هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشهد لبنان سلسلة من الفعاليات والمسيرات المنددة بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، فيما يسود الإضراب الشامل المخيمات الفلسطينية.
وكان ليل، الأربعاء، شهد سلسلة مسيرات عفوية وغاضبة في المخيمات الفلسطينية كافة، عقب كلمة ترامب، حيث قام شبان من مخيم برج البراجنة بإغلاق طريق المطار المحاذي للمخيم لبعض الوقت قبل أن تعود الحشود إلى المخيمات.
ودعا المشاركون إلى هبة فلسطينية في كل أماكن التواجد الفلسطيني إضافة إلى ضرورة الحشد العربي والإسلامي دفاعا عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
وفي مخيم البداوي شمال لبنان، خرجت مسيرة منددة بالانحياز الأميركي وعلت الهتافات الرافضة للقرار الأميركي والداعية إلى الانتفاضة بوجه مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وتحدث الناشط الشبابي أحمد ديوان لـ"عربي21" عن "غليان تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان، في ظل احتضان من قبل الفصائل الفلسطينية كافة واللجان الشعبية".
وتوقع ديوان أن تشهد الأيام المقبلة "تصعيدا في الحراك الجماهيري، خصوصا في مخيمات الشمال التي تضم مخيمي نهر البارد والبداوي".
وخرجت في مخيم البدواي مسيرة، صباح الخميس، أحرق خلالها المشاركون الإطارات المطاطية، فيما يقولون إنه تعبير عن الغضب و المناصرة للأقصى والقدس.
وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية عاطف خليل في تصريحات خلال المسيرة أن "قرار الرئيس الأمريكي لن يزيدنا إلا قوة وتصميما على مواصلة المقاومة والنضال حتى تحقيق أهداف شعبنا بإقامة دولته الوطنية بعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة".
ودعا خليل "الحكومات العربية إلى إعلان موقف واضح تجاه القدس وعروبتها ، ودعم المقدسيين والشعب الفلسطيني حنى دحر الاحتلال عن القدس وفلسطين".
وقال مسؤول حركة فتح في شمال لبنان مصطفى أبو حرب في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "فتح ترامب باب جهنم عليه، فالغضب لن يهدأ، ونحن في مخيمات لبنان سنخرج في مسيرات من المساجد والمدارس للتعبير عن موقفنا تجاه ما يرسم ضد قضيتنا".
واستغرب أبو حرب ما وصفه "بالتمادي غير المسبوق من قبل الإدارة الأميركية، ما يؤكد النوايا العدوانية من قبل واشنطن تجاه الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن "الحراكات الشعبية لن تؤدي إلى نتيجة فورية ولكنها تشكل عاملا ضاغطا يحمل مفعولا بعيد المدى".
وعلى الصعيد الطلابي نظمت، الخميس، أيضا "مسيرة في الجامعة اللبنانية الدولية- بيروت ، وشدد المنظمون في حديث لـ"عربي21" على أن الفعالية تهدف إلى التعبير عن "رفض الإملاءآت الأمريكية وعدم القبول بالتخلي على أي شبر من أرضنا المحتلة"، مشيرين إلى أن "الحرب مع العدو الصهيوني حرب وجود ولن نرضى بأي كيان غاصب".
وتشهد مخيمات جنوب لبنان، مسيرات متواصلة، حيث تستعد الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية لسلسلة مسيرات وفعاليات في الأيام المقبلة، داخل وخارج المخيم.
ودعت الفصائل إلى ضرورة الحشد للمسيرة المركزية، يوم الجمعة المقبل، "لإيصال صوت المخيم الأكبر في لبنان إلى أسماع العالم والإدارة الأمريكية".
وخرجت مظاهرة شعبية، صباح الخميس، في مخيم البرج الشمالي شارك فيها حشد كبير من الأهالي والفعاليات تقدمتها دراجات نارية وإسعاف حيث جالت المظاهرة جميع شوارع المخيم.
إلى ذلك، أصدرت منظمات يسارية بيانا وصلت "عربي21" نسخة منه، جاء فيه: "تابعت المنظمات الشبابية اليسارية اللبنانية والفلسطينية بقلق، ما تمر به القضية الفلسطينية بأخطر مرحلة من مراحلها منذ نشأتها، مرحلة تكاد تكون مقدمة لتصفيتها وتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بعد تصريح الرئيس الأميركي ترامب حول إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني المزعوم".
وأضاف البيان: "أمام سقوط الأنظمة اليمينية الرجعية العربية المرتبطة بالمشروع الإمبريالي في مستنقع الاستسلام، فإننا ندعو لاستكمال المواجهة مع القاعدة العدوانية الخادمة للمشروع الإمبريالي في المنطقة، وبداية ذلك إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني ووضع خارطة طريق موحدة في مواجهة هذا القرار الهادف لتصفية القضية".
وشدد البيان على أن "القضية الفلسطينية لم تكن يوما منعزلة عن نضال الشعوب العربية ضد الاحتلال والإمبريالية الصهيونية".
وأكدت المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية في بيانها "وقوفها بكافة الأشكال في وجه هذا المشروع التآمري التوسعي، والذي يشكل خطرا دائما على قضايا شعوبنا العربية، ومن أجل استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والمعركة من أجل ضمان الاستقلال السياسي والاقتصادي التام لبلداننا العربية على طريق التحرر والتقدم الاجتماعي".
ودعت لأوسع مشاركة في التظاهرة الجماهيرية، الأحد المقبل، أمام السفارة الأمريكية في عوكر.
وفي سياق آخر، وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان "جميع خطباء المساجد في لبنان لتخصيص خطبة الجمعة المقبلة عن القدس والتنديد بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".
واعتبر دريان قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس "مخالفا للقرارات الدولية وتحديا سافرا واستفزازا لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين، مضيفا أن "العدو الإسرائيلي اغتصب الحقوق ونكث بالمواثيق الدولية بطغيانه الغاشم على الفلسطينيين ما يتطلب تصديا من العرب والمسلمين لهذا القرار المشؤوم".