قدّم دبلوماسي
إسرائيلي بارز شرحا لكيفية ارتباط
العمل الأكاديمي داخل المؤسسات الجامعية في إسرائيل مع العمل السياسي على الأرض
ومدى تأثيره في اتخاذ القرار من الناحية الفعلية.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق لدى الأمم المتحدة
رون بروشاور في مقابلة مع صحيفة ميكور ريشون ترجمتها "عربي21" إن عدد
الطلبة الأجانب في الجامعات الإسرائيلية اليوم 12 ألف طالب جامعي يشكلون ما نسبته
1.4 بالمئة من مجموع الطلبة الإسرائيليين.
ولف بروشاور إلى أن 1800 طالب أجنبي من ثمانين
دولة حول العالم يدرسون في معهد هرتسيليا متعدد المجالات والذي يدرس فيه كبار
الساسة والضباط الإسرائيليين مشيرا إلى أن هؤلاء "سيصبحون سفراءنا حول العالم
لانهم يحملون وجهة نظرنا في التطورات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم فضلا
عن إدخالهم المزيد من الأموال لاقتصادنا".
وتابع "بريطانيا فيها 19% من الطلبة
الأجانب، مما يدر على الدولة مداخيل مالية بقيمة 25 مليار جنيه استرليني في العام
الواحد فقط، وهذا استثمار ناجح جدا.
وأضاف بروشاور، المدير العام السابق لوزرة
الخارجية الإسرائيلية، إن إسرائيل على الطريق لأن تضخ مزيدا من الاستثمارات في
القطاع المتعلق بتدريس المهنة السياسية والدبلوماسية في النطاقات الأكاديمية
الجامعية، مطالبا الجامعات الإسرائيلية بإيفاد أكاديمييها للعمل في كبرى الجامعات
العالمية.
وشدد على أن وزارة الخارجية الإسرائيلية عليها
مسئولية وطنية بالبحث في كل جامعات العالم عن الأكاديميين والبروفيسورات
الإسرائيليين الذي يعملون ويدرسون بتلك الجامعات خارج حدود إسرائيل لتوظيفهم فيما
يخدم ترويج الرواية الإسرائيلية فيما يحصل من تطورات سياسية وأمنية، ولكن للأسف
ليس هناك من تنسيق قائم حاليا بين الوزارات والأجسام الحكومية الإسرائيلية ذات
الاختصاص المشترك.
وقال أن معهد "أبا إيبان" على اسم
وزير الخارجية الإسرائيلي الراحل، الذي يديره اليوم يقوم بعملية توحيد للجهود
العلمية والبحثية لدعم الخطوات السياسية الإسرائيلية في الساحة الدولية، من خلال
عملية متداخلة المراحل والمهام، أولها جمع المعلومات والمعطيات الرقمية، ثانيها
إعداد الرسالة المراد توجيهها للجهات السياسية ذات العلاقة داخل إسرائيل، وثالثها
كيفية توظيف ما تم جمعه من معلومات في حملة إعلامية وسياسية تريد إسرائيل البدء
فيها على الساحة الدولية.
وضرب على ذلك مثالا في ملف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين الأونروا، حين قررت الولايات المتحدة تقليص المساعدات المقدمة إليها،
قائلا أن ذلك لم يكن عفويا أو اعتباطيا، بل بدأ بجهود بحثية منظمة قمنا بها في
المعهد.
وقال: "المعطيات الرقمية المتوفرة لدينا
تقول إن الأونروا بدأت تخدم لدى تأسيسها قرابة سبعمائة ألف لاجئ، لكنهم اليوم لا
يزيدون عن 5600 لاجئ فقط حسب زعمه، مضيفا: "وقمنا بفحص عدد موظفي الأونروا
ومقارنتهم بأعداد العاملين في المنظمات الشبيهة الأخرى حول العالم، فتبين لنا أن
اللاجئ الفلسطيني يستنزف كادرا بشريا من الموظفين الدوليين بما يعادل أربعة موظفين
لكل لاجئ واحد فقط، وهذه معلومات ليست بحاجة للحفر عميقا في الأرض كي نحصل عليها،
بل كلفت طلابي للقيام بذلك".
وقال إنه عمد إلى نشر مقال في صحيفة وول ستريت
جورنال، وهكذا بدأت تصدر الخطوات الأمريكية في هذا السياق.
ولفت إلى قيامه بدراسة تتعلق بالقوات الدولية
في جنوب لبنان اليونيفيل، ومقارنتها بقوات أممية عاملة في مناطق أخرى حول العالم، مشيرا
إلى قيامه بتحضير الدراسة والمعلومات والمقارنات، و"سلمناها للسفيرة
الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي حين قامت بزيارة المنطقة الشمالية في
إسرائيل على الحدود مع لبنان".
وأوضح طريقة عمله مع طلاب المعهد بالقول: أقوم
بدوري بالشرح للطلاب كيفية التأثير على دوائر صنع القرار، وبالطبع يسبق ذلك التعرف
على من هم هؤلاء أصحاب القرار، لاسيما في الكونغرس الأمريكي، وكبار الأعضاء
الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، والتعرف على اللجان البرلمانية صاحبة الاختصاص في
مسألة الأونروا.
لكن بروشاور رأى أن المهمة الأصعب أمام إسرائيل
اليوم تكمن في إدراج الجناح السياسي لحركة
حماس في قائمة "المنظمات الإرهابية"،
وقال: "نحن من جهتنا قمنا بتكليف الطلاب في المعهد للعثور على كل معلومة
وقصاصة ورق تدعم توجهنا الحالي".