هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتقدة ابتسامات الأخير للأمير القادم من الرياض، متجاهلا الدور السعودي في اليمن.
وهاجمت الصحيفة في تقرير أعده إيشان ثارور، احتفال ترامب بزيارة ابن سلمان، و"ابتساماته العريضة"، معتبرا أن الأمير السعودي يجب أن يعلم بـ"اللوم كله الذي يقع على السعودية جراء ما يحصل في اليمن".
وأشارت الصحيفة وفق ما ترجمته "عربي21" إلى التصويت على تشريع يدعو لوقف الدعم الأمريكي للحملة السعودية في اليمن، بالتزامن مع زيارة ابن سلمان.
وبعد ساعات من النقاش، فاز معارضو التشريع بفارق ضئيل بالتصويت لوضع القرار، اليوم الأربعاء.
ولكن الصحيفة اعتبرت أن التصويت بحد ذاته يمثل إشارة إلى السعوديين، الذين وضعوا كل بيضهم في سلة إدارة ترامب، بأن واشنطن ليست كلها إلى جانبهم.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار مساعدي السيناتور بيرني ساندرز، أحد المشاركين في تقديم مشروع القانون ضد الدعم الأمريكي لحملة السعودية في اليمن، أنه قال لصحيفة "وورلد فيلد": "الرسالة المقصودة من خلال التشريع المطروح أن الكونغرس يأخذ دوره الدستوري بشكل أكثر جدية في أمور الحرب".
اقرأ أيضا: ماتيس يدافع عن الدعم الأمريكي للتحالف العربي في اليمن
وقال: "يجب على الحلفاء أن يدركوا أن الدعم الأمريكي ليس مفتوحا، وأن الكونغرس سيتدخل عندما يكون هناك دليل على انتهاكات لحقوق الإنسان، وجرائم حرب".
وبحسب الصحيفة، تقدر وكالات الإغاثة أن ما لا يقل عن 5100 مدني قُتلوا، على الرغم من أن الرقم الفعلي يمكن أن يكون أكثر من ضعف هذا العدد..
وإن حوالي 22 مليون يمني هم أكثر من ثلثي السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ويعتقد بأن 8.4 مليون يمني أي حوالي ثلث السكان، على حافة المجاعة. وأدت الظروف الكارثية في اليمن إلى تفشي الكوليرا بشكل يعد الأسوأ في التاريخ الحديث، ومرض الدفتيريا.
وانتقدت الصحيفة أيضا أن التحالف السعودي قصف اليمن بأكثر من 16 ألف غارة خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ضربت حوالي ثلث الضربات فقط أهدافا غير مدنية.
ونقلت عن منظمات حقوق الإنسان وخبراء الأمم المتحدة قولهم إن التحالف السعودي يمكن أن يكون مذنبا بارتكاب جرائم حرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن ابتسامات ترامب ومغازلته لابن سلمان لا يمكن أن تحجب الرعب في اليمن، الذي اعتبرت أن للسعودية دورا فيه، إذ إنها تقود التحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين، ولكنها أيضا تسببت بمقتل مدنيين إلى جانب حصار فرضته الرياض على الموانئ اليمنية ما أدى نوعا ما إلى النقص الهائل في المواد الغذائية والأدوية والسلع الأساسية، ما ساهم في انهيار البنية التحتية للحكومة اليمنية.
وانتقدت الصحيفة أنه في حين ناقش ترامب مع ابن سلمان مبيعات الأسلحة الأمريكية على أمل بيع عشرات الآلاف منها للسعوديين والإماراتيين، فإنه لم يذكر شيئا عن اليمن خلال اجتماعه بولي العهد السعودي، ناهيك عن طرح إمكانية إنهاء الحرب هناك.
اقرأ أيضا: "وول ستريت" تكشف كواليس مركز عمليات حرب الرياض باليمن
وذهبت إلى أن "السيناريو العسكري السعودي في اليمن سيستمر في استنزافها ماليا، ويقوض مكانتها الدولية، ويكثف العداء تجاهها في المنطقة، وفي الوقت ذاته يعمق البؤس اليمني".