هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اختارت صحيفة "أوبزيرفر" عنوانا لافتا لافتتاحيتها، فكان: "مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا متباعدة، انسوا (العلاقة الخاصة)".
وجاء في الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن "رئيس الكراهية يمثل خطرا على قيمنا الشاملة، ومصالحنا الوطنية، وشعبنا كله، فترامب ليس صديق بريطانيا".
وترى الصحيفة أن "إعادة نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمقاطع فيديو دعائية على صفحته في (تويتر) سبق أن بثها اليمين البريطاني المتطرف، تجعل الأمر كأنه يمنح تأييد البيت الأبيض للتحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات العرقية والدينية".
وتقول الافتتاحية إن "ترامب ألحق العار بالولايات المتحدة وطالما قلنا إنه ليس مناسبا، ولا يصلح لمنصب الرئيس، وكلما أسرع الشعب الأمريكي بالتخلص منه كان هذا أفضل له وللعالم بأسره".
وتستدرك الصحيفة بأن القصة لا تتوقف عند هذا الحد، مشيرة إلى توبيخ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي له بسبب التغريدات، التي قالت إن فعله كان خاطئا، فكان رده بأن طالبها بالاهتمام بملاحقة الإرهابيين في بلادها، وما تبع ذلك من رد فعل من السياسيين، الذين قالوا إن ما فعله ترامب هو تعد مقصود ومحسوب على رئيسة الوزراء.
وتستغرب الافتتاحية هذا التصرف من حليف استقبل ماي بداية هذا العام في البيت الأبيض، وقدمت له دعوة رسمية لزيارة بريطانيا، ودعا زعيم الليبراليين الأحرار فينس كامبل لإلغاء الزيارة؛ لأن ترامب شخصية غير مرغوب فيها.
ومع أن وزيرة الداخلية أمبر رود دعت السياسيين للنظر إلى الصورة الأوسع، إلا أن الصحيفة تقول إنه "لو وضعنا التعاون الأمني الذي تتحدث عنه وزيرة الداخلية في مجال التبادل الاستخباراتي حول تنظيم الدولة جانبا فلن يتبقى الشيء الكثير للتعاون".
وتؤكد الصحيفة أن "شعار ترامب (أمريكا أولا) بما يحمله من نزعة (قومية) ورهاب من الأجانب، وليس لديه الوقت لعلاقات متكافئة ومتوازنة بين الأمم، ولا حتى للوصول إلى حلول وسط وتفاهمات قائمة على الاتفاق في الآراء".
وتقول الافتتاحية إن "ترامب لديه نزعة مرضية للفوز وأخذ ما يريد من أصدقائه مثل بريطانيا، أو أعدائه مثل كوريا الشمالية، أو حتى من يشاركه في لعبة غولف".
وتعلق الصحيفة قائلة: "في اجواء كهذه فلن تزدهر (العلاقة الخاصة) مع بريطانيا، وإن فكرة ماي عن أن صداقة ترامب، في وقت تستعد فيه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، قد توفر لها سبلا أفضل للحصول على اتفاقات تجارية ثنائية مفضلة، كانت دائما وهمية، فالشركات العملاقة لا يهمها إلا الربح، والتجارب واضحة للعيان، وقد حصلت على دعم ترامب مهما قال لماي".
وتستدرك الافتتاحية بأن "العلاقة لا تتعلق بالتجارة والوظائف، بل بالدفاع والأمن، ومن هنا فقد قلل ترامب من أهمية الناتو، ولا يبدو حاكم البيت الأبيض مهتما بأمن أوروبا ولا باستقرار جيرانها في الشرق الأوسط, وما الذي يدفعه لدعم لسياسة الاستيطان التي تقوم بها الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، وإن بشكل تكتيكي؟ ولماذا يتنازل عن سوريا لصالح روسيا، ولا يتحرك لمحاكمة بشار الأسد؟ ولماذا يحاول تخريب أهم إنجاز دبلوماسي في السنوات الأخيرة، اتفاقية الأمم المتحدة النووية مع إيران، عام 2015؟".
وتذهب الصحيفة إلى أن "مواقف ترامب من هذه القضايا تتناقض مع السياسة والمصالح البريطانية، ولا يتعلق الأمر بالتشديد، لكنها خلافات جذرية، فهناك تهديداته لكوريا، وخروجه من اتفاقية المناخ، وتصريحاته الدافئة تجاه روسيا، وهي أوضح مثال عن الطريقة التي يعمل فيها الرئيس الأمريكي ضد المصالح البريطانية، حيث اتهمت ماي بوتين في الفترة الأخيرة بـ(عسكرة المعلومات) عبر الهجمات الإلكترونية، والفيروسات المخربة والأخبار المزيفة؛ في محاولة منه لزعزعة استقرار الديمقراطيات الغربية، ولم تحاول روسيا التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية فقط، بل حاولت التدخل في الانتخابات الفرنسية والألمانية أيضا، ولا يستبعد أنها أدت دورا في الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، ورغم عدم وجود أدلة قوية، إلا أن وكالات الاستخبارات البريطانية تعرف أكثر مما كشفت عنه".
وتشير الافتتاحية إلى أن "روسيا تقوم من خلال الوسائل العلنية والسرية بتهديد استقرار دول البلطيق وأوكرانيا والديمقراطية في شرق أوروبا, وتماسك الاتحاد الأوروبي، ومستوى القوة في الشرق الأوسط وأفغانستان، ومع ذلك فبوتين هو الرجل الذي يرفض ترامب أتن ينقده، ويفضل كلامه على تقارير رؤساء وكالات الاستخبارات الأمريكية، وقد يدفع ترامب الثمن الباهظ لحماقته في النهاية، فتوجيه التهمة لمدير الأمن القومي السابق مايكل فلين يعني أن الدائرة بدأت تضيق على البيت الأبيض، وكما أكدت وزيرة الداخلية أهمية التشارك الأمريكي، إلا أننا لو وضعنا التعاون ضد تنظيم الدولة جانبا فلم يتبق الكثير للحديث عنه فيما يتعلق بـ(العلاقة الخاصة)".
وتخلص "أوبزيرفر" إلى القول إن "الأسبوع الماضي كان بمثابة صيحة تحذير لماي وحزب المحافظين، ولا يمكن لبريطانيا الاعتماد على ترامب أمريكا، وقبل أن تحرق ماي جسورها مع أوروبا عليها أن تفكر بهذا: إن رئيس الكراهية خطر على قيمنا الشاملة ومصالحنا القومية وشعبنا، ترامب ليس صديق بريطانيا".