هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عشية القمة الإسلامية الطارئة التي دعا لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث قرار الرئيس الأمريكية بشأن القدس، تثير مسألة ضعف التمثيل لعدد من الدول العربية الشكوك حيال جهود تبذلها أطراف عربية لعرقلة المسعى التركي للخروج بموقف قوي للرد على الخطوة الأمريكية.
وتحدثت تركيا عبر وزير خارجتها مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء عن ضعف التمثيل العربي في القمة، وعلق بالقول: "بعض الدول العربية أبدت رد فعل ضعيفا للغاية"، مرجحا أن تكون ردة الفعل العربية الضعيفة تستند إلى "الخشية من غضب الولايات الأمريكية المتحدة".
وعن دلالات قوة أو ضعف
التمثيل في هذه قمة اسطنبول يرى المحلل السياسي التركي مفيد يوكسل أن ذلك "يعكس
مدى أهمية الموضوع الذي بسببه انعقد الاجتماع بالنسبة للمشاركين فيه".
اقرأ أيضا: هل تنجح القمة الإسلامية باسطنبول في كبح قرار ترامب ؟
وتوقع يوكسل في حديثه لـ"عربي21" أن "لا يحضر ملك السعودية هذه القمة ولا حاكم الإمارات" لأن هذه الدول وفق مشاركة في صفقة القرن التي يعمل عليها ترامب"، مضيفا: إذا ظهر التمثيل ضعيفا فإن هذه الدول متواطئة متآمرة على القدس وموافقة على قرار ترامب".
ويشير المحلل التركي إلى يوسل أن "التباين في المواقف بين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي يوحي بانقسامها و فقدانها لقيمتها وتأثيرها في العالم وهو ما سيدفع ثمنه المسلمون في القدس وعموم الأرض"،حسب تعبيره.
في المقابل، يقول وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي إنه "ليس بالضرورة أن يكون حجم التمثيل مرتبط بشكل كامل بالموقف من الموضوع محل النقاش فهناك عوامل أخرى مثل المكان الذي تعقد فيه القمة قد يساهم في انخفاض مستوى التمثيل".
وعن القمة الطارئة في اسطنبول يشير العرابي في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "موعدها لم يكن فى جدول أعمال الرؤساء، وبسبب الارتباطات المسبقة فمن حق أي دولة أن تعين شكل ومستوى التمثيل والشخص الذي يمثل الدولة".
اقرأ أيضا: هل تتسبب القدس بقطع علاقات تركيا ودول أخرى بإسرائيل؟
ويضيف العرابي: "مصر ستمثل بمستوى وزير الخارجية وهو ليس تمثيلا هزيلا"، مبررا غياب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن القمة بالقول: "هناك موقف سياسي في تركيا من الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء في رحلة علاج".
وعن نتائج القمة، يتوقع الوزير العرابي أن يصل "الموقف التركي إلى حد قطع العلاقات مع إسرائيل، لكن مصر لديها سقف في التصعيد ضد إسرائيل ولن يسبب الموقف المتقدم لتركيا إحراج لمصر أو لأي من دول المنظمة".
ويتابع: "في حال قطعت تركيا علاقاتها بإسرائيل فمصر لن تفعل ذلك، لأن السياسة المصرية لها ثوابت و سقف محدد والحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه الموقف المصري محدد سلفا".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتبر في وقت سابق أن قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول الأربعاء بخصوص القدس "ستشكل نقطة تحول في المسألة"، متهما واشنطن بأنها "شريكة في سفك دماء الفلسطينيين".