ذكرت الجمعية الوطنية لمنع الوحشية ضد
الأطفال، المعروفة باسم NSPCC، أن
الاستغلال الجنسي لا يتم الإخبار عنه، وبشكل مقصود.
وتنقل صحيفة "إندبندنت" عن الجمعية الخيرية، قولها إن هناك أساليب تتلاعب بالضحايا يستخدمها المجرمون، ولا يعلم الأطفال أنها وسيلة للإيقاع بهم، ولا يمكن للكبار التعرف عليها.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مديرة السياسة في الجمعية ليزا ماككريندل، قولها في تصريحات للصحيفة، إن الطرق المستخدمة تعني تعرض كل طفل للخطر، وأضافت: "عادة ما نتعامل مع شباب صغار في فترة من حياتهم، يقعون فيها تحت التأثير بسهولة، ويمكن لمن يحاولون استغلالهم تقديم الكحول والمخدرات لهم، ومنحهم شعورا بأنهم هم من يختارون هذه العلاقة، وهم في الحقيقة يقومون باستغلالهم".
وقالت ماككريندل إن "المجندين أو المستغلين يعرفون ما يقومون بعمله، ويريدون استخدام هذا كله ضد الشبان المعرضين للتأثير، وهذا يعد انتهاكا للأطفال، ويجب التعامل معه بهذه الطريقة".
وتشير الصحيفة إلى أن محاولات معالجة استغلال الأطفال أصبحت مركز الاهتمام في السنوات الماضية، بعد قضية روتشديل وأوكسفورد، لافتة إلى أن الوزراء قرروا في بداية هذا العام تخصيص 40 مليون جنيه إسترليني لمساعدة أجهزة الدولة على مكافحة انتهاكات الأطفال والاتجار بهم واستغلالهم.
ويستدرك التقرير بأن ماككريندل تقول إن طبيعة الإيقاع تجعل من الصعوبة بمكان التعرف على ما يجري، حيث ينجح المستغلون بخداع الضحايا ومن حولهم، وتقول: "الكثير من الناس يفسر أن ما يحدث، وهو ما يعد اختيار البنات بدلا من اعتبارهن عرضة للخطر"، ودعت إلى تعليم البنات والأطفال طرق إقامة العلاقات في المدارس؛ حتى "يصبحن قادرات على تمييز ما هي العلاقة الجيدة والصحية من العلاقة التي تقود إلى انتهاكهن".
وتلفت الصحيفة إلى أن تحذيرات الجمعية جاءت بعد أيام من تقرير وجد أن "تقبل" الجنس للقاصرين والقاصرات يعرض الأطفال والبنات لانتهاكات جنسية.
ويكشف التقرير عن أن دراسة لمؤسسة تعليم العائلة وجدت أن التعامل مع الجنس لدى القصر كان السبب وراء فشل المسؤولين في روتشديل وأوكسفورد وروذهام، في التعرف عما إذا الأطفال كانوا عرضة للاستغلال الجنسي.
وتنقل الصحيفة عن مدير الجمعية الخيرية NSPCC بيتر وينليس، قوله: "لا يعلم الشبان الصغار دائما أنهم يتعرضون للاستغلال، ويعاملون كبضاعة"، وأضاف: "نريد من كل طفل أن يكون قادرا على تمييز الاستغلال عندما يجد نفسه في خطر، وهذا بالضرورة ليس بسبب خطأ منه".
وتذكر الصحيفة أن وينليس دعا الكبار ممن يشكون بتعرض أي طفل للاستغلال، للاتصال مع الخط الساخن للجمعية والإبلاغ، وعلق قائلا: "للأسف، لا يتم الإبلاغ عن الاستغلال الجنسي وبشكل مقصود، وبالنسبة لنا يجب على الناس الحديث حتى نستطيع مساعدة هؤلاء الأطفال".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن تحذير الجمعية الخيرية يأتي متزامنا مع دراما تلفزيونية ستعرضها "بي بي سي"، بعنوان "ثلاث بنات"، عن الطريقة التي تم فيها استغلال البنات في روتشديل.