تصدرت دول منطقة
الشرق الأوسط وخاصة النامية منها، قائمة الأكثر استهلاكا للسلع الفاخرة خلال العام الماضي، رغم الأزمات العديدة التي تواجهها دول المنطقة بسبب استمرار تهاوي أسعار النفط والأزمات السياسية التي تعيشها دول المنطقة.
وأوضح التقرير الصادر عن شركة "ديلويت"، أن نسبة إنفاق المستهلكين في أسواق الصين وروسيا والإمارات، التي تعتبر ناشئة، زادت خلال السنوات الخمس الماضية إلى 70 في المائة مقارنة بـ53 في المائة في الأسواق الأكثر نضجا، أي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان.
وتضمن التقرير أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة عالميا بناء على بيانات عن المبيعات المجمعة للسلع الفاخرة والتوجهات الرئيسية التي تشكّل سوق
السلع الفاخرة، كما قدم توقعات اقتصادية عالمية.
وقال الشريك المسؤول عن الزبائن والقطاعات في "ديلويت الشرق الأوسط"، جايمس باب، إن قطاع السياحة والسفر مازال يشكل فرصة نمو مهمة لسوق السلع الفاخرة، إذ إن 31 في المائة من مشترياتها تعود إلى المسافرين خارج بلادهم أو خلال وجودهم في المطار، ما يزيد نسبة شراء المستهلكين إلى 60 في المائة في الأسواق الناشئة.
وأضاف: تستمر السوق في الشرق الأوسط باستقطاب العلامات التجارية الفاخرة، وتبوأ كل من أسواق أبو ظبي ودبي مراكز مهمة على لائحة وجهات التسوق المرغوبة التي يقصدها السياح، كما حققت العلامات التجارية ذات الأسماء اللامعة نموا جيدا في المنطقة، في وقت شكلت السياحة المحرك الرئيسي للمبيعات في دبي.
وتابع: رغم ذلك، شهدت سوق الشرق الأوسط تباطؤا كبيرا عام 2016 بسبب انخفاض أسعار النفط وارتفاع أسعار الذهب وزيادة كلفة المعيشة، ويُرجح أن تتأثر المنطقة بالاضطرابات السياسية، وعدم استقرار الاقتصاد العالمي، على أن يستمر النمو مع استمرار دبي وأبو ظبي في جذب السياح المتسوقين.
واستنادا إلى المعلومات المنشورة من قبل الشركات، حققت أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة مبيعات بـ212 بليون دولار في السنة المالية 2015، بينما يبلغ متوسط مبيعات السلع الفاخرة السنوي لهذه الشركات حاليا 2.1 بليون دولار.
وقال "باب" إن جوهر الفخامة في نظر المستهلك بدأ يتغير من التركيز على المادة إلى التركيز على التجربة وما تتركه من انطباع لدى الشاري، إلا أن الجودة المميزة لهذه السلع الفاخرة تبقى أمرا جاذبا للزبائن الحريصين على أدق تفاصيل هذه المنتجات الحرفية واليدوية.
وأشار التقرير إلى نمو مبيعات السلع الفاخرة لأكبر 100 شركة عالميا أكثر من 3 في المائة خلال السنة المالية 2015، في حين سجل معظم العملات انخفاضا ملحوظا في مقابل الدولار، ما أفاد الكثير من الشركات المتعددة الجنسية في مناطق أخرى، التي تأثرت إيجابا، ما أدى إلى ارتفاع نسبة مبيعاتها.
ومن بين هذه الشركات، سجلت 6 شركات فقط انخفاضا في مبيعاتها خلال السنة المالية 2015، نصفها في قطاع المجوهرات الذي يشهد تقلبات مستمرة في الطلب.
وبقيت إيطاليا الرائدة في السلع الفاخرة لجهة عدد الشركات، في حين تملك فرنسا أعلى حصة من المبيعات، ومع وجود 26 شركة إيطالية ضمن أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة، تتفوق إيطاليا بضعف عدد شركاتها على فرنسا.
ولكن الشركات الإيطالية العائلية أصغر بكثير في الغالب، إذ بلغ متوسط قيمة السلع الفاخرة 1.3 بليون دولار، ما يمثل نحو ربع متوسط مبيعات السلع الفاخرة التي تبلغ قيمتها 5.1 بليون دولار للشركات الفرنسية.
ولفت التقرير إلى زيادة نمو مبيعات الشركات في قطاع السلع الفاخرة المتعددة إلى نحو الضعف مقارنة بالعام السابق، ما أدى إلى زيادة الأرباح، في حين لا تزال سلع الحقائب والإكسسوارات أسرع القطاعات نموا.