هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في كلمته خلال القمة الإسلامية في اسطنبول، الأربعاء، "نحن في حل من جميع الاتفاقيات مع إسرائيل منذ أوسلو وحتى يومنا هذا"، و"لا يمكن أن تبقى السلطة بلا سلطة".
واعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تبقى وسيطا في عملية السلام، وقال: "لن نعترف بها وسيطا، فقد فقدت دورها بانحيازها لإسرائيل".
وأعلن أيضا: "لن نستطيع الوفاء بالتزاماتنا من جانب واحد، بعد قرار ترامب وترحيب إسرائيل به".
وطالب جميع الدول ضمن منظمة التعاون الإسلامي بأن تقاطع إسرائيل، وطالب دول العالم كله بأن يعترفوا بالقدس عاصمة لفلسطين.
وتساءل عباس في كلمته التي تابعتها "عربي21": "كيف يمكن الاعتراف بدولة لا حدود لها؟ أتحدى إسرائيل أن تقول أين حدودها"، مؤكدا أن "إسرائيل تمارس الاستعمار والقمع وامتهان الشعوب والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وتساءل أيضا: "كيف يمكن لدول العالم السكوت عن هذه الانتهاكات بحق القانون الدولي واستمرار اعترافها بإسرائيل؟"، مشددا على أن "عدم محاسبة إسرائيل على احتلالها لأرضنا واخترق القرارات الدولية جعلها لا تلتزم بأي قرار دولي".
وأكد أنه "لم يعد بالإمكان السكوت أمام انتهاك إسرائيل لهوية القدس والمقدسات".
وطالب عباس دول التعاون الإسلامي بأن تزور القدس، قائلا إن "التطبيع شيء، ودعم القدس والمقدسيين شيء آخر تماما"، و"باتخاذ جملة من القرارات الحاسمة لدعم قضية القدس".
ودعا إلى أنه "يجب أن نحدد طريقة التعاطي مع أي دولة تعلن مستقبلا اللحاق بالقرار الأمريكي بنقل السفارة أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، وقال: "قد يخضع البعض إلى ابتزاز لنقل سفارة بلاده فماذا نحن فاعلون أمام ذلك؟".
وشدد على أهمية أن اتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية حازمة ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن "أوروبا اتخذت قرارا أن منتوجات الاستيطان مقاطعة وعلينا بقرارات مماثلة".
وقال: "يجب أن نطالب دول العالم بسحب اعترافها بدولة إسرائيل"، وطالب بـ"اتخاذ قرار بنقل ملف الصراع برمته للأمم المتحدة فلم نعد نقبل بأمريكا وسيطا"، وفق قوله.
وهدد عباس بأن فلسطين عضو بالإنتربول "لذلك لن يخرج من أيدينا أي خارج عن القانون".
ودعا إلى أنه "يجب نصر على أن نكون أعضاء طبيعيين دائمين في مجلس الأمن، وأن نطريق جميع الأبواب من أجل ذلك وأن نتحدى الفيتو الأمريكي".
المصالحة
وأعلن عباس أنه مصمم على المصالحة، وقال: "مصممون أن يكون وطننا موحدا وأن يكون شعبنا موحدا".
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى إنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة، وتطبيق اتفاق القاهرة،
انحياز أمريكا
وعلى الرغم من القرار الأمريكي، أعلن عباس: "ملتزمون بالسلام، ولكنها ليست دونية، بل احتراما للشرعية الدولية"، ولكنه انتقد أن "القوانين تطبق علينا فقط وإسرائيل لا محاسب لها".
ووصف قرار ترامب بأنه "جاءنا بصفعة القرن وليس صفقة القرن"، مضيفا أن "أمريكا اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط وأن لا يكون لها دور في العملية السياسية".
وأعلن عباس أن أمريكا لن يكون لها أي دور مستقبلي بالعملية السياسية فهي منحازة لإسرائيل، وقال إن ترامب يشجع الجماعات المتطرفة لأن تحول الصراع من سياسي إلى ديني.
وتساءل: "من الذي يحرك الصراع الديني في العالم واخترع المنظمات الإرهابية في العالم؟ نحن نعرف الجواب".
وأكد عباس: "نرفض قرارات الكونغرس الأمريكي الذي يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية إرهابية"، مضيفا أن "الإدارة الأمريكية كانت تدعمنا والكونغرس يعتبرنا إرهابيين وليس هناك موقف موحد".
وقال عباس عن الإدارة الأمريكية والكونغرس: "لسنا إرهابيين بل أنتم الذين اخترعوا الإرهاب".
وأضاف: "قرار ترامب لن يجعل بمقدرونا إبقاء التزاماتنا موجودة من جانب واحد"، مؤكدا: "ترامب استفز المجتمع الدولي باعترافه أحادي الجانب الذي صدمنا به".
وتساءل: "هل يقبل العالم أن يطبق الفصل العنصري بحق الفلسطينيين بعد انتهائه بجنوب أفريقيا؟".
وأكد أنه "بحسب قرارات مجلس الأمن لا يجوز لأي دولة أن تنقل سفاراتها لمدينة القدس"، مؤكدا أن "قرار ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقات الموقعة خاصة قرارات مجلس الأمن".
وهاجم أمريكا قائلا: "إن أمريكا لطالما كانت شريكة لبريطانيا بوعد بلفور للحركة الصهيونية"، مضيفا أن "ترامب قدم ما لا يملك لمن لا يستحق إسرائيل".
وعبر عن شكره للفلسطينيين قائلا: "أحيي أهلنا في قلب مدينة القدس الذي يتحملون بطش المحتلين والإجراءات التعسفية".
وشكر عباس الرئيس التركي أردوغان، على دعوته للقمة الإسلامية الطارئة بشأن القدس، وقال: "القدس كانت وما زالت عاصمة دولة فلسطين وزهرة المدائن".