أكد تقرير حديث، أن
النفط الصخري الأمريكي وبعد ثلاث سنوات من الانخفاض الحاد يواجه حاليا مشكلة ارتفاع
التكاليف مرة أخرى سواء بالنسبة لنشاط الحفر أم للخدمات النفطية المرتبطة بالصناعة.
وأوضح التقرير الصادر عن "بتروليوم إيكونوميست" الدولي المتخصصة في صناعة النفط، أنه منذ أواخر عام 2014 شهد منتجو النفط الصخري الزيتي في أمريكا الشمالية انخفاضا كبيرا في أسعار التعادل في بداية الإنتاج من البئر النفطي، وشهد النفط الصخري في الولايات المتحدة انخفاضا بنسبة 20 في المائة، على أساس سنوي في عام 2015 و29 في المائة في عام 2016.
وبين أن انخفاض أسعار الوحدات النفطية كان المحرك الرئيس لتحقيق انخفاض في مستويات التكافؤ وإجراء تحسينات مستمرة في مستوى الكفاءة، مشيرا إلى أن تراجع أسعار الوحدات ونفقات التشغيل قد أسهمت في نحو 57 في المائة من انخفاض أسعار التعادل، في حين أسهمت المكاسب العالية في زيادة الكفاءة بنسبة 18 و25 في المائة، على التوالي.
ولفت إلى حدوث تخفيضات واسعة مماثلة في تكاليف إنتاج النفط الرملي في كندا، مبينا أنه منذ انهيار الأسعار الخام في أواخر عام 2014 تمكن منتجو الرمال النفطية الكنديون من خفض تكاليف الإنتاج بشكل واسع.
وذكر التقرير أن بعض هذه التخفيضات دورية وتطال جميع جوانب الصناعة وساعد الدولار الكندي الضعيف أيضا على خفض التكاليف المحلية المقدرة بالدولار الأمريكي، كما أنه تم التركيز على زيادة فعالية استخدام الطاقة وتحقيق مكاسب في مجال كفاءة التشغيل.
إلى ذلك، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع وسجلت أعلى مستوى في ثمانية أسابيع بفعل التحركات الفعالة والإيجابية للمنتجين وعلى رأسهم السعودية التي قامت بتخفيضات مؤثرة في مستوى صادراتها النفطية.
وتلقت الأسعار الدعم الأكبر من تراجع مستوى المخزونات النفطية وزادت أجواء الثقة في اتفاق خفض الإنتاج، خاصة عقب اجتماع سان بطرسبورغ الذي كشف عن تجاوب المنتجين مع خطط وحصص خفض الإنتاج ورغبتهم القوية في تحسين مستويات الالتزام ودعم العمل المشترك للوصول إلى علاج جذري لمشكلة تخمة المعروض في الأسواق.
وهبطت مخزونات الخام الأمريكية بشدة الأسبوع الماضي مع زيادة إنتاج شركات التكرير، بينما ارتفعت مخزونات البنزين وتراجعت مخزونات نواتج التقطير حسبما أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أمس الأول.
وهبطت مخزونات الخام 10.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 تموز/ يوليو إلى 487 مليون برميل، مقارنة بتوقعات لانخفاض قدره 2.6 مليون برميل.
في المقابل، تراجعت أسعار النفط قليلا في السوق الأوروبية أمس، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بعدما حققت الأسعار أمس الأول، أكبر مكسب يومي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وسجلت أعلى مستوى في سبعة أسابيع، ومن المتوقع استمرار صعود الأسعار، خاصة بعد الانخفاض الكبير في مخزونات الخام في الولايات المتحدة على حسب بيانات صناعية لمعهد البترول الأمريكي، إضافة إلى تعهد السعودية بخفض واسع لصادرات النفط خلال الشهر المقبل لتقليص تخمة المعروض بالسوق.
وأنهى النفط الخام الأمريكي تعاملات الأسبوع، مرتفعا بنسبة 4.5 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي، وبأكبر مكسب يومي منذ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وصعدت عقود برنت بنسبة 4.3 في المائة، وسجلت أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 50.90 دولار للبرميل.
وفي بيانات غير رسمية أعلن معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الخام في البلاد بأكثر من 10.2 مليون برميل، للأسبوع المنتهي في 21 تموز/ يوليو الجاري، وتوقع الخبراء انخفاضا بنحو 3.0 ملايين برميل، في ثالث انخفاض أسبوعي خلال شهر.