تحدث خبير
إسرائيلي في الشؤون العربية، حول
إمكانية أن تستهدف حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أهدافا إسرائيلية في
خارج فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أنه أمر "لا ينبغي الاستخفاف به".
واغتيل عالم الطاقة الفلسطيني
فادي البطش في
ماليزيا فجر السبت على يد مجهولين، يرجح مراقبون أنهم يتبعون لجهاز
"الموساد" الإسرائيلي.
وقلل محاضر في دائرة الشرق الأوسط في جامعة
"أريئيل" العبرية، الخبير في الشؤون العربية، غادي حيتمن، من جدية
التهديدات التي أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية،
بشأن ما ذكره عقب عملية
اغتيال البطش، حيث ذكر أنه "لإسرائيل حساب مفتوح مع
الشعب الفلسطيني".
ورأى أن المهم فيما صدر عن حركة
"حماس"، أن "رده فعلها يؤمن بأن إسرائيل فعلت ذلك (اغتيال
البطش)"، معتبرا أن "الحساب من ناحية حماس مفتوح منذ زمن بعيد (مع
إسرائيل)، فقد جبى الاحتجاج الفلسطيني على الجدار ثمنا بأكثر من 40 قتيلا".
ورغم تهكمه على تصريحات حركة "حماس"،
إلا أنه شدد في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، على أنه "لا
ينبغي الاستخفاف بتهديدات حماس للانتقام من خلال عمليات في الخارج، ولكن بذات
القدر ليس هناك من سبب يدعو للدخول في حالة فزع".
وقال حيتمن: "الرغبة في الانتقام موجودة،
أما القدرة فأقل"، موضحا أنه "في السنوات الأخيرة تركز حماس جهودها للمس
بإسرائيل في الساحة الداخلية، انطلاقا من الفهم بأن فلسطين ينبغي تحريرها من خلال
الكفاح في فلسطين".
ومع ذلك، فان تحليل "وضع حماس الاستراتيجي
في هذا الوقت، يشير إلى ضائقة متواصلة تمر بها منذ بضع سنوات، وهي تجد صعوبة في
إعمار قطاع غزة، والصرخة المدنية المنطلقة كل يوم جمعة أمام الجدار دليل على الوضع
الصعب في القطاع"، وفق حيتمن.
وعلى الساحة الاقليمية، ذكر أن "تصنيف
حماس كجزء من المحور بقيادة إيران، يجعل من الصعب عليها جدا تلقي الدعم من دول
سنية بوسعها أن تحسن وضعها السياسي والاقتصادي"، معتبرا أن وعد مصر بالتخفيف
من ضائقة سكان القطاع، "هام لحماس أكثر بكثير في هذا الوقت".
وبناء على هذا الواقع، اعتبر الخبير الإسرائيلي
أن "حماس ستحسب خطواتها جيدا قبل أن تختار العمل ضد أهداف إسرائيلية في
الخارج"، لافتا أن "عيون حماس تتطلع اليوم إلى العالم بأمل أن يطرح
الموضوع الفلسطيني، وعلى رأسه غزة، مرة اخرى على جدول الأعمال بعد أن دحر جانبا في
عصر الربيع العربي".
وقال: "كل هذا يؤدي إلى الفهم بأنه يجب
الإنصات لما يقوله قادة حماس، والتذكر بأنهم هكذا بالضبط تحدثوا في اعقاب تصفيات
مسؤولين كبار من حماس في الماضي؛ في الخليج والمغرب العربي".
ولفت حيتمن، إلى أن "تصريحاتهم يمكنها
دوما أن تكون ضوء أخضر للعمليات التي يقوم بها أفراد في أماكن مختلفة في العالم"
مضيفا: "كان بوسع إسرائيل أن تتغلب على هذا التهديد في الماضي، وسيمكنها ذلك
في المستقبل".