هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "تيليغراف" البريطانية تقريرا، تناولت فيه استخدام الروبوتات خلال العمليات الجراحية، وضربت مثالا على شخص قام بها وروى تجربته.
وقالت إنه في غرفة خاصة في مستشفى كلية لندن الجامعية كان بايرام دولوكوب، البالغ من العمر 57 عاما، ينتظر بهدوء ليقوم بإجراء عملية جراحية لمدة خمس ساعات، سيتم من خلالها إزالة المثانة، وتستبدل بها أجزاء من الأمعاء الغليظة.
دولوكوب كان يعاني من سلسلة من الالتهابات البولية على مدى العامين الماضيين، التي أصبح علاجها أكثر صعوبة مع مرور الوقت. وفي أكتوبر، تم تشخيصه بالسرطان، وكان السرطان قد تقدم لمراحل متطورة في المثانة، وكان الخيار الوحيد هو استئصالها بشكل كامل، مع استئصال البروستات والغدد الليمفاوية المحيطة بها.
وكان دولوكوب محظوظا لكونه واحدا من مئات المرضى الذين سيتم إجراء عملية جراحية لهم من قبل الروبوتات.
الروبوت دا فينشي ساي da Vinci Xi هو أحد الروبوتات الرائدة في استئصال المثانة. وقسم المسالك البولية في المستشفى يمتلك اثنين من الروبوتات التي أنشئت من قبل Intuitive Surgical في كاليفورنيا.
وقام الروبوت بإجراء 700 عملية لإزالة البروستاتا والمثانة العام الماضي، يذكر أنه حوالي 50% من 2000 شخص في المملكة المتحدة يحتاجون إلى إزالة المثانة كل عام.
وهناك الآن 74 من هذه الآلات تقوم بالعمليات الجراحية في جميع أنحاء المملكة ، وتستخدم لأداء عمليات جراحة البروستاتا والمثانة والكلى، وإزالة الرحم والأورام، ومن المفترض أن تأخذ أدوارا أكبر في الأعوام القادمة.
عملية استئصال المثانة كانت تتضمن مشاكل كبيرة تؤدي إلى فقدان كبير للدم، وتهديد باحتمالية الإصابة بعدوى، مع المكوث لثلاثة أسابيع في المستشفى، ولكن بفضل الأيدي الدقيقة للروبوت التي يتحكم بها جراح متدرب، فإن المريض يمكنه المشي في اليوم التالي من العملية والخروج من المستشفى في غضون أسبوع، كما سيكون الألم أقل بكثير.
وقال دولوكوب: "أنا سعيد جدا لأنني اخترت لإجراء هذه العملية، أعتقد أن الروبوت أكثر دقة من الجراح العادي".
يقول البروفيسور كيلي: "يعتقد الناس عندما يفكرون بالروبوت أنه سيأتي ويقوم بالعملية الجراحية، ولكن هذا ليس صحيحا، فالطبيب الجراح هو من يتحكم بالأدوات تماما كما في الجراحة المفتوحة، ولكن من خلال الروبوت يمكنه التحكم بالعملية بدقة عالية المستوى"..
عندما تم شراء أول روبوت دافنشي في عام 2008، بلغت تكلفته 1.7 مليون جنيه إسترليني، ولكن عندما تم شراء الجهاز الثاني العام الماضي، انخفضت الأسعار إلى النصف. ومع هذا الانخفاض، فإنه من المتوقع أن تصبح الأجهزة أكثر انتشارا في جميع التخصصات الجراحية، وهذا سيجعل استخدامها يتكاثر على نطاق أوسع.
وقد خصصت وزارة الصحة الوطنية 300 مليون جنيه إسترليني للروبوتات في مستشفيات المملكة المتحدة، وأطلقت مناقصة عامة للشركات التي تعمل مع التكنولوجيا في نهاية الشهر الماضي. وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الروبوتات الجراحية 6 مليارات دولار (4.29 مليار جنيه إسترليني) بحلول عام 2020.
ويقول البروفيسور كيلي: "ستكون العمليات أفضل وأفضل، فأنا اليوم لا أقوم بخياطة أو قص جلد، كلها تقام عن طريق الليزر وأجهزة مخصصة، نتطلع في المستقبل للعمل مع مهندسين لجعل صور الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي على الشاشة الروبوتية".