هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي عزله من خلال تغريدة يوم الثلاثاء، أن يتناول سلطة "سيزر" ذابلة، وذلك عندما كان في جولته الآسيوية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ترامب كان مع مسؤولي إدارته في قاعة الشعب الكبرى في الصين، عندما قدم لهم مضيفونهم الصينيون سلطة غير طازجة، وعندما شعر بالقلق بأن عدم لمس الطعام قد يؤذي الصينيين، فإنه قال: "ريكس، ابدأ"، فضحك وزير الخارجية وكان غير مرتاح.
وتجد الصحيفة أن هذه الحادثة تلخص العلاقة الغريبة بين تيلرسون ورئيسه، التي انتهت بشكل مفاجئ يوم الثلاثاء، ففي البداية عبر ترامب عن فرحته بانضمام مدير شركة له خبرة في العالم، وأدار شركة "إكسون موبيل" من تكساس، مع أنه فكر بعدد من المرشحين قبل أن يختاره، مثل عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، وحاكم ماسسوشيتس ميت رومني.
ويلفت التقرير إلى أن من شجع ترامب على اختيار تيلرسون، هم وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، والمتبرع المعروف للحزب الجمهوري الملياردير هارولد هام، حيث أخبر هام ترامب قائلا: "يا رجل، عندما يكون هناك كشف فإن ريكس يذهب ويحصل عليه"، فرد عليه ترامب قائلا: "هذا ما نريده".
وتفيد الصحيفة بأن تعيين تيلرسون جلب المدير الذي كان يسافر حول العالم إلى واشنطن، للعمل مع أول رجل أعمال أصبح رئيسا، ولم يصل إلى البيت الأبيض قبل ترامب دون أن تكون لديه خبرة عسكرية أو سياسية.
وبحسب التقرير، فإن تيلرسون وجد نفسه في مكان غير مريح، بالإضافة إلى التعامل مع بيروقراطية ضخمة، ومقترحات لخفض 55 مليار دولار من الميزانية، أي نسبة40%، مشيرا إلى أن تيلرسون حاول في البداية ردم الهوة بين البيت الأبيض والخارجية، من خلال عقد لقاءات متفرقة مع مستشار الأمن القومي في وزارة الخارجية، بحسب شخص مطلع، إلا أن الطلب رفض.
وتذكر الصحيفة أن تيلرسون (65 عاما) اختلف في شؤون الهجرة مع مستشار الرئيس في شؤون السياسة ستيفن ميللر (32 عاما)، وبعدما صحح ميللر وزير الخارجية، فإنه صرخ عليه بطريقة قاسية، لدرجة أن الرئيس أشار إلى أنه تجاوز الخط الأحمر، بحسب أشخاص مطلعين على الجدال.
وينوه التقرير إلى أن جوني دي ستيفانو (38 عاما)، الذي كان مسؤولا عن العاملين في البيت الأبيض، عمل على إحباط عدد من التعيينات التي اقترحها تيلرسون، وظلت عملية السيطرة على الأولويات الدبلوماسية متعارضة مع جارد كوشنر (37 عاما)، وهو صهر ومستشار الرئيس الذي كلفه بملف التسوية السلمية في الشرق الأوسط.
وتبين الصحيفة أن وعد ترامب في المرحلة الانتقالية، وهو أن يعين تيلرسون فريقه الخاص، لم يتحقق، ولم يكن له أي دور في قرار منع المسلمين، أو ما عرف بسياسة مكسيكو سيتي، التي تمنع المنظمات التي تقدم خدمات الإجهاض من الحصول على الدعم الأمريكي، وكان هذا تغيرا لمدير تعود على أن يصدر الأوامر في "إكسون موبيل".
وينقل التقرير عن المساعد لوزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة ستيفن غولدستين، قوله: "كونك مديرا تنفيذيا فإنك تسيطر على كل شيء، لكن كونك رئيس وكالة فأنت تسيطر بدرجة ما"، لافتا إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض دهشوا من عدم استعداده للتعامل مع الإعلام.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم تحسن العلاقة بين الرئيس وتيلرسون، بعد ما نقل عن الأخير وصفه لترامب بالمعتوه، إلا أن الرئيس ظل يشكو في أحاديثه الخاصة من تيلرسون، مشيرا إلى أنه رغم العلاقة المضطربة، إلا أن تيلرسون استطاع تنفيذ حملة ترامب ضد كوريا الشمالية، حيث طرح الموضوع في لقاءاته مع المسؤولين الأجانب، وأشار إلى شحنات، وأقنع أكثر من 20 دولة بإغلاق سفارات كوريا الشمالية.
ويكشف التقرير عن أن تيلرسون كان يقف وراء تحسن العلاقة بين السعودية والعراق، ما عبّد الطريق أمام زيارة وزير الخارجية السعودي لبغداد منذ أكثر من عقدين، مشيرا إلى أن تيلرسون أسهم بالتفاوض مع روسيا والأردن لإيجاد منطقة خفض التوتر في جنوب غرب سوريا.
وتقول الصحيفة إنه مع ذلك، فإن تيلرسون كافح في علاقاته مع الدبلوماسيين ذوي الخبرة، الذين شعروا أنه تجاهل نصائحهم، ورحل عدد كبير من المسؤولين الكبار، وهناك عدد من المناصب تحتاج لتأكيد من الكونغرس، منوهة إلى أن ثلث المواقع المهمة، وعددها 152، تحتاج لموافقة الكونغرس، لكن لم يتم ترشيح أحد لها.
ويوضح التقرير أنه من بين 28 مساعدا لوزير الخارجية، فإنه تمت الموافقة على 10 فقط، مشيرا إلى أنه في الشهر الماضي، عندما أنهى تيلرسون عامه الأول في الوزارة، فإن الموظفين اعتبروه "الوزير المقيم"، إلا أن الرئيس كانت لديه فكرة، وهي التغيير، خاصة أن الإدارة تحضر للتفاوض مع كوريا الشمالية، بحسب بعض المسؤولين.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي أيقظ في يوم الجمعة تيلرسون من نومه، حيث كان في جولة في أفريقيا، ليخبره بأن هناك إمكانية لعزله قريبا، لافتة إلى أن تيلرسون قطع جولته، حيث وصل صباح الثلاثاء بعد ساعات من تغريدة ترامب.