هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توقع محللون بقطاع النفط، أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الحالي بعد أن اختتمت الأسبوع الماضي على قفزات جيدة بسبب صعود الأسهم الأمريكية.
ويعتقد المحللون أن الأسعار تتلقى دعما من التحسن المستمر في مستويات الطلب العالمي ومن التأثير الإيجابي المتزايد لجهود "أوبك" بالتعاون مع روسيا وبقية المنتجين المستقلين لعلاج فائض المخزونات والتغلب على تخمة المعروض من خلال نسبة مطابقة مرتفعة في حصص خفض الإنتاج.
ورجحوا استمرار الزيادات المتلاحقة في الإنتاج الأمريكي مع عودة الحفارات النفطية إلى التزايد، ما يكبح نمو الأسعار نسبيا، لكن الأسعار في المقابل تتلقى دعما آخر من بعض العوامل الجيوسياسية ومن التحسن المستمر في مستويات الطلب.
ووفقاً لصحيفة "الاقتصادية"، قال روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو أتش آي" للخدمات النفطية، إن أسعار النفط الخام مرشحة لمزيد من المكاسب في الأسبوع الجديد خاصة بعدما أطلقت وكالة الطاقة الدولية تحذيراتها من احتمال حدوث نقص كبير في الإمدادات العالمية من النفط بسبب تباطؤ الاستثمار وذلك على الرغم من الطفرة التي يقودها الإنتاج الأمريكي.
ولفت إلى أن هذه الرؤية تتطابق مع توقعات منظمة "أوبك" لتطورات السوق التي لا ترى خطورة في الزيادات من الإنتاج الأمريكي ما دام الطلب ينمو في المقابل بمعدلات سريعة، منوها إلى تأكيد وكالة الطاقة خطورة الوضع في فنزويلا في ضوء تصاعد الأزمة الاقتصادية والتراجع الواسع في مستوى الإمدادات، ما قد يؤدي إلى عجز ملموس في المعروض النفطي بنهاية العام الحالي.
وقال دان بوسكا كبير الباحثين في بنك "يوني كريديت" البريطاني، إن الرؤية المستقبلية القصيرة لتطورات الأسعار في أسواق النفط ترجح تعافيا سريعا في ضوء تكثيف "أوبك" لجهودها بالتعاون مع المنتجين المستقلين من أجل المساعدة على دعم الأسعار من خلال تصريف المخزونات والقضاء على وفرة المعروض والاستفادة من النمو الاقتصادي العالمي الجيد وما يؤدي إليه من طلب قوي على النفط الخام.
وأوضح أن المخاوف من تأثيرات الزيادات السريعة والمتلاحقة للإنتاج الأمريكي ستتراجع على نحو واسع في الفترة المقبلة في ظل نمو اقتصادي متسارع وصلابة الطلب وهو ما سيجعل الربع الثاني من العام أفضل وأكثر استقرارا في الأسعار مقارنة بالربع الأول الذي شهد عديدا من التقلبات السعرية.
وأشار أندرو موريس مدير شركة "بويري" للاستشارات الإدارية، إلى أن السوق يتركز دوما على النمو المطرد في الإنتاج الأمريكي الذي قد يتجاوز الـ11 مليون برميل يوميا في أوائل العام المقبل، لكن كثيرين لا يعطون الاهتمام الكافي للاستهلاك من النفط الخام خاصة في الولايات المتحدة حيث ارتفع أيضا إلى مستويات قياسية وسجل المستوى الأعلى في 11 عاما.
وتابع: "هذا يعني أن الزيادات في العرض والطلب تنمو بشكل متواز وهو ما يؤكد عدم وجود خطورة على السوق"، لافتا إلى أن الانقطاعات المفاجئة في إنتاج عديد من الدول الرئيسية تزيد القلق على المعروض النفطي، كما يؤجج ذلك بعض العوامل الجيوسياسية مثل الخلاف الأمريكي الإيراني الذي من المتوقع أن يشهد تصاعدا واسعا في الفترة المقبلة وستكون له تأثيرات مباشرة في أسعار النفط الخام.