قالت صحيفة "الغارديان" إن
الأطباء الذين يعالجون
أضخم امرأة في العالم،
المصرية إيمان أحمد، استقالوا بعدما زعموا أنها خسرت جزءا من وزنها، في الوقت الذي زعمت فيه عائلتها أن الفريق
الهندي لم يساعدها على خسارة الوزن، بل "دمرها".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن العلاج الرائد الذي طوره الأطباء الهنود فشل على ما يبدو، مستدركا بأنه "مع أن العملية التي أجريت في مدينة مومباي الهندية كانت ناجحة، إلا أن معظم الفريق الطبي استقال من عمله، بعد اتهام العائلة للفريق بالكذب حول مدى خسارة المريضة للوزن، وتجاهله إمكانية تعرضها لجلطة دماغية".
وتلفت الصحيفة إلى أن إيمان أحمد (36 عاما) ولدت في الإسكندرية، بوزن خمسة كيلوغرامات، وكانت تعاني من مرض تضخم الأوعية الليمفاوية، الذي يصيب الغدد ويؤدي إلى انتفاخ الأنسجة، مشيرة إلى أنها تعرضت لجلطة دماغية عندما كانت في سن الحادية عشرة، ولم تستطع مغادرة البيت منذ 25 عاما.
ويذكر التقرير أنه تم نقل المريضة في شباط/ فبراير إلى مدينة مومباي في الهند، حيث كان وزنها 500 كيلوغرام؛ من أجل علاجها على يد الجراح الهندي المعروف بخبراته في مجال
البدانة مفضل لاكداوالا.
وتكشف الصحيفة عن أن أحمد منعت من دخول الهند في البداية؛ لأنها لم تستطع الحصول على تأشيرة من السفارة الهندية في القاهرة بسبب وضعها، إلا أن السلطات الهندية سمحت لها بالدخول بعدما ناشد لاكداوالا مسؤول الشؤون الخارجية الهندي من خلال تغريدة على "تويتر".
وينوه التقرير إلى أنه تم إجراء عملية جراحية لأحمد في شباط/ فبراير، وأخرى في آذار/ مارس، إلا أن العلاقة بين الفريق الطبي وعائلتها ساءت بعد شهر، بعدما زعم لاكداوالا وهو يتلقى جائزة أنها خسرت 240 كيلوغراما، ما أثار غضب شقيقتها شيماء سليم، التي نشرت فيديو على "فيسبوك"، وعلقت عليه قائلة إن الأطباء كذبوا حول مدى خسارتها الوزن، وأكدت أن أختها "تضررت" من العلاج.
وتنقل الصحيفة عن سليم قولها: "منذ إجراء العملية الجراحية لم تكن قادرة على الكلام، وهي مربوطة بأنبوب التغذية، ولا تستطيع الحركة، وتبدو مصفرة، ولا يوجد أي تحسن"، وأضافت أن الفريق الطبي مهتم بالدعاية والظهور في الإعلام.
ويفيد التقرير بأن فريق أحمد رد بنشر صور للمريضة تظهر أن وزنها أصبح الآن 170 كيلوغراما، ونشر صورة على وسائل التواصل الاجتماعي لنتائج التحليل الطبقي للدماغ "سي تي سكان".
وبحسب الصحيفة، فإن أعضاء الفريق الطبي كله، باستثناء لاكداوالا، قرروا يوم الثلاثاء الاستقالة، قائلين إنهم تأثروا من هذه الاتهامات. وقالت مسؤولة قسم البدانة في مستشفى "سيفي" أبرانا باشكر: "ما حدث كان سيئا". وأضافت: "شعرنا بالأذى العميق، وهذا أسوأ من ضرب الطبيب على وجهه، والاعتداء لا يكون دائما جسديا، وباستقالتي من الفريق فإنني أحتج على هذا الهجوم".
ويورد التقرير نقلا عن الأطباء، قولهم إن علاج أحمد مستمر، والاستقالة هي أمر له دلالات "رمزية"، وقالت باشكر إن عائلة المريضة شعرت بالغضب لقرب نهاية العلاج وعودتها القريبة إلى الإسكندرية، وأضافت: "يريدون بقاءها هنا"، بحسب ما قالت لصحيفة "إنديا توداي"، وقالت: "كان بإمكاننا مساعدتها، لكن هذه ليست هي الطريقة للتعامل".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الهند تعد مقصدا مهما للباحثين عن التخلص من البدانة؛ حيث إن تكلفة إجراء العملية فيها تبلغ نصف ما يتم دفعه في الولايات المتحدة، لافتة إلى أن قيمة السياحة الطبية في الهند تصل إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار سنويا، وتوقعت دراسة للمؤسسة الاستشارية "غرانت ثورتون" زيادتها إلى ثمانية مليارات في عام 2020.