توعّد قائد كتائب "أبو عمارة" مهنا جفالة، قوات النظام والميلشيات الرديفة في مدينة
حلب، بمزيد من
العمليات النوعية، على غرار التفجير الأخير، الذي استهدف موكبا لميليشيات النظام في حي "صلاح الدين" ظهيرة يوم الأربعاء، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من المسلحين.
وجدد جفالة تأكيد تبني كتائب "أبو عمارة" لعملية التفجير، الذي سبق وأعلنت عنه في بيان صادر عنها بعيد ساعات من التفجير، نافيا في الآن ذاته ما تردد حول وقوف صراعات داخلية بين مجموعات قوات النظام وراء هذا التفجير.
ونقلت صفحات إخبارية موالية للنظام روايات عدة عن سبب الانفجار، ففي حين أكدت شبكة "أخبار منقولة عن مدينة حلب" الموالية، انفجار عبوة ناسفة في موكب التشييع، نفى مراسل قناة العالم الإيرانية بحلب، ربيع كلواندي على صفحته في "فيسبوك"، وجود هجوم وصفه بـ"الإرهابي"، متحدثا في رواية بدت مبهمة "عن انفجار قنبلة دفاعية"، من دون أن يفصح أكثر.
وعزا جفالة تضارب الروايات التي جاءت من مكان التفجير، إلى "محاولة قوات النظام التستر على العملية التي تشكل خرقا أمنيا في المدينة"، وقال: "إن نجاحنا في استهداف قوات النظام، يؤكد ضعف التنسيق فيما بين قوات النظام والأجنحة العسكرية الرديفة مختلفة المشارب".
وأكد قائد أبو عمارة، أن عملية الاستهداف تمت باستخدام عبوة ناسفة، زرعت في طريق موكب تشييع أحد قتلى الميليشيات بحلب، مشيرا إلى تسبب عطل تقني في عدم انفجار العبوة الناسفة الثانية التي كانت مزروعة في مكان قريب من العبوة التي انفجرت، والتي أدت إلى مقتل 6 أشخاص من المسلحين.
وأوضح أن هذه العملية، لم تكن الأولى منذ انسحاب المعارضة عن مدينة حلب، مؤكدا استهداف سرية أبو عمارة لحاجز "إيكاردا" التابع لقوات النظام بالأعظمية، في شباط/فبراير الماضي، الذي أسفر عن مقتل ستة عناصر من ميليشيا "الدفاع المدني".
ويعتقد جفالة أن مواصلة "أبو عمارة" لعملها الأمني داخل مدينة حلب، "بات أسهل مما كان عليه قبل انسحاب المعارضة من كامل المدينة"، مرجعا ذلك إلى المساحات الجغرافية الكبيرة التي بات يسيطر عليها النظام، وإلى الخصومة والصراعات بين قوات النظام غير المتجانسة، على حد قوله.
واعتبر جفالة أن على المعارضة التركيز على العمليات النوعية التي تستنزف النظام، بدلا من التفكير في خوض معارك نظامية، والتحضير الجيد لمعارك متكافئة، قبل خوض معارك تؤدي إلى "دمار واستنزاف مدننا، بينما تنعم مدن الساحل الموالية بالهدوء والأمان".
وتابع: "من الأجدى أن نركز على ضرب القواعد العسكرية للنظام، بدل العشوائية بالسيطرة على حي أو أكثر سيكون الدمار من نصيبها".
يذكر أن "سرية أبو عمارة" التابعة لكتائب أبو عمارة، بدأت بتنفيذ عملياتها الأمنية من اغتيالات واستهداف لقادة النظام بحلب في أواخر العام 2011، كما شكلت ولا تزال هاجسا أمنيا للنظام، رغم انسحاب المعارضة عن كامل مدينة حلب، أواخر العام الماضي.