نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"؛ تقريرا تحدثت فيه عن افتتاح
قطر رسميا لميناء بحري رئيسي، في سعي منها لمواجهة
الحصار من جيرانها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذا الميناء من شأنه أن يساعد قطر على تأمين وارداتها من السلع بعد أن قطع جيرانها
الخليجيون الطرق التجارية معها.
ووفقا لبيانات حكومية لدولة قطر، فقد انخفضت الواردات القطرية عقب فرض الحصار في حزيران/ يونيو؛ بنسبة 40 في المئة مقارنة بالمعدل السنوي. أما في شهر تموز/ يوليو، فتعافت هذه النسبة بشكل طفيف، غير أنها لا تزال منخفضة بنسبة 35 في المئة عن المعدل السنوي.
وبينت الصحيفة أن قطر سارعت إلى إنشاء طرق تجارية بديلة للتأقلم مع الحصار. وفي هذا الإطار، استخدمت قطر
موانئ عمان القريبة والمجال الجوي الإيراني، بينما توجهت نحو إيران وتركيا لاستيراد المواد الغذائية.
والثلاثاء، افتتح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ميناء حمد، بكلفة تبلغ 7.4 مليارات دولار، والذي سيسمح للدوحة بالتحايل على الحصار.
وأوردت الصحيفة أن قطر تصر على التمسك بموقفها مع تواصل النزاع، حيث أعلنت في أواخر هذا الشهر أنها ستعيد سفيرها إلى إيران، وهي خطوة ستثير غيظ السعودية، المنافس الإقليمي الرئيسي لإيران.
علاوة على ذلك، التقى عدد من أفراد العائلة المالكة السعودية مع أحد أفراد العائلة المالكة القطرية غير المعروفين؛ لمناقشة مسألة تسهيل وصول المواطنين القطريين إلى الحج. وقد رأى بعض المعلقين أن هذه الخطوة تمثل محاولة لإحداث تغيير في النظام في قطر.
ونقلت الصحيفة عن وزير النقل القطري، جاسم بن سيف السليطي، قوله إن "القطريين أثبتوا بقوة أنهم يتمتعون بالمرونة والثبات عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحديات". وأضاف السليطي أن ميناء حمد ساعد على تأمين مخزون قطر الحيوي.
وتابع السلطي أن تمر 27 في المئة من
التجارة في الشرق الأوسط عبر ميناء حمد بعد الانتهاء من توسعته خلال سنة، مبينا أنه تم إنشاء خطوط شحن مباشرة مع الموانئ الرئيسية في عدة دول، على غرار الصين والهند وباكستان، فضلا عن جاهزية اثنين من الخطوط الجوية المباشرة باتجاه ماليزيا وتايوان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بإمكان ميناء حمد استقبال أكبر السفن في العالم، مما يسمح للحاويات بالاتجاه مباشرة نحو قطر دون الحاجة إلى المرور عبر بميناء جبل علي في دبي. ويضم الميناء ثلاث محطات بسعة سنوية تقدر بمحو 7.5 ملايين حاوية.
وأوضحت الصحيفة أن العمل في ميناء حمد، نسبة إلى والد الأمير القطري الحالي، انطلق منذ أكثر من عقد من الزمن كجزء من الجهود الرامية لتنويع الاقتصاد بعيدا عن الغاز والنفط. وقد بلغ الميناء طاقته التشغيلية القصوى في أواخر العام الماضي، إلا أن مسؤولا قطريا أورد أن الميناء لم يصل لطاقته الكاملة أبدا خلال الأشهر الأولى بسبب وجود اتفاق بين الدوحة وميناء جبل علي الإماراتي، الذي تمر عبره أكبر سفن الحاويات.
وحسب مسؤول قطري، تم رفع هذه القيود المفروضة على ميناء حمد بعد اندلاع الأزمة، مما أتاح الفرصة للميناء لاستخدام قدر أكبر من الطاقة المخطط لها في البداية. وقد كانت قطر في السابق تستورد منتجات الألبان من السعودية، والمنتجات الغذائية عبر موانئ الإمارات، لذلك زادت وارداتها من هذه السلع بعد الأزمة. كما كانت هناك مخاوف حول حدوث نقص في مواد البناء، ما من شأنه أن يعوق تحضيرات قطر لكأس العالم لسنة 2022، غير أن تقارير قطرية نفت ذلك.
وذكرت الصحيفة أن صندوق النقد الدولي صرح الأسبوع الماضي أن قطر تمكنت من تخفيف القلق بشأن النقص الفادح في بعض المواد وذلك من خلال تنويع الموردين، والعمل على تهيئة صناعة محلية لتجهيز المواد الغذائية. فعلى سبيل المثال خلال شهر تموز/ يوليو، استخدمت شركة مقرها الدوحة، الخطوط القطرية الجوية لاستيراد 230 بقرة من أوروبا، وهي أول عملية شحن من هذا القبيل ضمن أكبر خطة لتوسيع صناعة الألبان في البلاد.