هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"لسان المرأة يتحرك بالقيل والقال كذيل الحمل" مقولة إنجليزية قديمة. وإذا عمدت لكتابة " لماذا النساء.. " في شريط البحث في جوجل فإن أول ما يتصدر قائمة المقترحات "هن كثيرات الكلام"، هذا ما تشير إليه الكاتبة في صحيفة "الغارديان" البريطانية، نيتشي هودجسون.
وتضيف: "لقد تناقلنا الإعتقاد بأن النساء هن كثيرات الكلام، ونحن نفترض أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال، ولعل الفكرة الأكثر شرا أن المرأة يجب إسكاتها حتى لا تتحدث بشيء يسيء للرجل، وهو اعتقاد دفع ماري بيرد إلى إعادتها لعالمها القديم في كتابها "النساء والسلطة"، وأيضا دفع العالم المعاصرإلى ما رأيناه في إندلاع وإزدهار حملة #MeToo".
وتقول إنه "وبسبب الحظر المفروض على خطاب المرأة، الذي استمر على طوال العصور الوسطى وامتد الأمر حتى القرن العشرين عندما ظهرت فكرة أكثر إيجابية وهي أن المرأة بيولوجيا قد تكّون كلمات أفضل من الرجل. وقد وجدت الدراسات الحديثة عددا من الأدلة التي تشير إلى أن الإناث في الواقع من السهل عليهن اكتساب اللغة مقارنة مع الذكور".
وتتابع: "منذ أكثر من 20 عاما، وقد درست ديبورا كاميرون وهي واحدة من أبرز علماء الإجتماع في بريطانيا مفهوم هيمنة المحادثة، وما وجدته هو أن الرجال في كثير من الأحيان يمتنعون عن الحديث في الجلسات المختلطة بين الجنسين، إلا إذا كان الموضوع عن أمور يفترض أنها تخص الخبرة النسائية كالعلاقات والأطفال على سبيل المثال، وهذا ليس فقط لأن الرجال يتحدثون بالنيابة عن النساء ولكن لأن النساء في كثير من الأحيان يذعن للرجال".
بالإضافة إلى ذلك، تقول نيتشي، فإن الرجال في المواقف الرسمية أو العامة، واجتماعات العمل، والمناقشات السياسية، والمقابلات التلفزيونية يتحدثون بشكل دائم تقريبا أكثر من النساء، كما تقول كاميرون. إن الرجال يشغلون مناصب عالية أكثر من النساء وهذا يفسر مرة أخرى لماذا صوت الذكر يتردد صداه أكثر بكثير من المرأة وبشكل أكثر انتظاما.
وتؤكد: "باعتباري امرأة متعلمة، أعتقد أنه يمكنني القول أنني أفضل الكلام على التنفس".
في البرلمان البريطاني، فإن هذا التكتيك هو ما يفضله السياسيون الذكور على وجه الحصر، وقد لاحظت السياسيات الإناث أن التكلم فوق ضجة وجعجعة الذكور هو أحد أصعب جوانب الحياة في مجلس العموم. هناك تصور في الوقت الراهن أن اصوات النساء الصاخبة في الشكوى عن كل شيء من التحرش الجنسي إلى الأجور الغير متساوية تغرق أصوات الذكور.
وتلفت إلى أنه "عندما استجوبت كاثي نيومان عالم النفس اليميني جوردان بيترسون مؤخرا، انتقد العديد من الصحفيين والأكاديميين والخبراء اسلوبها، لكن انتقاد الناس لها وتصيدهم أخطائها عبر الإنترنت جعلها تتجرأ على مواجهة بيترسون، مما دفعه إلى الدفاع عنها بنفسه".
ويبدو أن الحلقة تمثل تماما ما وصفته جنيفير كواتس وهي منظرة لغوية بـ " القاعدة التي تتمركز حول الرجل"، حيث ينظر إلى السلوك اللغوي للرجل على أنه طبيعي جدا ، أما سلوك المرأة اللغوي فإنه ينحرف عن تلك القاعدة.
وتقول الكاتبة "إن معظم المتصيدون على شبكة الإنترنت، وفقا لدراسة من جامعة بونيل وجولدسيمث، هم مجموعة من الذكور المحرومين النرجسيين ولديهم مشاكل من التواصل وجها لوجه، وهذا على الأرجح ليس غريبا، حيث أن في تويتر رغم وجود 55% من المستخدمين الإناث إلا أنه يعتبر منصة للذكور ووفقا لدراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال في عام 2009 فإن الرجال في المتوسط لديهم متابعين أكثر من النساء، بل إن النساء يتابعن عددا أكبر من الذكور".
وتشير في ختام مقالتها إنه "عندما تتحدث النساء بنسبة مماثلة لما يتحدث الرجال فإن هناك اعتقاد غير دقيق بأنهن يتحدثن أكثر من الرجال، وهو أمر ينظر إليه الرجال والنساء على حد سواء. نحن تعودنا على أن نستمع بشكل أقل للنساء عندما يصلن إلى مناصب معينة، ونستمع إليهن بشكل متحيز، ونعتقد بأن كلماتهن مبتذلة".
وكما تقول ديبورا كاميرون: " إن فكرة أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال هو مثال جيد على قوة تصوراتنا لتضليلنا عن الحقائق، لا يوجد اعتقادات صحيحة على الإختلافات بين الجنسين في اللغة، ومع ذلك لا شيء يحصل على دعم أقل من الأدلة المتاحة".