هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اليوم، هجوما مفاجئا على الاقتصاد الياباني، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" بطوكيو، في إطار جولته التاريخية إلى آسيا.
وعقد ترامب مقارنة بين الاقتصادين الأمريكي والياباني لصالح اقتصاد بلده قائلًا: "الشعب الياباني يزدهر، ومدنكم نابضة بالحياة كما قمتم ببناء واحد من أقوى الاقتصادات في العالم، ولكن لا أظن أنه جيد مثلنا وسنحاول إبقاءه على هذا النحو ولكنكم ستحتلون المرتبة الثانية".
وأدت تصريحات منسوبة لترامب أمس بشأن تجارة الولايات المتحدة مع اليابان إلى تراجع الين أمام الدولار، إلا أنه سرعان ما استقر مرة أخرى.
وسجل الدولار ارتفاعا هامشيا أمام العملة اليابانية بنسبة 0.06% ليصل إلى 114.1400 اليوم في تمام الساعة 11:55 صباحا بتوقيت مكة المكرمة.
وجاءت تصريحات "ترامب" سلبية تجاه العلاقة التجارية ما بين الولايات المتحدة واليابان بينما كان في طوكيو في المحطة الأولى من جولته في آسيا، حيث قال في اجتماع لقادة الأعمال اليابانيين إن التجارة الأمريكية مع اليابان "ليست حرة وليست متبادلة ولكنني أعرف أنها ستكون كذلك" معلنا أن الولايات المتحدة واجهت "عجزا تجاريا كبيرا" مع اليابان.
وعلق الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، على تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن اليابان، قائلا إنها " تصريحات غير مسؤولة وتحرج اليابان. مشكلة ترامب أنه لا يريد الاعتراف أن الإنتاجية في اليابان أعلى من إنتاجية أمريكا، وخير مثل على نجاح اليابان هو التفوق في تصدير السيارات، والتقنية العالية في مجال الروبوتات".
وعزا إسماعيل في تصريحات لـ "عربي21"، هجوم ترامب على الاقتصاد الياباني إلى أن "ترامب يفتقد إلى الدبلوماسية الماهرة، وهدفه الناخبين في أمريكا وعمال المصانع ورجال الأعمال ليظهر كالمدافع عن مصالحهم ولحماية الوظائف في أمريكا، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي يريد تجارة حرة مفتوحة عادلة وهذا ما يقوله ويكرره في اليابان والصين".
وأضاف: " مشكلة أمريكا هي أنها فقدت ميزة التنافسية لليابان والصين، لأن التصنيع في آسيا أرخص من أمريكا والمهارات جيدة والتكلفة أقل وهذا طبعا يؤذي الصناعات التقليدية والتي تجد صعوبة في التنافس مع آسيا".
وأكد إسماعيل أن "تفوق اليابان والصين الصناعي يعني خسارة للصناعة الأمريكية وفقدان الوظائف. وأي شركة أمريكية تنقل صناعتها لشرق آسيا تعني خسارة وظائف أمريكية"، لافتا إلى أن "ترامب يقول ما يقول لإرضاء الكونغرس والناخبين لا سيما في الولايات الصناعية مثل بنسلفانيا وميشيغان".
وأشار إلى أن ترامب يوجه نفس الانتقادات التي سيوجهها للصين تحت عنوان التجارة الغير عادلة، مؤكدا تفوق اليابان على أمريكا في حجم التبادل التجاري بينهما، حيث يبلغ الفائض التجاري في صالح اليابان بنحو 69 مليار دولار عام 2016، أي أن اليابان تصدر لأمريكا أكثر مما تستورده بواقع 69 مليار دولار.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي يحاول تجاهل حجم الاستثمارات اليابانية في أمريكا، فمثلا يوجد 4 ملايين سيارة يابانية تباع في أمريكا، وهناك 24 مصنع في أمريكا تصنع سيارات يابانية باستثمار قيمته 46 مليار دولار، إلى جانب أن اليابان تستثمر في الأبحاث والتطوير التكنولوجي وتساهم في 43 مركز أبحاث في أمريكا ذاتها.
وفيما يتعلق بالأهداف الاقتصادية التي تمثل عصب جولة ترامب الأسيوية، أوضح إسماعيل أن هناك استياء أمريكي من حجم العجز في الميزان التجاري بين الصين وأمريكا الذي يبلغ 347 مليار دولار لعام 2016، مضيفا: "هذا يعني أن الفرق بين صادرات الصين لأمريكا واستيرادات الصين من أمريكا.
وأشار إلى أن ترامب يعتقد أن الصين تقدم دعما ماليا للشركات الصينية لخلق منافسة غير شريفة أو غير عادلة، كما أن ترامب سيبحث تدخلات الحكومة الصينية في التلاعب بالعملة الصينية "اليوان" لمساعدة الشركات الصينية على حساب الشركات المنافسة في الغرب.
وأضاف أن هناك ملفا اقتصاديا هاما سيبحثه ترامب خلال جولته الآسيوية، وهو اتهامات ترامب للصين بسرقة الملكية الفكرية وأسرار التكنولوجيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقدر قيمة السرقات بنحو 600 مليار دولار.
وتابع: "ولكي يظهر ترامب إيجابيا سيناقش صفقات تعاون في مجال الطاقة للتغطية على التصدعات بين البلدين لا سيما أن أمريكا تعتقد أن الصين لا تلتزم بأخلاقيات الإنصاف والعدالة في التعاملات التجارية بين البلدين.
وأردف: "لا ننسى أن الاقتصاد الصيني ينمو بسرعة بمعدلات سنوية بين 5 و7 بالمائة وهناك تقديرات أن الاقتصاد الصيني سيتفوق على الاقتصاد الأمريكي بحلول 2029".
وأكد إسماعيل أن مبادرة الحزام الواحد والطريق الواحد ستأخذ مساحة كبيرة من النقاش خلال زيارة ترامب إلى الصين.
وأضاف: "الصين بحاجة لأمريكا كسوق ضخم للصناعات الصينية ومن جهة أخرى أمريكا بحاجة للصين لأسباب جيوسياسية أهمها قدرة الصين على كبح جماح كوريا الشمالية وكذلك لأسباب اقتصادية لأن الصين هي أكبر مستثمر في السندات الأمريكية أي سندات الخزينة الأمريكية والتي وصلت إلى 1.09 ترليون دولار في نهاية مارس آذار 2017".