قالت صحيفة "التايمز" إن
الملكة فيكتوريا كانت تعرف شيئا عن الحياة الجنسية، حيث أنجبت تسعة أطفال، لكنها وجدت فرصة للكتابة لمدرسها المسلم المنشي عبد الكريم، للحديث في رسائلها عن الأوضاع الجنسية.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن كتابة إمبراطورة
بريطانيا والهند حول هذا الموضوع لو اكتشفت لأدت إلى غضب عارم، خاصة أن موظفي بلاطها كانوا غير مرتاحين أصلا من علاقتها القريبة مع المنشي عبد الكريم الذي درسها الهندوستانية.
وتشير الصحيفة إلى أنه سيبدأ في الشهر المقبل عرض
فيلم عن هذه العلاقة، التي ظلت تفاصيلها غير واضحة؛ بسبب حرق مسؤولي القصر
الرسائل المتبادلة بين الملكة وبين المنشي كلها، لافتة إلى أن جودي دينش، التي لعبت دور فيكتوريا في فيلم "مسز براون"، الذي كان عن علاقتها مع سائس خيولها الأسكتلندي، ستقوم بدور الملكة فيكتوريا في هذا الفيلم، حيث تقول دينش: "أنا معجبة بها بشدة".
ويلفت التقرير إلى أن الفيلم يقوم على الدراسة الشاملة التي نشرتها شرباني باسو، واعتمدت فيها على يوميات تركها عبد الكريم، ونجت من الدمار بعد وفاة الملكة في 1901، بالإضافة إلى أنها استخدمت مذكرات الملكة التي كانت تكتب عليها دروسها باللغة الأردية التي علمها إياها عبد الكريم، ولم تتم ترجمتها.
وتكشف الصحيفة عن أن الملكة فيكتوريا وعبد الكريم تبادلا عددا من الرسائل، حيث اكتشفت باسو، التي سمح لها باستخدام الأرشيف الملكي، أن بعضا منها نجا ولم تطله يد التدمير، وتكشف أن الملكة وصفت عبد الكريم بـ"الصديق الحقيقي"، ورسمت علامات قبلات.
ويورد التقرير أن الملكة تقول في رسالة تعود إلى 1894 لعبد الكريم، إن على زوجته "أن تكون حذرة في وقت محدد من الشهر، ولا تتعب نفسها أو تمشي على أرض وعرة"، وتقول باسو إن "الطريقة الحميمية التي كتبت فيها الرسائل تظهر كيف كانت علاقتها وثيقة مع عبد الكريم، وكيف ناقشت معه كل شيء بحرية، فمراقبة حياته العائلية، وتقديم النصائح له ولزوجته حول الحمل والولادة أعطاها شعورا كاملا بأنها سيدة العائلة".
وتفيد الصحيفة بأن علاقة الملكة مع مدرسها لم تكن مرضية للعائلة أو المسؤولين، الذين شككوا في ولائه، وشكوا في طبيعة العلاقة بينهما، حيث تقول باسو إن الملكة فيكتوريا "كانت تحب أن يكون الرجال طوال القامة إلى جانبها"، وتضيف: "كانت أول علاقة لها مع جون براون، الذي كان إلى جانبها بعد وفاة زوجها، ولا أعتقد أن العلاقة كانت جنسية، رغم أنها لم تخل من الحميمية"، وتتابع باسو قائلة إن الملكة "ناقشت مع عبد الكريم، الذي كان متزوجا، أنه لم ينجب أطفالا، وكانت صريحة معه في مناقشة الأوضاع الجنسية".
وينوه التقرير إلى أن علاقة الملكة فيكتوريا مع مدرسها المنشي كانت مثار قلق داخل القصر، فابنها، الذي أصبح إدوارد السابع، أصيب بحالة من الشك والرهاب بشأن عبد الكريم، وبعد وفاة الملكة بقليل قام هو وزوجته بعملية "بحث وتدمير" في الهند؛ لاستعادة المراسلات كلها بينه وبين والدته.
وبحسب الصحيفة، فإن الابنة الصغرى للملكة الأميرة بياتريس، قامت بإعادة كتابة رسائل والدتها قبل نشرها، بحيث أثارت الشكوك حول صحتها، وأن اسم عبد الكريم حذف منها.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن العلاقة بين الملكة والمدرس ستثير الكثير من النقاش مع بدء عرض فيلم "فيكتوريا وعبدول"، الذي أخرجه ستيفن فرايرز، مخرج أفلام "غسالتي الجميلة" و"علاقات خطيرة" و"الملكة"، الشهر القادم، ويقوم الفنان إدي إزارد بدور الأمير إدوارد، ومايكل غامبون بدور لورد سالزبري، وأوليفيا ويليامز بدور البارونة تشرتشل، أما دور عبد الكريم فيؤديه علي فضل.