هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية تقريرا، ذكرت فيه موقف الفريق الثاني لإقليم كتالونيا، نادي إسبانيول برشلونة من قضية انفصال كتالونيا عن الحكومة المركزية.
وأكدت الصحيفة أن إسبانيول مايزال ثابتا على موقفه المحايد وبعيدا عن التجاذبات السياسية، بعكس جاره نادي برشلونة الذي عبر عن تأييده لاستقلال إقليم كتالونيا عن التاج الإسباني.
وأضافت "فرانس فوتبول" في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن جماهير إسبانيول برشلونة لا تتفق جميعها مع مبدأ فريقها الذي التزم الحياد السياسي. فخلال آخر مباريات لعبها الفريق، رفعت أعلام استقلال إقليم كتالونيا في المدارج.
وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي أصبح فيه نادي برشلونة ممثلا للهوية الكتالونية، أضحى نادي إسبانيول مجرد فريق وطني. وفي هذا الإطار، أشار الكاتب الإسباني المتخصص في الرياضة، رامون سبايغ، إلى أنه "عندما غزا الإحساس بالقومية الكتالونية، بات نادي إسبانيول يلقب "بالعدو الداخلي" نظرا لأنه كان بمثابة ممثل للسلطة الإسبانية في إقليم كتالونيا".
وأفادت الصحيفة أن الصراع بين الفريقين معقد للغاية. فعندما تأسس نادي برشلونة كان المنتمون إليه من الأجانب الذين يعتنقون المذهب البروتستانتي، على غرار مؤسس النادي "جوان غامبر"، في حين احتضن جاره إسبانيول القوميين الكاثوليك.
من جهته، ذكر أخصائي الأنثروبولوجيا الرياضية، كارل فيكسا، أنه "خلال عشرينات القرن الماضي، وفي خضم سنوات ديكتاتورية "بريمو دي ريفيرا"، كان فريق برشلونة يعكس هوية الشعب الكتالوني المضطهد، في الوقت الذي كان فيه إسبانيول برشلونة يدعم ضمنيا الديكتاتورية".
اقرأ أيضا: برشلونة يفوز على ملقا.. وهدفه الأول "غير مشروع" (فيديو)
قبل أن يضيف أنه "في عهد فرانكو، أضحى إسبانيول مؤسسة تضم الكتالونيين الذين يشعرون بالانتماء لإسبانيا. كما ينحدر أغلبهم من طبقة البرجوازيين المحافظين أو من أبناء المهاجرين الوافدين من القارة الأوروبية، قبل أن يطلق عليه اسم "إسبانيول"".
ونقلت الصحيفة على لسان عضو سابق في الهيئة المديرة لنادي إسبانيول برشلونة أن "هذه المؤسسة تعكس تاريخ كتالونيا، لكن لا يعني ذلك بالضرورة أن يشارك الفريق في الدعوة إلى الاستقلال، علما وأن آراء جماهير إسبانيول تختلف فيما يتعلق بهذه القضية". وفي الملعب، يمكن مشاهدة عدة لافتات في مدرجات محبي إسبانيول، ومن بينها ما يدعو إلى الاستقلال، وأخرى تؤيد البقاء تحت التاج الإسباني، فيما رفعت لافتات أخرى تذكر بمبدأ الحياد والحفاظ على الطابع الرياضي للفريق بعيدا عن التجاذبات السياسية.
من جهته، يرى "غابرييل"، وهو مشجع لفريق إسبانيول ومؤيد للانفصال، أن صمت فريقه المفضل يمكن أن يشكل خطرا كبيرا يتمثل في خلق نوع من الانقسام في مدارج ملعب "كورنيلا-إل برات". وأفاد هذا المشجع أنه "منذ سنوات، اجتثثنا الجماعات المتعصبة من الإقليم. ولكن في الوقت الراهن، يمكن لموقف فريق إسبانيول في خضم الوضع الاجتماعي للبلاد أن يعزز عودة اليمين المتطرف إلى الظهور من جديد، مما سينجر عنه خلق إقليم كتالوني فاشي لا علاقة له بكرة القدم مطلقا".
وقالت الصحيفة إنه خلال استضافة نادي إسبانيول لفريق ليفانتي في 13 من تشرين الأول/أكتوبر، تعمدت بعض الجماعات النقابية استدعاء أعضاء من شرطة الحرس المدني الإسباني إلى الملعب، مما أثار احتقانا في المدرجات.
وصرح غابرييل الذي يشجع إسبانيول منذ 25 سنة مؤكدا أن "الحرس المدني الإسباني عنف عائلاتنا لأننا فقط وضعنا ورقة داخل صندوق للتصويت بأسلوب ديمقراطي. ولكن الأشخاص الذين تعمدوا دعوتهم إلى الملعب، استغلوا الفريق لخدمة فاشيتهم".
وأضاف هذا المحب أن "الفرصة لا زالت متاحة أمام إسبانيول، الذي كثيرا ما كان عرضة للانتقادات من قبل وسائل الإعلام وباقي النوادي الكتالونية، لتلميع صورته ولإثبات ولائه للهوية الكتالونية، واستنكاره للعنف".
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن نادي برشلونة بدأ يدفع ضريبة موقفه المؤيد لانفصال إقليم كتالونيا، حيث تعرض لمضايقات في الدوري الإسباني. فقد أجبرت الليغا، مع اقتراب يوم الاستفتاء، زملاء ميسي على لعب إحدى مبارياتهم في 30 أيلول/سبتمبر، وليس يوم غرة تشرين الأول/أكتوبر (تاريخ الاستفتاء) لكي لا تبقى المدرجات فارغة. من جهتها، رفضت إدارة البلوغرانا قرار الليغا خوفا من أن يساء فهم الفريق ويقع في إحراج أمام الكتالونيين.