هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لافنغوارديا" الإسبانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى أسباب النتائج المتواضعة التي مني بها فريق ريال مدريد الإسباني في بداية هذا الموسم، الأمر الذي تجلى بوضوح بعد هزيمته في المقابلتين الأخيرتين ضد فريقي جيرونا المتواضع وتوتنهام الإنجليزي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من الصعب الإدلاء بحكم نهائي على مردود أي فريق، في حين أن الموسم لا يزال في بدايته، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفريق مثل ريال مدريد الذي برهن خلال المواسم الفارطة على أنه يحسن التعامل مع الأزمات وتفاديها. لكن وبعد التعثر في أربع مباريات من بين عشر مباريات خاضها الفريق إلى حد الآن في الليغا، فإن من الضروري دق نواقيس الخطر. وبالتالي، فإنه بات من الضروري أن يقوم المدرب زين الدين زيدان بتحويرات جوهرية في صلب التشكيلة الأساسية للفريق.
وأضافت الصحيفة أنه ليس من السهل تقديم سبب واضح ودقيق للوضعية الصعبة التي يمر بها الفريق، ولكن ربما يكون ذلك نتيجة لعدة عوامل مجتمعة. ولعل أبرز هذه العوامل، غياب أهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو. فبعد عشر جولات في الليغا لم يسجل نجم الفريق سوى هدف واحد ضد فريق خيتافي.
والجدير بالذكر أن رونالدو لم يشارك في الأربع مباريات الأولى بسبب العقوبة، لكن مردوده في المقابلات الست التي شارك فيها كان هزيلا للغاية، علما بأن الحركات التي تنم على الفشل التي يقوم بها رونالدو خلال اللعب، تبعث بإشارات سيئة لزملائه تساهم في الغالب في الحط من عزيمتهم.
وأضافت الصحيفة أن مشكل غياب الأهداف قد تفاقم في ظل تدني مستوى اللاعب كريم بن زيمة، الذي لاحت عليه علامات التردد أمام المرمى. وبناء على ذلك، فإنه يمكن الخروج بنتيجة مفادها أن هجوم ريال مدريد لم يعد يشكل خطرا على منافسيه.
وأشارت الصحيفة إلى أحد العوامل الأخرى الذي يتمثل في لعب إيسكو بشكل منفرد ومن دون أي مساندة من قبل زملائه سواء كان ذلك في وسط الميدان أم في الهجوم. في الحقيقة يمكن اعتبار إيسكو من نقاط قوة الفريق في بداية هذا الموسم. فقد تألق اللاعب الإسباني في معظم المباريات، في حين تحمل أعباء وسط الميدان وحتى الهجوم.
ويعتبر إيسكو هداف الفريق إلى حد الآن بعد تسجيله لثلاثة أهداف خلال عشر مباريات. وفي ظل تراجع مردود كل من الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس في وسط الميدان، أجبر إيسكو على صنع اللعب بصفة فردية، والأمر سيان في منطقة الجزاء خاصة مع غياب المهاجمين.
وتطرقت الصحيفة إلى عامل آخر ألا وهو ضعف بنك البدلاء، أو ما اتفق الملاحظون على تسميته بالفريق الثاني لريال مدريد، مقارنة بالموسم الماضي. فقد فاز الريال بلقب الليغا بفضل التشكيلة التي أجاد وضعها زيدان بحكمة، حيث جمع بين اللاعبين الأساسيين واللاعبين البدلاء بحسب مجريات وظروف كل مباراة.
وشددت الصحيفة على أن نجاح الفريق يعود أساسا إلى الأداء الممتاز الذي قدمه لاعبو الفريق الثاني عند التعويل عليهم لتعويض لاعبين أساسيين. وذلك قطعا ما يعوز الفريق في هذا الموسم، نظرا لأن إدارة النادي لم تنجح في تعويض لاعبين مخضرمين مثل موراتا وخاميس رودريغيز، اللذين سجلا معا 31 هدفا خلال الموسم الماضي. وعلى الرغم من أن إصابة اللاعب غاريث بيل ربما قد أعطت الفرصة لماركو أسنسيو للبروز، لكنها تؤكد أيضا نقص الحلول البديلة للمدرب زين الدين زيدان.
وأوردت الصحيفة أن العامل الرابع الذي يفسر تراجع مردود فريق ريال مدريد، افتقار اللاعبين للعزيمة. في الحقيقة، أظهر الفريق روحا مختلفة تماما في مقابلات دوري أبطال أوروبا. فقد اتسمت مشاركة أغلب اللاعبين بالحماسة والرغبة في الانتصار.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن من بين العوامل الأساسية التي حالت دون أن يكون فريق ريال مدريد في مستواه المعهود، غياب الملحمات الفردية. ففي العديد من المباريات، وفي خضم المواقف الحرجة لطالما أنقذت الفريق عمليات فردية خارقة مثل ضربات رأسية من قبل سيرخيو راموس أو تسديدات في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة بفضل كريستيانو رونالدو.
ولا يمكن لأحد أن ينسى الضربة الرأسية لراموس في ملعب برشلونة التي أحرز من خلالها هدف التعادل الذي هز شباك الخصم وضمن للريال اللقب.