هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل، إن هناك تغيرا كبيرا ظهر في السياسة الأمريكية تجاه النزاعات في الشرق، بفعل التنسيق الواضح في المواقف بين واشنطن والرياض خاصة فيما يتعلق بالحرب المستعرة في سوريا، والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف برئيل في مقال له نشرته صحيفة "هلآتس" وترجمته "عربي21" أن التعامل البارد لترامب وابن سلمان مع ما يحدث في غزة واستسلامهما للواقع في الموضوع السوري، يرسم استراتيجية أمريكية – سعودية أكثر وضوحا تقضي بأن النزاعات الإقليمية يتم علاجها من قبل الدول التي تجري فيها هذه النزاعات، أما النزاعات التي فيها إمكانية كامنة لحرب عالمية، هي فقط التي ستحظى بالاهتمام وحتى بالتدخل. كما هول الحال تجاه إيران التي تعتبر بؤرة تهديد على المستوى الدولي.
ولفت المحلل السياسي إلى أنه في الأسبوع الماضي أبقى الرئيس الأمريكي مساعديه ووزراءه في دهشة عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستخرج قريبا جدا من سوريا، بخلاف موقف أعلنه قبل بضعة أيام وزير الدفاع جيمس ماتيس عندما قال: "إن الوجود الأمريكي في سوريا سيكون بدون سقف زمني".
وتساءل برئيل: "ما الذي دفع ترامب، لإصدار هذا الإعلان؟"، وأجاب في ذات الوقت بالقول: "يبدو أن المحادثات التي أجراها ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دفعته إلى الاعتراف النهائي بأن واشنطن ليس لديها ما تبحث عنه في سوريا، فصحيح أن محمد بن سلمان في مقابلة مع المجلة الأسبوعية "التايم" قال إنه من المهم أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا، من أجل صد توسع النفوذ الإيراني فيها. ولكن في نفس المقابلة، قال إن "الأسد سيبقى في الحكم، وأنا فقط أعتقد أن مصلحة الأسد هي ألا يسمح لإيران بأن تفعل ببلاده ما تشاء".
وفي هذا الصدد تابع قائلا: "ابن سلمان قام بكسر كل القواعد، السعودية التي كانت الدولة العربية الأخيرة التي وقفت كسور منيع ضد إمكانية أن يواصل الأسد الحكم، تنزل من برج الحراسة، وعمليا تعترف بفشل سياستها في سوريا كاستمرار مباشر لفشل جهودها في تشكيل النظام في لبنان".
اقرأ أيضا: واشنطن تمنع مجلس الأمن من إصدار بيان بشأن أوضاع غزة
وعن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال: "يبدو أن الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي بقيت لديهما ورقة لعب واحدة في المنطقة، وهي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويعتقدان أن "صفقة القرن" ما زالت فكرة محفوظة لترامب مثل كنز محفوظ لأصحابه. لا أحد يعرف بشكل صحيح ما الذي يحويه".
وحول ما جرى في غزة وتنسيق المواقف بين واشنطن والرياض أردف: "ترامب وولي العهد ينسقان معا بشكل جيد مسألة المظاهرات والقتلى في قطاع غزة ومكانة حماس، واشنطن وقفت في يوم الجمعة ضد مبادرة الكويت في مجلس الأمن، التي أرادت صياغة مشروع قرار يدين إسرائيل، والسعودية ساهمت بدورها في ذلك عندما رفضت الاستجابة لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة للجامعة العربية من أجل مناقشة قتل الفلسطينيين في غزة. تحت ذريعة أنه بعد بضعة أسابيع ستعقد القمة العربية الدورية، ولا حاجة لقمة طارئة".
وأضاف برئيل: "أيضا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم يعد يعتبر تهديدا دوليا، وحتى ليس تهديدا إقليميا، لذلك، فإن مصر تريد وتستطيع التعامل معه من الجانب العربي، وسيكون كافيا".
وفي ما يتعلق بتطلعات تركيا لإزالة خطر التسلح الكردي على حدودها واعتبار ذلك شأنا تركيا خالصا قال: "قبل بضعة أسابيع أصبح معروفا للأكراد أن الولايات المتحدة لا تنوي مد رقبتها من أجلهم، عندما سمحت لتركيا بغزو عفرين واحتلالها. الآن لن يحصلوا على كامل المساعدات الأمريكية التي تم التعهد لهم بها".
وتابع: "تبين أن أنقرة مهمة لترامب أكثر من الأكراد، الذين بحسب الأمريكيين، أنهوا دورهم عند استئصال داعش. وكما هو الأمر في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أو في الحرب "المحلية" في سوريا، فإن النزاع بين الأكراد وتركيا أيضا سيدار في إطار محلي بين الطرفين وليس بواسطة الولايات المتحدة".