نشرت صحيفة "
صندي تايمز" قائمتها السنوية للأثرياء في
بريطانيا، التي تضم أسماء ألف من
الأثرياء في مختلف مجالات الحياة التجارية والفنية والترفيه والسياحة والعقارات، بالإضافة إلى من ورث المال عن عائلته، حيث دأبت الصحيفة على إصدار هذه القائمة منذ 29 عاما.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن الصحيفة وجدت أن البلاد شهدت ازدهارا في مرحلة البريكسيت، حيث زادت ثروة الأثرياء بنسبة 14% في العام الماضي.
وتشير الصحيفة إلى أن استطلاعا وجد أن لندن فيها أثرياء من أصحاب المليارات أكثر من نيويورك، لافتة إلى أن القائمة الجديدة كشفت عن أنه زادت ثروة 19 ثريا بمقدار مليار جنيه في عام، وأن الـ500 ثري الموجودين على رأس قائمة
2017 لديهم ثروة مجموعة أكثر من ثروة الألف شخص الذين وردت أسماؤهم في العام السابق، ويعيش في لندن 86 مليارديرا أكثر من أي مدينة أخرى في العالم.
ويجد التقرير أن قوة الثروة في بريطانيا جاءت على خلاف التوقعات بتوقف التجارة وصناعة المال بعد استفتاء العام الماضي، الذي أدى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث زادت السوق المالية من ثروة قادة الأعمال والتجارة بشكل كبير، بالإضافة إلى أن عددا من الأثرياء استفادوا من ضعف قيمة الجنيه الإسترليني منذ خروج بريطانيا، حيث زادت قيمة استثماراتهم الخارجية.
وتذكر الصحيفة أنه جاء على رأس قائمة أثرياء بريطانيا هذا العام الأخوان سري وغوبي هيندوجا، المولدان في الهند، واللذان صنعا ثروتهما من البترول والعقارات وصناعة البلاستيك والتمويل، حيث زادت ثروتهما بمقدار 3.2 مليار جنيه، لتصل إلى 16.2 مليار جنيه هذا العام، مشيرة إلى أنهما يستثمران الآن في وزارة الحرب القديمة في وستمنستر، حيث يقومان بتحويلها إلى فندق فخم.
ويلفت التقرير إلى أن هناك 143 مليارديرا يقيمون في بريطانيا هذا العام، وهو رقم أعلى من 120، الذي كان في عام 2016، مشيرا إلى أنه انضم هذا العام للقائمة، ولأول مرة، صاحب شركات "سوفت وير" مايك كانون – بروكرز وسكوت فاروكهار، وكلاهما في سن الـ37 عاما، والأخوان زبي ومحسن عيسى، اللذان حققا ثروتيهما من محطات البترول، ويعملان في هذا المجال منذ التسعينيات في القرن الماضي.
وتبين الصحيفة أنه حتى ينضم الثري إلى القائمة، فإنه يجب أن تكون ثروته أكثر من 110 ملايين جنيه، مقارنة بـ55 مليون جنيه في عام 2009، التي كانت كافية لاعتبار الشخص ثريا، لافتة إلى أن ثروة الألف اسم الموجودة في القائمة بلغت مجموعة 580.4 مليار جنيه، مقارنة بـ 575.6 مليار جنيه في العام الماضي.
وبحسب التقرير، فإن زيادة الأثرياء في بريطانيا تأتي في ضوء استطلاع نظمته مؤسسة استطلاعات "يوغوف"، وجد أن معيار الغنى هو أن يكون دخلك السنوي 100 ألف جنيه، أو أن يكون لديك رصيد بمبلغ مليون جنيه، مشيرا إلى أن الاستطلاع كشف عن مواقف متباينة من الغنى والأغنياء، حيث قالت نسبة 2 إلى 1 إن لندن لديها أثرياء أكثر من نيويورك، وهو أمر يجب الفخر به، لا الشعور بالحرج منه.
وتستدرك الصحيفة بأن نسبة نصف المشاركين في الاستطلاع قالت إن الأثرياء يزدادون ثراء بمعدلات أعلى من الفقر، فيما قالت نسبة 78% إنها مع زيادة الضريبة على الأغنياء، وقالت نسبة 4 -1 إنه يجب على الحكومة وضع السياسات التي تصعب تحول الأثرياء إلى درجات خيالية.
ويفيد التقرير بأنه لم تعرب سوى نسبة 4% عن إعجابها بالذين يرثون الثروة عن آبائهم أو أقاربهم، مقارنة مع نسبة 61% عبرت عن إعجابها بمن عملوا بجهد للحصول على المال، مثل الموسيقيين والممثلين والكتاب، حيث أن مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، جي كي رولينغ لديها ثروة تقدر بـ650 مليون جنيه، فيما دخلت المغنية المعروفة أديل إلى القائمة بثروة مقدارها 125 مليون جنيه، بعد جولة عالمية وإصدار ألبومها الخامس والعشرين.
وتنوه الصحيفة إلى أن نسبة 65% عبرت عن احترامها لرجال الأعمال والتجار، الذين أنشاوا شركاتهم، حيث عبرت نسبة 74% عن احترامها لمن يبدأ شركته وتجارته الخاصة.
ويورد التقرير أن ثروة المخترع الذي وجد نجاحا من خلال اختراعه مكانس كهربائية دون أكياس، سير جيمس دايسون، زادت إلى 7.8 مليار جنيه من 5 مليارات جنيه العام الماضي، لافتا إلى أنه نسب نجاحه، في مقابلة مع "قائمة الأثرياء الجدد"، إلى أنه لا يقرأ يوميا إلا ست رسائل إلكترونية.
وتشير الصحيفة إلى أن القائمة تضم 130 امرأة، حيث أن دينس كوتيز، التي أنشأت شركة القمار على الإنترنت "بيت 365" من موقف سيارات في ستوكس، لديها وعائلتها ثروة مقدارها 5 مليارات جنيه.
ويذكر التقرير أن قيمة ثروة الشباب الأثرياء، الذين يبلغ عددهم خمسين ثريا، زادت من 3 مليارات جنيه العام الماضي إلى 16 مليار جنيه هذا العام، مشيرا إلى أن ليدي تشارلوت ويلزلي، انضمت بعد زواجها من تاجر الخمور الكولومبي أليخاندرو سانتو دومنيكو إلى القائمة، ولديهما ثروة تقدر بـ3.862 مليار جنيه.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم النجاح لعدد ممن وردت أسماؤهم على القائمة، إلا أن البعض عانى عاما سيئا، مثل سير فيليب غرين ومايك أشلي، حيث انخفضت ثروتهما إلى 700 مليون جنيه، وخسرا بينهما مليوني جنيه في اليوم من العام الماضي، حيث خسر غرين بسبب تراجع مبيعات مجموعة "أركاديا"، بالإضافة إلى الفاتورة التي دفعها 363 مليون جنيه في برنامج تقاعد موظفي "بي أتش أس" الذي انهار، وتبلغ ثروة زوجته تينا أقل من 2.8 مليار جنيه، أما مايك أشلي، صاحب "سبورتس دايركتس"، فقد تأثرت ثروته بتراجع أرباحه، وتبلغ ثروته الآن 2.16 مليار جنيه إسترليني.
ويكشف التقرير عن أن صاحب شركة "إيزي جيت" سير ستيليوس حاجي- أينونو، هو من أكبر الخاسرين هذا العام، حيث خسر من ثروته 640 مليون جنيه، وأصبحت الآن 1.95 مليار جنيه؛ وذلك بسبب عدم الوضوح في مجال خطوط الطيران لأوروبا بسبب البريكسيت.
وتبين الصحيفة أن من الذين انخفضت ثرواتهم رجل الأعمال في مجال الاتصالات سير تشارلز دانستوت، وعائلة واتسون، التي تملك "بريمارك" و"فورتنام أند ميسون" ومتجر "سيلفرجيز".
وينقل التقرير عن محرر قائمة الأُثرياء أليستر ماكول، قوله: "في الوقت الذي أبدينا فيه القلق حول نتائج الاستفتاء على أوروبا، فإن الأثرياء البريطانيين التزموا الهدوء، وواصلوا صناعة المليارات".
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن القائمة ضمت القائمة محمد بن عيسى الجابر وعائلته بثروة مقدارها(6.673 مليار جنيه)، وحمد بن جاسم آل ثاني بثروة تقدر بملياري جنيه، وصاحب متجر "هارودز" السابق محمد الفايد وعائلته بثروة تقدر بـ(1.7 مليار جنيه)، ومهدي التاجر (1.760 مليار جنيه)، ووفيق سعيد (1.380 مليار جنيه)، ونديم أوجي (1.175 مليار جنيه)، ومو إبراهيم (904 مليون جنيه).