثورة ضد ثورة، فلا تكرهوا الثورات.. إنها صرخاتنا ومطالبنا ومبادئنا وأهدافنا التي نسعى لتحقيقها، بينما يحتال علينا الحكام ليسرقوننا من خلف الشعارات المرفوعة.. معركتنا مع لصوص الثورات وليست مع الثورات
العلاقة بين الدولة والمجتمع وصياغة تلك العلاقة على نحو سوي؛ إنما يشكل أحد أهم الملفات المهمة حينما تكون هناك بوادر تغير كبير بعد حدث ثوري