تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع بفعل أنباء عن تعافي الإنتاج الليبي من مشكلة فنية في حقل نفطي، ما أجج المخاوف من أن المنتجين غير المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده "
أوبك" قد يقوضون الاتفاق الذي يهدف إلى تقليص مخزونات الخام العالمية.
وقال عاملون بقطاع النفط إن
أسواق النفط الخام رغم هبوط الأسعار تتطلع إلى استعادة استثمارات مفقودة بنحو تريليون دولار في السنوات الثلاث الماضية، في الوقت الذي ذكر فيه تقرير "شيب آند بونكر" الدولي المعني بالشحن والمخزونات النفطية أن "كلا من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجي النفط الصخري الأمريكي لديهم رؤية للتعامل مع السوق ولا تتأثر بتوجهات الآخر".
وأشار التقرير إلى أن "أوبك" ستواصل حشد جهودها لرفع مستوى الأسعار رغم تواصل نمو أنشطة الحفارات النفطية الأمريكية واستمرار إمدادات النفط الصخري.
وثمن التقرير جهود "أوبك" في توسيع التعاون مع جميع المنتجين خارجها وأيضا توثيق الاتصالات بالمستهلكين من أجل الوصول إلى سوق متوازنة للهيدروكربونات، لافتا إلى أن السوق تنتظر خطوات أكبر لتقييد الإنتاج من أجل إيجاد حل عاجل وفعال لتدارك تفاقم المخزونات النفطية.
في سياق متصل، تفاعلت السوق إيجابيا مع زيارة المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي لروسيا للمشاركة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي، حيث أكد الوزير استمرار التعاون السعودي الروسي بشكل طويل الأجل وبما يتجاوز اتفاقية خفض الإنتاج، إلى جانب تأكيده مواصلة جهود تقليص المخزونات النفطية حتى إعادتها إلى المتوسط في خمس سنوات.
وقال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" لاستشارات الطاقة، إنه على الرغم من الانخفاضات المتعاقبة التي تلت تمديد المنتجين العمل باتفاق خفض الإنتاج لتسعة أشهر جديدة إلا أنه من المبكر أن نقيم جهود خفض الإنتاج خاصة أن "أوبك" لديها رؤية متفائلة للسوق وتتوقع توازنا ملموسا وتحسنا في الأسعار وانحسارا كاملا للمخزونات بنهاية الربع الثالث من العام الحالي.
وأضاف وفقا لصحيفة "الاقتصادية"، أن الضغوط على الأسعار زادت في الأيام الماضية لتضافر عدة عوامل، حيث لم يعد الأمر قاصرا على ضخ إمدادات واسعة من الإنتاج الأمريكي بل حدثت أيضا زيادات قوية في الإنتاج الليبي في محاولة للتعافي الاقتصادي وللاستفادة من الإعفاء المستمر الذي حصلت عليه في تخفيض مستويات الإنتاج.
وأوضح أن المخزونات النفطية الأمريكية ما زالت عند مستويات قياسية، وبحسب البيانات الأمريكية فقد زادت 6 في المائة منذ بدء تطبيق اتفاق خفض الإنتاج وهو ما يؤكد أن جهود تقييد الإنتاج ما زالت تحتاج إلى كثير من الوقت حتى تؤتي ثمارها، كما من الواضح أن الإنتاج الأمريكي عنيد ويقاوم بشدة تأثيرات جهود المنتجين التقليديين.
وأوضح دون ماكاي مدير شركة "بي دبليو" للغاز في سنغافورة، أن
خسائر الأسعار على مدار الأسبوع الماضي ترجع في الأساس إلى ارتفاع طموحات العاملين في السوق قبل اجتماع وزراء "أوبك" والمستقلين، وراهن كثيرون على مد فترة أطول لخفض الإنتاج مع تعميق التخفيضات وتوسعة الاتفاق بضم دول جديدة، ولذا جاء قرار المنتجين أقل من طموحات السوق وانعكس سريعا على الأسعار.
وأشار إلى أن التفاؤل قائم بتصحيح الأوضاع خلال الشهور المقبلة، وبحسب وزير النفط الكويتي عصام المرزوق الذي يتولى رئاسة اللجنة الوزارية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج فإن السوق ستحقق تقدما إيجابيا ومؤثرا على نحو واسع بحلول الشهر المقبل، كما تحدثت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني عن أن توازنا حقيقياً وحيدا سيحدث في السوق بحلول أوائل العام المقبل 2018.