هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت دراسة حديثة السر الذي ينفرد به شعب "باجاو" الذين يعيشون على سواحل جنوب شرق آسيا، واشتهروا بقدرتهم على حبس أنفاسهم لفترات طويلة من الزمن تحت الماء.
ويستطيع شعب "باجاو" الغوص على عمق عشرات الأمتار تحت الماء دون مساعدات غطس تقليدية، ويستخدمون نظارات خشبية مصنوعة يدوياً، وقد يستمر الغطس على نفس هواء واحد لأكثر من 15 دقيقة.
وتقول الدراسة التي أجراها علماء في جامعة كامبريدج البريطانية، إنه مع مرور الوقت، خضع شعب "باجاو" للانتقاء الطبيعي، مما أدى إلى انتشار أنواع معينة من الجينات التي يرتبط الكثير منها بالتغيرات البيولوجية، بما في ذلك سمة الطحال الكبير الذي تميز به "الباجاويون" عن غيرهم، حيث يساعدهم على تحمل الغوص في أعماق المياه لدقائق عديدة دوس الحاجة إلى الأكسجين.
واستخدم العلماء الموجات فوق الصوتية لقياس الطحال لدى 43 شخصًا من "الباجاو" و 33 شخصًا من قبائل "سالوان" المجاورة الذين يعملون في المزارع.
وقالت الدراسة التي أوردتها صحيفة "الغارديان" وترجمتها "عربي21" : "إن الطحال لدى الباجاو؛ تبين أنه أكبر بحوالي 50% من غيرهم من قبائل سالوان"، واعتبر العلماء أن هذه الميزة تمثل سمة فسيولوجية متطرفة وغير معهودة من ذي قبل لدى "الباجاو".
وكشف الفحص الوراثي أن بعض الجينات لدى "الباجاو" ، مرتبطة بالتغيرات البيولوجية التي يمكن أن تساعد في التغلب على ظروف الأكسجين المنخفض.
ومن بين هذه التغيرات شكل من أشكال الجينات المرتبطة بزيادة حجم الطحال، الذي يرجح العلماء أنه ناتج عن زيادة في مستويات هرمون الغدة الدرقية، والتي يزيد إفرازها بشكل كبير حال غمر الرأس بالماء.
وبحسب العلماء؛ فإن الطحال الكبير يمكن أن يضخ المزيد من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين إلى أجهزة الجسم؛ مما يسمح بالبقاء تحت الماء لفترة أطول.
وكشف التحليل الإضافي الذي أجراه الفريق أن هذه التغيرات الجينية ليست نتيجة الصدفة ، بل هي تكيفات تطورية ناشئة عن الانتقاء الطبيعي.