هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نويس دويتشلاند" الألمانية تقريرا، تناولت فيه آخر المستجدات في الساحة الكردية، وتحديدا مسألة استقالة رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، الذي يبدو أنه أخطأ في حساباته حين استقال، وبادر بمنح ابن أخيه صلاحيات أكبر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأمور سوف تتطور نحو الأسوأ في ظل المظاهرات التي نظمها مجموعة من الأكراد المناوئين لبرزاني يوم الثلاثاء أمام مبنى البرلمان في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان. ورفع المتظاهرون صورة مسعود برزاني والعلم الكردي، مطالبين برزاني بالعدول عن قراره، والوقوف في وجه بغداد، وتفعيل إجراءات الحكم الذاتي.
وذكرت الصحيفة أن برزاني، البالغ من العمر 71 سنة، يرغب في التنحي عن رئاسة إقليم كردستان العراق ابتداء من الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، علما أنه يحتل منصب رئيس الإقليم منذ 12 سنة.
وأبلغ برزاني برلمان كردستان العراق بقراره نهاية الأسبوع الماضي، مشددا على أن السلطات يجب أن تقسم إلى سلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية. في الواقع، منح مسعود برزاني بهذا القرار سلطات أوسع لابن أخيه، نيجيرفان برزاني، رئيس الوزراء الحالي لإقليم كردستان العراق.
وأفادت الصحيفة بأن مسعود برزاني صرح، منذ أسابيع قليلة، بأنه يعيش أسعد أيامه، على اعتباره رئيسا لكردستان العراق، وذلك على خلفية نتائج التصويت التي كانت في صالح الانفصال، ما جعله يحظى بموقف أفضل فيما يتعلق بالتفاوض مع بغداد. ولكن بعد فترة وجيزة، أدرك برزاني أنه لم يقدّر الأمور بشكل حكيم. فقد اتضح أن كلا من إيران وتركيا والغرب يقف في صف حكومة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي يحارب تنظيم الدولة، والذي رفض التفاوض نهائيا مع بارزاني.
والجدير بالذكر أن العبادي لم يتوان عن إرسال قوات الحشد الشعبي والمليشيات الشيعية إلى مدينة كركوك النفطية، لاستعادة السيطرة عليها من يدي قوات البيشمركة الكردية. وتعزى هذه الخطوة إلى أن بغداد اعتبرت الاستفتاء نوعا من الاستفزاز لسلطتها.
وأبرزت الصحيفة أن الرجال والنساء الذين تجمعوا أمام البرلمان، يوم الأحد، ينتمون للحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تسيطر عليه عائلة برزاني منذ عقود. من جهته، قال المتحدث باسم الحزب إن قرار الاستقالة كان صادما بالنسبة لجميع أعضاء الحزب، ومبهجة في الوقت ذاته. وفي هذا الصدد، أوضح المصدر ذاته، قائلا: "لقد أصابنا الذهول؛ لأن الرئيس اضطر لاتخاذ مثل هذا القرار الصعب. وفي الوقت ذاته، شعرنا بالسعادة؛ لأنه من النادر جدا في الشرق الأوسط أن يقوم مسؤول باتخاذ مثل هذه الخطوة".
ونقلت الصحيفة على لسان المتحدث باسم حركة التغيير الكردية المعارضة، أن برزاني ما فتئ ينتهك الدستور الإقليمي منذ سنوات؛ لأن الدستور ينص على أن الرئيس لا يستطيع أن يبقى في منصبه أكثر من ثماني سنوات. وبالتالي، لا يمكنه نقل سلطاته إلى مؤسسات أخرى؛ لعدم شرعيته. وقد منح البرلمان الكردي الثقة لبرزاني في سنة 2013، ومرة أخرى في سنة 2015. وانتهت الولاية الأخيرة لبرزاني في 21 من أيلول/ سبتمبر، وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر. ولكن تم تأجيلها ثمانية أشهر؛ بسبب الحرب على مدينة كركوك.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني أعربوا عن استيائهم من الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير الكردية، متهمين كلا الجهتين بالتآمر على برزاني من أجل الإطاحة به من منصبه. وفي الوقت الذي كان برزاني بصدد إلقاء خطابه أمام البرلمان يوم الأحد، احتشد خارج البرلمان مجموعة من الأشخاص المسلحين بالهراوات. بالإضافة إلى ذلك، اندلعت النيران في عدد من المكاتب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير الكردية، في حين كتبت كلمة "خونة" على الجدران. وفي الأثناء، يبدو أن مستقبل كردستان بات غامضا فيما يتعلق بمسألة الانفصال.