هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بقي يومان على موعد قمة قادة دول منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، التي سبقها تصعيد تركي إسرائيلي إعلامي كبير بعد تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقطع العلاقات مع إسرائيل على إثر قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
ودعت تركيا إلى قمة إسلامية في إسطنبول، في 13 كانون الأول/ ديسمبر الجاري "لإفساح المجال أمام الدول الإسلامية للتحرك بشكل موحد ومنسق، في مواجهة هذه التطورات".
وكان أردوغان وجه كلامه لترامب قائلا: "القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين وتؤدي لقطع العلاقات مع إسرائيل".
وكان الرئيس التركي زار الأردن في آب/ أغسطس الماضي وأكد هو والعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته على الرفض القاطع لمحاولات تغيير الوضع القائم في القدس وجميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تهدد هوية القدس المحتلة.
وقبل موعد انعقاد القمة الإسلامية، زار العاهل الأردني تركيا، وأكد من أنقرة في بيان مشترك مع الرئيس التركي على أن "القدس تخضع لقرارات الأمم المتحدة التي تنص على الحفاظ على وضعها القائم دون تغيير".
المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، قال لـ"عربي21" إنه رغم التصعيد الكلامي بين تركيا وإسرائيل، فإنه لا يتوقع أن تلجأ تركيا إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية بالأخيرة لأن ذلك لن يجلب نفعا لأي طرف.
ولفت إلى أن أي تحرك تركي منفرد دون أي مساندة أو دعم عربي أو إسلامي، لن يجلب أي نتيجة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في باريس إن "السيد أردوغان هاجم إسرائيل. لم أعتد على تلقي محاضرات عن الفضيلة من زعيم يقصف قرى الأكراد في بلده تركيا ويسجن الصحفيين ويساعد إيران للالتفاف على العقوبات ويساعد الإرهابيين بما في ذلك في غزة ويقتل الأبرياء".
اقرأ أيضا: أردوغان: لن نترك القدس تحت رحمة دولة إرهابية تقتل الأطفال
ووصف أردوغان إسرائيل بأنها "دولة إرهابية تقتل الأطفال"، مؤكدا أنه "سيناضل بكل السبل" ضد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة للدولة العبرية.
ورغم العامل المساعد في تركيا من وقوف المعارضة إلى جانب الحكومة، والغطاء الشعبي، لم يرَ أوكتاي أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية وارد.
وأكد أن تركيا ستطلب من الدول العربية والإسلامية قرارات على الأرض خلال القمة الإسلامية المزمع عقدها في إسطنبول، من قبيل سحب السفراء، لكنه قال إنه غير متفائل بأي تجاوب عربي أو إسلامي.
وذكّر أوكتاي باجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي انعقد وانفض دون أي يصدر عنه أي شيء ملموس، مؤكدا أن الأمر لن يختلف في اجتماع القمة الإسلامية.
وختم حديثه بالتشديد على أنه يجب أن تكون هناك تدابير أيضا باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية لكونها صاحبة قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
يذكر أن الأردن الذي تربطه معاهدة سلام بإسرائيل، يضطلع بدور الوصاية على المقدسات في القدس بموجب معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية (وادي عربة)، تعترف بموجبها إسرائيل بوصاية المملكة على الأماكن المقدسة التي كانت تتبع إداريا للأردن قبل احتلالها عام 1967.
من جهته خالف الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، المحلل السياسي التركي، ورأى أن الاحتمال وارد، وأن ذلك أضعف الإيمان ردا على قرار ترامب.
ولفت شلحت إلى أن التصعيد التركي-الإسرائيلي ليس وليد الأمس، وبدأ من الأزمة السورية وتقرب تركيا من المحور الروسي الإيراني، وموقف تركيا من الأزمة اللبنانية الأخيرة، وأخيرا الموقف من قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ولفت إلى أن الأرضية مهيأة في تركيا لاتخاذ قرار رئاسي بشأن العلاقة مع إسرائيل، فالمعارضة انتقدت قرار ترامب، والشعب نزل إلى الشارع.
اقرأ أيضا: تركيا والأردن يجددان رفض أي قرار أمريكي يمس القدس المحتلة
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال قليجدار أوغلو، استنكر اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وقال قليجدار أوغلو إن الرئيس الأمريكي بهذا القرار، "زرع قنبلة وسط القدس، وأصابنا وأصاب الشرق الأوسط، وكل من يتوق للسلام بجروح عميقة".
ونوه شلحت إلى أن تركيا إن اتخذت قرارا بقطع العلاقات مع إسرائيل، فستجد نفسها وحيدة، لأن الدول العربية والإسلامية لن تحذو حذوها.
ولفت إلى أن بعض الدول العربية خارج المعادلة كسوريا والعراق، ودول أخرى كدول الطوق لا تملك أن تتخذ قرار قطع العلاقات بإسرائيل.