وقع هجوم إرهابي بالقرب من مسجد "فينزبري بارك" صباح الاثنين، في دار الرعاية الإسلامية (المسجد أيضا)، وأسفر عن مقتل مسلم مسن، وإصابة 10 من المصلين.
وكشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن المسجد رغم ما تعرض له من انتقادات إلا أن له أنشطة مجتمعية وجهودا في محاربة التشدد الديني، حتى إنه سبق له الفوز بجائزة وطنية للتصدي للتطرف في
بريطانيا.
وبحسب تقرير الصحيفة التي ترجمته "
عربي21"، فإن المسجد الذي وقع الهجوم على مقربة منه، تلقى علامة الجودة المرموقة من الهيئة الوطنية لقضايا المجتمع في عام 2014، ما يجعله ثالث منظمة دينية تحصل على هذه الجائزة.
وأوردت الصحيفة أن الجائرة تؤكد العمل الشاق الذي قام به القائمون على المساجد، الذين لم يتسامحوا مطلقا مع التطرف، وغيروا تماما الصورة النمطية عن مكان العبادة.
وأشارت إلى أن القائمين على المسجد وإمامه، قاموا بعمل كبير لا سيما أنه قبل عامين من الآن، كانت سمعته تسري بين البريطانيين على أنه واحدة من بؤر التطرف، إذ كان رجل الدين أبو حمزة المصري إماما فيه، ويعقد دروسا، ويتهم بأنه حرض المسلمين على الكراهية وتمت إدانته باحتجاز رهائن، وسلم للولايات المتحدة الأمريكية وحكم بالسجن مدى الحياة.
وأعطيت الجائزة للأمين والسكرتير العام لمسجد فينزبري بارك، محمد كوزبار، وهو يعد أيضا نائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا.
اقرأ أيضا: الغارديان: دار الرعاية الإسلامية ببريطانيا ليست مسجدا فقط
ونقل موقع "islingtongazette" البريطاني عن كوزبار قوله: "نحن فخورون بأن نكون أول مسجد وثالث منظمة دينية في المملكة المتحدة تحصل على هذه الجائزة، لقد أعطتنا الثقة لتحسين مستوى ما نقوم به في المسجد من أجل مجتمعنا".
وفي مقال كتبه كوزبار في صحيفة "إندبندنت" في عام 2014، قال: "نحن نشعر بشكل قوي بالمسؤولية. ونعتقد أننا يجب أن نكون قدوة للمساجد الأخرى، وغيرها من الأماكن الدينية، للتعامل مع التطرف أو أي شكل من أشكال التشدد الديني.. نحن كمسلمين نريد أن نشعر بأننا جزء من المجتمع الكبير".
وقال: "نريد أن نكون مواطنين بريطانيين، وليس مواطنين من الدرجة الثانية، ونريد أن نشعر بأن لدينا واجبات ومسؤوليات وحقوقا كباقي المواطنين الآخرين".
وكان زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، قال عندما تلقى المسجد الجائزة: "إن عملكم الشاق ونتائجكم الطيبة القيمة في مجتمعنا تستحق هذا الاعتراف الكبير بكم وبجهودكم".
وأضاف: "يمكن أن تمنح الجائزة ثقة الجمهور بهذه المؤسسة الخيرية الدينية التي تدار بشكل جيد، وأن تمنح أي ممولين ضمانات بشأن كيفية إنفاق أموالهم".
اقرأ أيضا: زيارة مشحونة بالدموع لكوربن إلى موقع عملية فينزبري (صور)
ويقوم المسجد بعمل منظم مبني على برامج توعية مجتمعية، بما في ذلك أنشطة محلية للشباب، ومشروع ديني لإطعام المشردين، بالإضافة إلى جهوده التي بذلها مؤخرا مع الناجين من حريق برج غرينفيل.
يشار إلى أن الشرطة البريطانية أعلنت الاثنين مقتل شخص وإصابة 10 آخرين عندما دهست شاحنة يقودها رجل يبلغ من العمر 48 عاما، جمعا من المصلين بعد خروجهم من المسجد الواقع شمال
لندن، وكان جميع الضحايا من المسلمين.
اقرأ أيضا: شرطة لندن: هجوم مسجد فينزبري يحمل سمات العمل الإرهابي