نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن الأسباب التي تتوارى خلف حقيقة صعوبة نسيان
الحب الأول. وفي حين يعجز الإنسان عن نسيان جل الأمور التي قام بها للمرة الأولى، ينطبق الأمر ذاته على الحب الأول.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الحب الأول يتسم في الغالب بتأثيره القوي على الإنسان، حيث يجعل المرء يفكر دائما في الطرف المقابل. وعموما، يكون الوقوع في الحب للمرة الأولى قائما على أسس الرومانسية والخيال والعواطف، وبراءة المشاعر، بعض الشيء عن العقل وظروف الحياة والتزاماتها. في المقابل، قد تعترض هذه العلاقة بعض المشاكل، ما قد يحتم انفصال
الحبيبين، لكن مشاعر الحب تظل حبيسة الصدور طالما القلب ينبض.
وأضاف الموقع، ثانيا، أنه بقطع النظر عن الطرف الذي اختار
الانفصال، عادة ما يكون الابتعاد عن الحبيب الأول أمرا مؤلم جدا. وفي الأثناء، لا تضاهي تجربة الحب الأول أي علاقة أخرى، حتى في حال استمرت الصداقة بين الطرفين، على الرغم من انفصالهما. ومهما بدا صوت هذا الحب خافتا، سيبقى راسخا في ثنايا القلب. ومن هذا المنطلق، تُحيل نهاية الحب الأول إلى التخلي عن المشاعر البريئة والدافئة التي لن تفارقك طوال حياتك.
وصرح الموقع، ثالثا، بأنه في معظم الحالات، يعيش الفرد تجربة الحب الأول في سن المراهقة عندما تكون مشاعر الإنسان صادقة وخالية من الأكاذيب والزيف. وفي هذا السياق، يعطي غياب الدوافع، أو النوايا الخفية للحب الأول مذاقا خاصا. وغالبا ما يحاول الأشخاص في خضم علاقاتهم التالية استعادة العواطف والمشاعر التي تميزت بها علاقة الحب الأول بطريقة أو بأخرى.
وبين الموقع، رابعا، أن الحب الأول ترافقه بعض الأمور التي يعيشها المرء لأول مرة. ففي الغالب، يدفع هذا الشعور الإنسان للقيام بأشياء لم يفعلها في السابق، أو قبول تحديات لم يفكر فيها مطلقا. وفي هذا الإطار، تميز العديد من الأمور الحب الأول، على غرار اختبار مشاعر التعاطف ودعم الطرفين بعضهم البعض، فضلا عن الابتهاج بنجاحات وإنجازات الحبيب، ومشاركته في مواجهة مشاكله وإخفاقاته.
وأورد الموقع، خامسا، أنه في الكثير من الأحيان يكشف الحب الأول قدرتك على اتخاذ قرارات لا تستند فقط على المصالح الشخصية، بل أيضا على رغبات وعواطف الشريك. ومن غير المستبعد أن تتخلى عن بعض الأشياء التي تحبها فقط لإرضاء شريكك.
وأفاد الموقع، سادسا، بأن انتهاء الحب الأول عادة ما يكون بسبب ظروف الحياة، حيث تحول الظروف الاقتصادية والاجتماعية دون أن يتوج هذا الحب بالارتباط مدى الحياة. فعلى سبيل المثال، يصبح الفراق حتميا عند تخرج الحبيبين من الثانوية والتحاقهما بجامعات في مدن مختلفة، حيث يبدو من المستحيل الحفاظ على العلاقة في ظل المسافات التي تفصل بين الطرفين. فضلا عن ذلك، يعتمد الشباب في هذا السن على آبائهم، وبالتالي في حال قررت العائلة الانتقال إلى مدينة أخرى، لن يملك الشاب خيارا آخر سوى مرافقة عائلته.
وأقر الموقع، سابعا، بأن التفكير في الحب الأول لا يقتصر فقط على استرجاع الذكريات الخاصة بتلك الفترة تحديدا، حيث تحملنا أذهاننا إلى أبعد من ذلك، ونعمد إلى استرجاع ماضينا وما كنا عليه في تلك الفترة. وفي هذا السياق، من الجميل أن تعود بك الذاكرة إلى فترة شبابك، ما يتيح لك فرصة التطلع إلى تلك المرحلة من زاويتك الخاصة على اعتبارك شخصا بالغا.
وأوضح الموقع، ثامنا، أن الحب الأول يجعلنا نسترجع فترة الشباب التي تتميز بعدم الاكتراث واللامبالاة. كما يأخذنا الحنين لتلك التجربة إلى أبعد من ذلك، إلى فرص الحياة التي لا نهاية لها، وإلى مغامرة مذهلة ومليئة بالأحداث المثيرة.
وذكر الموقع، تاسعا، أن الحب الأول له قدرة خاصة على تغيير الشخص. فمن بين مزايا العلاقة الأولى التي لا يمكن إنكارها، نمو وتنمية شخصية المراهق، حيث تجعل تجارب الحب المراهق قادرا على مواجهة مخاوفه. وفي الأثناء، يعمد العشاق إلى إلهام بعضهم البعض لإحداث تغيير إيجابي، ما يساعد على تشكيل شخصية الفرد والتأثير بشكل كبير على مصيره.
وفي الختام، شدد الموقع على أن الحب الأول لا يحدث إلا مرة واحدة فقط، ومن الصعب المجادلة في ذلك. فمهما عشنا من علاقات رومانسية، ومهما تغير حياتنا، سيظل الحب الأول ساكنا في ثنايا القلب، في حين ستبقى مشاعر الحب الأول فريدة، ولا يمكن تكرارها.