هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها الدبلوماسية كاثرين فيليب، تتحدث فيه عن التدخلات الروسية في أوروبا خلال السنوات العشرين الماضية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن روسيا تعمل على تقويض الديمقراطية في الداخل ومعظم أنحاء أوروبا، وستواصل التدخل في الانتخابات الأوروبية خلال الفترة المقبلة.
وتستند الصحافية إلى ما جاء في تقرير للكونغرس الأمريكي، الذي قام بالتحقيق في دور روسيا وتدخلاتها في 19 دولة، بما فيها الاستفتاء على البريكسيت في عام 2016 في بريطانيا والانتخابات الفرنسية والألمانية العام الماضي.
وتلفت الصحيفة إلى أن التقرير صور الرئيس فلاديمير بوتين بالتهديد الوجودي على الديمقراطية الغربية، ودعا إدارة الرئيس دونالد ترامب لمواجهتها، الذي تجنبت إدارته حتى الآن الرد على الجهود الروسية.
ويورد التقرير نقلا عن تقرير الكونغرس، قوله: "لم يحدث أبدا في التاريخ الأمريكي أن يقوم رئيس أمريكي بتجاهل تهديد للأمن القومي كهذا"، وأضاف: "لو فشلت الولايات المتحدة بالعمل وبشكل ملح على مواجهة التهديد المتزايد والمعقد فسيشعر النظام في موسكو بالجرأة، وسيواصل تطوير وتعديل ترسانته واستخدامها ضد الديمقراطيات حول العالم، بما في ذلك الانتخابات الأمريكية في عام 2018 و2020".
وتفيد فيليب بأن السيناتور الديمقراطي البارز في اللجنة التي قامت بالتحقيق، كتب إلى السفراء الأوروبيين، وطلب منهم المساعدة في التحقيق الذي يقوم به الكونغرس بشأن التدخلات الروسية، وهو الأول من نوعه، مشيرة إلى أن التحقيق لم يتطرق للتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، الذي هو موضوع تحقيق للمحقق الخاص روبرت مولر، وتحقيقات منفصلة يقوم بها الكونغرس.
وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب رفض حتى الآن الاعتراف بتدخل روسي في الانتخابات، وأخبر الصحافيين بأنه يصدق نفي الرئيس بوتين، وقال في تشرين الثاني/ نوفمبر: "في كل مرة ألتقيه يقول: لم أفعل هذا.. وأصدق، أصدق في الحقيقة عندما يقول لي وأنه يعني ما يقول".
ويربط التقرير بين التدخل الروسي في التصويت على البريكسيت والانتخابات الأمريكية عام 2016، مشيرا إلى وجود 400 حساب على "تويتر" تديرها روسيا كانت ناشطة اثناء الحملة الانتخابية، وكانت أيضا تضع رسائل عن البريكسيت، وأرسلت أكثر من 150 ألف حساب على "تويتر" مرتبطة بروسيا رسائل عن البريكسيت قبل أيام من التصويت.
ونبين الكاتبة أن التقرير أشار بنوع من المفارقة إلى أن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي كانت مسؤولة عن السماح بوصول المال الروسي للاعبين السياسيين البريطانيين؛ لأن قوانين تمويل الحملات الانتخابية لا تطلب الكشف عن التبرعات السياسية من "ملاك غير بريطانيين لشركات مضمنة في أوروبا وتدير أعمالا في بريطانيا".
وتنوه الصحيفة إلى لجنة الانتخابات تقوم بالتحقيق في تدفق مفاجئ للأموال في خزينة الداعين للخروج من الاتحاد الأوروبي. وجاء فيه: "ظهرت مزاعم عن التدخل الروسي الأولي في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، بشكل زاد من قوة الأجندة المعادية للديمقراطية الروسية في المجتمع البريطاني".
وبحسب التقرير، فإن عددا من قادة حملة الخروج أو البريكسيت تبنوا الرؤية الداعمة للكرملين، بمن فيهم نايجل فاراج، الذي لم يشجب بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، بل "انتقد العقوبات الأوروبية على روسيا، وقدم تقييمات مجاملة للرئيس بوتين".
وتذكر سلاي أن تقرير الكونغرس أثنى على الجهود التي قامت بها فرنسا وألمانيا وإيستونيا وفنلندا لمواجهة التدخل الإلكتروني الروسي أثناء الحملات الانتخابية، لافتة إلى أن شركة "فيسبوك" أخبرت المحققين في الكونغرس أن الكرملين دعم حسابات تخريبية على صفحات "فيسبوك"؛ لخلق التوتر السياسي في الولايات المتحدة، وهي الاستراتيجية ذاتها التي استخدمها في التحضيرات للانتخابات الفرنسية عام 2017، ومن المحتمل في التحضير للأنتخابات الألمانية.
وتفيد الصحيفة بأنه كشف عن قيام قراصنة روس بالقرصنة على حملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي التي نشرت على الإنترنت من الناشط المؤيد لترامب، جاك بوسيبك.
وتقول الكاتبة إن معدي تقرير الكونغرس يرون أن رفض ترامب التصدي لموضوع التدخل الروسي عرض الديمقراطية الأوروبية للخطر، وكذلك الأمريكية، "على الرغم من الهجوم الواضح على الديمقراطية الأوروبية، فلا تملك الحكومة الأمريكية حتى الآن مدخلا متماسكا وشاملا ومنسقا للعمليات الخبيثة وتأثير الكرملين، سواء في داخل روسيا أو خارجها".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول تقرير الكونغرس إن "تدخل بوتين وتهديده موجود قبل الإدارة الحالية، ومن المتوقع استمراره بعدها".