هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت الأحزاب السياسية بالمغرب من أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بجعل القدس "عاصمة لإسرائيل" سيجر المنطقة إلى "صراعات دموية"، وسيقوض مسار عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
تداعيات خطيرة على السلام بالمنطقة والعالم
قال حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي (أكبر حزب معارض بالبلاد)، إن الاعتراف الأمريكي في القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها ستكون له "تداعيات خطيرة على السلام بالمنطقة وعلى العالم برمته".
وشدد الحزب، في بيان، على أن القرار "يشكل مسا خطيرا بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وخرقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ودعا كل القوى الحية والديمقراطية المؤمنة بعدالة قضية الشعب الفلسطيني، إلى استنكار القرار والامتناع عن اتخاذ أية خطوات من شأنها ترجمته على أرض الواقع أو الاعتراف به، كيفما كان نوعه وشكله، بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
وأعلن الحزب "تضامنه المطلق واللامشروط مع حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
ودعا كافة رؤساء مجالسه المنتخبة والبرلمان بغرفتيه لتخصيص نسبة مئوية من ميزانياتهم لـ"بيت مال القدس" من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني عامة والمقدسيين خاصة.
تفجير الأوضاع بالمنطقة
بدورها عبرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال (معارض) عن "إدانتها المطلقة ورفضها التام لأي محاولة تروم تغيير الوضع الاعتباري والقانوني والسياسي للمدينة المقدسة كحاضرة للديانات السماوية الثلاث".
وأكدت اللجنة، في بيان، على أن قرار جعل القدس عاصمة لإسرائيل "لن يساهم تفعيله سوى في تفجير الأوضاع الأمنية بالمنطقة برمتها ويدخلها في دوامة الصراعات الدموية والعنف والعنف المضاد، بالإضافة إلى تقويض وإقبار مسار عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلام والاستقرار على المستوى الدولي، ويغذي تنامي موجات التطرف والإرهاب في العالم".
القرار يتعارض مع الشرعية الدولية
من جانبه، قال حزب الحركة الشعبية (مشارك في الائتلاف الحكومي) إن قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارة بلدها إلى القدس الشريف هو "قرار مدان بشدة نظرا لتعارضه مع منطق العدالة والإنصاف والشرعية التاريخية والشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وحذر الحزب في بيان، الخميس، من "تداعيات هذا القرار بالنسبة للاستقرار في العالم أجمع وليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار الذي يتعارض مع موقع الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى راعية لمسلسل السلام في الشرق الأوسط.
وجدد الحزب، موقفه المبدئي واللامشروط الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا "الشعب المغربي الذي جعل من القضية الفلسطينية قضية وطنية، إلى التحلي بروح المسؤولية في التعبير عن مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني وعدم الانجرار وراء الشعارات العنصرية أو العقائدية، وتأكيد وعي المغاربة بأن قضية القدس قضية إنسانية تلتقي عندها كل الأديان السماوية كواحة للتعايش والمحبة والسلام".
تكريس الاحتلال الغاشم
فيما أكد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك في الائتلاف الحكومي) أن "اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة القدس المحتلة كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، يعتبر عملا خارج الشرعية الدولية، وتكريسا لاحتلال غاشم وانتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني، لذلك فهو غير مشروع على أي مستوى من المستويات القانونية والحقوقية والدبلوماسية".
وشدد الحزب في بيان أصدره، الخميس، أن "مثل هذه المبادرة تشكل ضربة قاضية لعملية السلام وتشجيعا للدولة الإسرائيلية على التمادي في انتهاكها لحقوق الشعب الفلسطيني، ووقوفا إلى جانب العدوان والاستيطان، الذي عبر عن رفضه المنتظم الدولي وكل دول العالم".
وأوضح الحزب اليساري أن "استمرار الولايات المتحدة في سياستها المساندة للاحتلال الإسرائيلي والداعمة للعدوان على حقوق الشعب الفلسطيني، بمساعدة إسرائيل على كل المستويات العسكرية والدبلوماسية والسياسية، يعتبر تحديا لكل الشعوب الداعمة للسلم، وتماديا في إشعال نيران الفتنة والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط والزج بها في كل أشكال الصراعات الدامية".
وجدد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تضامنه مع الشعب الفلسطيني لحيازة حقوقه، كاملة غير منقوصة، لإقامة دولته الوطنية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ودعا "كافة الدول المناهضة للاحتلال الإسرائيلي وكل شرفاء العالم، المحبين للسلم والمتشبثين بحقوق الإنسان، إلى مواجهة هذه الخطوة الأمريكية، التي ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة وكل العالم".
توجه أخرق
بدوره عبّر حزب التقدم والاشتراكية (مشارك في الائتلاف الحكومي) عن إدانته القوية وشجبه الشديد "لهذا التوجه الأخرق، الذي جاء لينضاف للعديد من القرارات والمبادرات الطائشة للرئيس الأمريكي الذي يسعى إلى فرض قرار لم يجرؤ عليه أي رئيس أمريكي طيلة ما يزيد عن عقدين من الزمن، وذلك في مَس صارخ بحقوق الشعب الفلسطيني وبضرب عرض الحائط بالمقررات الأممية ذات الصلة بوضعية مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وناشد الحزب في بيان، الخميس، "كل القوى الفاعلة في المنتظم الدولي بمختلف أطيافه، وفي مقدمة ذلك أعضاء مجلس الأمن بالأمم المتحدة، تحمل مسؤولياتهم لوقف هذا الهجوم الجديد على القضية العادلة للشعب الفلسطيني وتشجيع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في غطرسته".
كما دعا "كافة الفعاليات الوطنية والدولية، المناصرة لمطالب الشعب الفلسطيني في الحرية وبناء دولته المستقلة، للعمل على تفعيل كل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني والتعبير عن الرفض القاطع لهذا التوجه الأمريكي المشؤوم".
مستقبل السلام في خطر
اعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار (مشارك في الائتلاف الحكومي) قرار الرئيس الأمريكي خطوة خطيرة على مستقبل السلام في منطقة الشرق الأوسط، ومهددة لأي حل مستقبلي لضمان الاستقرار بالمنطقة.
وعبّر، في بيان، الخميس، عن "قلقه البالغ من تداعيات هذا القرار على مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط، وعرقلته لإمكانية التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية"، معربا عن "تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني في سبيل نيل كافة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا "لإعادة إحياء مسلسل السلام في المنطقة، بإشراك حقيقي وفعال لكافة الأطراف المعنية، وفق القوانين الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن".
خطوة غير محسوبة العواقب
من جانبه، أعرب حزب الاتحاد الدستوري (مشارك في الائتلاف الحكومي) عن تنديده الشديد واستنكاره البالغ لاعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الحزب في بيان، الخميس، إن "هذه الخطوة غير المحسوبة العواقب، على مآل مسلسل التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، من شأنها أن تعصف بأمن المنطقة واستقرارها، وتضع في موضع شك حياد هذه الإدارة الأمريكية كراعية للسلام بالمنطقة".
ودعا الحزب "إلى الحفاظ على الوضع القانوني والسياسي لمدينة القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومهد الديانات السماوية. ويناشد المنتظم الدولي بالتدخل من أجل حماية الوضع الشرعي لهذه المدينة". كما أعرب عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومناصرته له في الدفاع عن حقوقه العادلة من أجل بناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وثمنت كافة الأحزاب السياسية لمواقف العاهل المغربي محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، الرامية للحفاظ على مدينة القدس كمركز للتسامح العالمي، والحفاظ على خصوصيتها لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث واحترام القوانين الدولية المتعلقة بوضع القدس.