نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للسفير
القطري في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني، يقول فيه إن الادعاءات التي زعمتها دول عربية ضد بلاده، لفرض حصار عليها، هي مجرد ذريعة لانتهاك سيادة بلاده واستقلاليتها.
ويقول السفير إن "18 يوما مرت على الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي فرضته عدة دول عربية جارة، ضد قطر، وإلى الآن لم تقدم لنا أي شروط لرفع الحصار، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت: (كلما مر الوقت زاد الشك حول الإجراءات التي اتخذتها
السعودية والإمارات، وحاليا لدينا سؤال بسيط: هل كانت تلك الإجراءات تتعلق بدعمها المزعوم للإرهاب، أم أنها تتعلق بخلافات طويلة الآمد بين دول مجلس التعاون الخليجي؟)".
ويضيف السفير في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21": "أصرت حكومتنا منذ اليوم الأول على أنه لا علاقة للحصار بالتهم الموجهة لقطر، والمزاعم بأن قطر تدعم الإرهاب، وأن قطر حليف سري لإيران، ليست سوى ستار دخاني، كما تعتقد الخارجية الأمريكية، لمحاولة انتهاك سيادة قطر ومعاقبتها على استقلاليتها".
ويشير الكاتب إلى أن "كلا من السعودية والإمارات صورتا الحملة ضد قطر على أنها محاولة للضغط على قطر للتوقف عن (دعم الإرهابيين)، مع أنهم يعرفون أننا لا ندعم، ولم ندعم، ولن ندعم الإرهاب، وهم يعلمون أن الإرهاب خطر على قطر، كما هو على السعودية وعلى
الإمارات وعلى الدول كلها".
ويقول السفير إن "الكذبة الكبيرة الأخرى في حملة التشويش هذه، هي أن قطر حليف سري لإيران، ولدى السعودية والإمارات ودول الخليج كلها علاقات دبلوماسية وتجارية مع
إيران، وفي الحقيقة فإن أكبر شريك تجاري لإيران هي الإمارات، الدولة التي تقود حملة الحصار ضد قطر، والأهم من ذلك هو أن قطر تدعم المعارضة السورية، التي تقاتل قوات النظام السوري المتحالفة مع إيران".
ويضيف السفير: "نعتقد أن الدول التي فرضت الحصار تسعى لعزل قطر ومعاقبتها؛ بسبب استقلالنا، وللانتقام منا؛ بسبب تأييدنا للطموحات الحقيقية للشعوب ضد الطغاة والديكتاتوريين".
ويتابع الكاتب قائلا: "يجب أن يكون هناك باب لإنهاء الخلاف، ولطالما اعتقدت قطر بأن الحوار والمفاوضات والتنازلات هي الحل للعنف والصراعات، وتبنينا هذه المباحثات من خلال السياسة الخارجية القائمة على (الأبواب المفتوحة) خلال تاريخنا كله".
ويلفت السفير إلى أن "وفودا من السلطة الفلسطينية وحركة حماس وإسرائيل وحركة طالبان والإخوان المسلمين وممثلين عن الحكومات الغربية جلسوا على طاولات المفاوضات في الدوحة؛ للحوار السلمي بشأن قضايا كبيرة تواجه الشرق الأوسط، وسمحت سياسة الأبواب المفتوحة هذه بأن نتوسط نيابة عن حكومات، مثل الولايات المتحدة، التي تحتاج من وقت لآخر لأن تتفاعل، لكنها لا تجد قنوات اتصال خاصة بها، ولذلك كانت قطر، ولفترة طويلة، طاولة المفاوضات المركزية، وهذا ما لا نعتذر عنه".
ويفيد الكاتب بأن "الدول المقاطعة تدعي بأن استعدادنا للتعامل مع هذه المجموعات يعني دعمنا لفكرها وأجنداتها، ولكن ذلك غير صحيح، وفي الواقع فإن آراءنا في العادة هي تماما بعكس آراء المجموعات التي نستضيفها في الدوحة، فلن يجد أحد طاولة المفاوضات أو يصل إليها إن كانت الأبواب مغلقة".
ويقول السفير: "واضح أن الدول المقاطعة تسعى إلى دق إسفين بين قطر والولايات المتحدة؛ لمكاسب سياسية خاصة بها، فإن نجحت، قد تكون لذلك آثار سلبية عميقة على الجهود لمحاربة تنظيم الدولة وغيره من التهديدات في المنطقة وحول العالم، فكما أوضحت الحكومة القطرية، وكما تشير التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فإن هذه البلدان لن تنجح في تحويل اهتمام الولايات المتحدة أو قطر عن هذه المهمة الحرجة".
ويضيف الكاتب: "وكما أوضحت الحكومة الأمريكية، فإن المسؤولين الأمريكيين يعرفون أن قطر حليف قوي لأمريكا في الأوقات الجيدة والأوقات الصعبة، إنهم يعلمون أننا شريك فعال في التحالف الذي تقوده أمريكا ضد تنظيم الدولة، وأننا نعمل عن كثب مع الوكالات الأمنية الأمريكية للتعرف على المشتبه فيهم بالإرهاب، ومنع تمويل الإرهاب، ويدركون أيضا الدور المهم الذي أدته قطر باستضافتها لقاعدة العيديد الجوية، في وقت رفضت فيه دول أخرى وجودا عسكريا أمريكيا على أرضها".
ويخلص السفير إلى القول إن "سياسات قطر منطقية وأخلاقية وعادلة، وجهودنا لتبني الحوار ومعارضة الاستبداد ستقود إلى مستقبل أفضل ليس فقط لشعبنا، لكن للعالم كله، ويحق لقطر أن ترسم مسارها دون تدخل من البلدان الأخرى، وهو ما يمكننا أن نفعله والذي سنفعله، وسيبقى الباب لطاولة المفاوضات مفتوحا".