ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن وزير الدفاع الماليزي داتو سيري هشام الدين حذر من تداعيات حملة الاضطهاد التي يمارسها الجيش في
ميانمار على مسلمي
الروهينغا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن هشام الدين، قوله إن دول جنوب شرق آسيا "قد تدفع الثمن" لو حاول المتعاطفون مع
تنظيم الدولة استغلال الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهينغا.
وتشير الصحيفة إلى أن الوزير الماليزي حذر من محاولات التنظيم إيجاد موطئ قدم له في المنطقة، وأنه قد يحاول استغلال الأزمة الحالية، ويجند أبناء الأقلية الذين يتعرضون للتعذيب ولا خيار لديهم.
ويورد التقرير عن هشام الدين، قوله: "لا نستطيع تركهم (الروهينغا) يائسين ومحتاجين؛ لأنهم لو كانوا كذلك وتحولوا نحو هذه الجماعات فإن دول المنطقة ستدفع الثمن".
وتلفت الصحيفة إلى أن تحذيرات الوزير الماليزي جاءت في وقت واصل فيه اللاجئون الروهينغا الفرار من القمع الوحشي الذي يقوم به الجيش البورمي، الذي اتهمته منظمات حقوق الإنسان بحرق القرى، وقتل آلاف المدنيين، مشيرة إلى أن عدد اللاجئين الذين فروا نحو الحدود مع بنغلاديش خلال الأسابيع الماضية قدر بحوالي 370 ألفا، حيث احتموا في مخيمات بائسة.
ويفيد التقرير بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة، بناء على طلب من السويد وبريطانيا، بعد حديث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن عمليات "تطهير عرقي" جارية في بورما.
وتنوه الصحيفة إلى أن
ماليزيا، التي استقبلت أكثر من 100 ألف لاجئ من الروهينغا في الماضي، وعرضت استقبال المزيد، تحذر من استغلال الجماعات الجهادية لمأساة الروهينغا ومحاولة استخدامهم للتعبئة.
وبحسب التقرير، فإن ماليزيا تعيش حالة من الترقب بعد قيام مئات من المقاتلين المرتبطين بتنظيم الدولة احتلال ماراوي في جنوب الفلبين، حيث تعهد البلدان مع أندونيسيا بزيادة الدوريات للبحث عن المتطرفين.
وتورد الصحيفة أنه بحسب المركز البحثي الماليزي "إيمان"، فإن الجهاديين الماليزيين يقومون بمحاولات لتجنيد الروهينغا الذين فروا إلى ماليزيا في تشرين الأول/ أكتوبر، وأرسلوهم إلى الفلبين.
ويبين التقرير أن رئيس الوزراء الماليزي تحدث في كانون الثاني/ يناير أمام منظمة التعاون الإسلامي، قائلا إن العنف ضد الروهينغا يؤدي إلى تدفق اللاجئين، محذرا من محاولة الجهاديين اختراقهم في حال استمر العنف.
وتقول الصحيفة إن المسؤول البارز في مجال مكافحة الإرهاب أيوب خان ميدين حذر من أن المتطرفين ركزوا نظرهم على بورما، وقال إن السلطات اعتقلت شخصا أندونيسيا خطط للسفر إلى هناك لتنفيذ أعمال انتقامية.
ويشير التقرير إلى أن رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة تجولت في مخيمات اللاجئين، وطالبت بورما بإعادة مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا إلى بلادهم، ونقلت عنها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قولها: "رسالتي واضحة، عليهم التعامل مع هذا الأمر، والتركيز على الجانب الإنساني".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول الشيخة: "لأن هؤلاء الناس أبرياء، الأطفال والنساء، وهم يعانون، وهم ينتمون إلى ميانمار ويعيشون هناك منذ مئات السنين، فكيف ينكرون أنهم مواطنون هناك؟".