هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان حوار محب الدين الخطيب مع حسن البنا سنة 1947م، الذي ذكرناه في مقالنا السابق، جرس تنبيه للبنا والإخوان، في إعادة التفكير في دخول الجماعة مجال السياسة دون إعداد كاف، وبدأت مراجعات البنا حول الأمر.
امتلكت جماعة الإخوان المسلمين في عهد البنا الشجاعة في النقد المعلن، بل ومراجعة سياستها الدعوية والعلمية والسياسية، وقامت بعدة مراجعات ونقد للذات، وهو ما ينكره بعض أفراد من الجماعة، جهلا منهم بتاريخها ومنهجها..
لم يقتنع عشماوي برد البنا عليه، أو ينظر إليه نظرة تقديس، فيصمت مكرها، تحت أي دعوى، فكتب مقالا يخالف فيه البنا فيما ذهب إليه، وكتب عشماوي يستغرب من موقف البنا من حزب (الوفد)، ومن مكرم عبيد ومجلته..
تلك فكرة حملة (كفاية ظلم)، وقد تواصلت منذ فترة مع الصديق الدكتور أيمن نور، حيث كان اجتماعنا في قناة الشرق، وسألته عن مصير الحملة، بعد أن شحذنا لها هممنا، فأخبرني بكل أسف عن عدم استمرارها، وهانحن الآن نردها مرة ثانية، لتكون شعبية.
أصدر عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين بتركيا الشيخ عصام تليمة بيانا للرد على تصريحات عضو مكتب الإرشاد بالجماعة الدكتور محمود حسين، الذي أصدر السبت الماضي تصريحا صحفيا للتعقيب على مقال "تليمة"، الذي نشرته "عربي21" بعنوان :"من اختطف جماعة الإخوان؟!".
من أكثر الأسئلة التي آلمتني وأبكتني، سؤال وردني من أم أحد الشهداء، وقد اتصلت بي، وهي تبكي بحرقة: أن ابنها قد أوحشها، ولا تطيق فراقه، وقد مر أكثر من عام على استشهاده، فذهبت وفتحت القبر ودخلته لترى جثمان ابنها، كانت تسأل وهي تبكي، هل ما فعلته جائز أم لا؟ وهل يؤاخذها الله على فتح القبر..
الخطاب مملوء بمعان وقيم إيمانية وخلقية ودعوية وإدارية، أحوج ما تحتاجها الجماعة في هذه الآونة، فهلا سار الجميع على درب من سبق وأسس؟!
لقد وضعت هذه المبادرة التي قام بها أربعة وأربعون نائبا من نواب جماعة الإخوان، يدها على أصل الداء في أزمة الجماعة، وشخصته جيدا، واجتهدت في وضع العلاج، ويظل السؤال المهم الآن: هل ستضع هذه المبادرة الجيمع أمام مسؤولياته، وتكشف القناع عن كل من لا يريد بالجماعة خيرا، بل يريد الاحتفاظ بمغانم شخصية.
تأتي الذكرى الثانية والأربعون لحرب السادس من أكتوبر سنة 1973م، والتي نباهي بها دوما بانتصارنا على إسرائيل واسترداد أرض سيناء..
تنتشر ظاهرة خطيرة بين صفوف الثوار، منذ ثورة يناير حتى الآن، وهي ظاهرة ثقافة التخوين، وقد كان يسعى بها بين صفوف الثوار من كان يطلق عليه الطرف الثالث، فقد كانت الإسلاميون يظنون أن الطرف الثالث هم القوى المدنية، والقوى المدنية تظنها الإسلاميين.
هذه شهادة، أسجلها للتاريخ، لتكتمل بها الرؤية مع مواقف وقراءات أخرى لموقف الشهيد سيد قطب من تكفير المجتمع.
الخط الثوري أصيل في جماعة الإخوان، وليس معنى ذلك أنه خط عنف أو إرهاب، بل هو خط ثوري بكل ما تعنيه وتحويه كلمة (ثورة) من مقاومة للاستبداد وعدم الاستسلام له، وإنهاء لحكمه بكل وسيلة مشروعة.
إن شعورا يتنامى كل يوم، وهو ما كنا نقوله من قبل: إن جماعة الإخوان مختطفة، سواء على المستوى الفكري، أو التنظيمي، أو الدعوي.
لقد قام السيسي بفض رابعة والنهضة، فهل ماتت فكرة المناداة بسقوط حكم العسكر؟! يقينا لم ولن تموت، لأن درس التاريخ الأبدي والباقي: أن الأفكار لا تموت بالقوة أو الاستبداد، بل تكون مقبرة لكل من يحاربها، وصخرة عاتية يتكسر عليها المستبد.
ذهب مرشد الإخوان بين المحتشدين في ميدان رابعة ليقول قولته المشهورة: سلميتنا أقوى من الرصاص، وعندما تم القبض على كل قيادات الإخوان بمن فيهم المرشد، أين كان التنظيم المسلح المدَّعى.
من الدعاة القلائل الذين انتصروا على ضغطي السلطة والجماهير معا: الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، فقد واجه كل خطأ دون هوادة مع أحد، فكتب وألف يواجه التطرف بكل ألوانه.