في غضون أقل من سنة أصبح
التطبيق العربي"
صراحة" على قمة التطبيقات الأكثر شعبية على متجر "آب ستورز" في هواتف آيفون.
وقد كشفت إحصائيات جديدة أن التطبيق ارتفع على قمة المتجر في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وإيرلندا.
وطرح موقع "ماشابل" الأمريكي تساؤلا عن السبب الذي جعل تطبيق صراحة، الذي كان موقعا محدودا في الوطن العربي، إلى تطبيق وصل العالمية.
وقال الموقع إن "صراحة" كان فكرة وتنفيذ المطور السعودي زين العابدين توفيق، حيث كان يهدف لأن يكون منصة اجتماعية لاستقبال وإرسال الرسائل مجهولة الهوية، ثم تطورت الفكرة بعد فرضية أن الناس مستعدين لقول الحقيقة والاعتراف عندما تكون رسائلهم مجهولة الهوية.
وقال الموقع إن "صراحة" بات يتمتع بشعبية كبيرة في المناطق بالعربية وأيضا بين المراهقين الناطقين باللغة الإنجليزية.
وأشار الموقع إلى أن التطبيق أطلق لأول مرة في تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2016، على شكل موقع ويب بسيط ولا يمتلك تطبيقا.
وتطور حلم زين العابدين الذي لديه درجة في علوم الكمبيوتر، ليدخل عالم التطبيقات منذ البداية، حيث كان يهدف في البداية لابتكار طريقة من شأنها مساعدة الموظفين على التعبير عن رأيهم في مدرائهم.
وقال توفيق الذي يعمل محلل نظم أعمال في شركة نفط وغاز بالسعودية: "هناك مشكلة بمجال العمل ويحتاج الناس إلى التواصل بصراحة مع رؤسائهم".
وقال الموقع إن توفيق أدرك سريعا أن الخدمة قد تكون مفيدة خارج إطار الشركات، فربما يرغب الأصدقاء بتقديم تعليقات بناءة إلى بعضهم البعض بشكل مجهول، لذا أطلق الموقع في خريف عام 2016، وبدأ مشاركته بين أصدقائه، هناك وكان هدفه النهائي 1000 رسالة مشتركة فقط.
ولكن بحلول نهاية العام، قرر اتخاذ مسار جديد، فقام بمشاركة التطبيق مع صديق من مشاهير
السوشيال ميديا.
ووفقا لتوفيق، فقد نمت الخدمة من حوالى 70 مستخدما إلى أكثر من ألف خلال بضعة أيام فقط بعد أن شارك التطبيق مع صديقه، وسرعان ما انتشر مثل الفيروس في جميع أنحاء البلدان العربية الأخرى، إذ وصل إلى لبنان فى البداية ثم تونس، ثم تغير كل شيء عندما وصل أخيرا إلى مصر فى أوائل عام 2017.
وأكد توفيق أن تطبيق صراحة تجاوز ثلاثة ملايين مستخدم مسجل بعد وقت قصير من وصوله إلى مصر، فحتى الآن، يوجد صراحة فى المرتبة 102 للمواقع الأكثر شعبية فى البلاد، وفقا لتصنيفات اليكسا.
وقال توفيق لـ "ماشابل": "بمجتمعنا هنا، نحن على اتصال وثيق مع العائلة والأصدقاء، ونحن صادقون جدا، إننا نعبر عن مشاعرنا بصراحة، ونحن نفعل ذلك طوال الوقت، لكن هناك حواجز اجتماعية تمنع الناس من التحدث علنا مثل السن، وأحيانا الموقف، فلا يمكنك الذهاب إلى شخص كبير في السن وتكشف عن رأيك به، لذا كان يرغب الجميع فى كسر هذه الحواجز".
وبعد نجاح صراحة فى الدول العربية، قرر توفيق أخيرا إطلاق تطبيق خاص بالخدمة، واستعان بشركة طرف ثالث للمساعدة فى تطويره ووصل التطبيق مباشرة إلى المتجر يوم 13 يونيو، وكانت هذه هى المرة الأولى التي يصبح فيها صراحة متاحا باللغة الإنجليزية، واستقبل الموقع أكثر من مليوني زائر يوميا فى الأسبوع الأول .
بعد فترة وجيزة من وصوله إلى المتجر، بدأ الناس فى جميع أنحاء العالم ملاحظته، وبدأ التطبيق فى الانتشار بكندا أيضا.
وقال توفيق إنه يعتقد أنه تم انتشاره في البداية من قبل المغتربين العرب الذين يعيشون فى كندا، وسرعان ما ساعد على جذب انتباه مستخدمين آخرين فى الدول الغربية، بما فى ذلك الولايات المتحدة وأستراليا.
بعد ذلك بدأ التطبيق بالانتشار كالنار في الهشيم بين المراهقين وسائل الاعلام الاجتماعية، حيث كان العديد ينشر روابطهم على قصص انستغرام ويتابعون ردود الفعل على الرسائل التي تصلهم.
وبعد أن أطلق سناب شات تحديثا جديدا، سمح للمستخدمين وضع روابط، ازداد انتشار صراحة، ووصل التطبيق إلى مستوى جديد من الشعبية.
وعلى الرغم من أن "صراحة" يمكن أن يكون في الغالب قصة نجاح كبيرة، إلا أن هناك انتقادات مهمة للتطبيق، حيث يرى البعض أن التطبيق يشجع على "البلطجة" من خلال بعض الرسائل.
وقال توفيق لـ"ماشابل" إنه يريد بشكل واضح أن تكون الخدمة مكانا إيجابيا، ولكن قد يواجه الأمر بعض الصعوبات، لأن الفكرة بالأساس تقوم على الرسائل المجهولة.