هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الاقتراح الذي قدمته إيران مؤخرا، والمتمثل في إنشاء صيغة تفاوض جديدة مع المملكة العربية السعودية لتكثيف المحادثات وتجاوز النزعة العدائية بين البلدين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"،
إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أشار في خطاب ألقاه أمام مجلس العلاقات
الخارجية في نيويورك، إلى أن عصر النفوذ والهيمنة المطلقة في المنطقة قد ولّى،
وبالتالي، بات من الضروري التوصل إلى صيغة أخرى للعلاقات بين الدول.
ونقلت الصحيفة تصريح ظريف لوكالة إيرنا، حيث قال:
"نحن نتحدث عن المنطقة التي لا يمكن لإيران والمملكة العربية السعودية، على
حد السواء، لعب دور المهيمن فيها، كما يجب علينا إدراك وتقدير هذه الحقيقة"، ووفقا
لظريف، فإن "المنطقة شهدت العديد من الاضطرابات، وهو ما يستوجب إحداث بعض
التغييرات".
وأضافت الصحيفة أن "إنشاء صيغة تفاوض جديدة ضمن
التغييرات المحتملة، من شأنها تعزيز العلاقات بين دول الخليج العربي، التي تدهورت
إلى حد كبير إثر تسلم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلطة"، ويعتقد ظريف
أن المبادرة الإيرانية المتمثلة في إطلاق منتدى للحوار الإقليمي، ينبغي أن تشمل
دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن إيران، والعراق، واليمن.
اقرأ أيضا: صحيفة إيطالية: لماذا الحرب بين طهران والرياض مستبعدة؟
وأفادت الصحيفة أن "منظمة الأمم المتحدة يمكن
أن تلعب دور الضامن لهذا المنتدى وذلك بحسب وزارة الخارجية الإيرانية، التي أشارت
إلى الفصل السابع من ميثاق المنظمة، الذي ينص على ضرورة "تطوير العلاقات
الودية بين البلدين".
في المقابل، نوه وزير الخارجية الإيراني إلى الزيارة
التي قام بها محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أن الهدف
الرئيسي من هذه الزيارة كان التأكيد على أن إيران تشكل تهديدا وجوديا.
وأوضحت الصحيفة أن غياب الحوار وانعدام الثقة من بين
المشاكل التي يتخبط فيها الشرق الأوسط، وذلك بحسب ما أفادت به وزارة الخارجية
الإيرانية، وأفاد ظريف أنه "بإمكاننا بدء المفاوضات، والعمل على حل مسألة
انعدام الثقة، التي تتطلب القيام بعدة إجراءات من قبيل إنشاء فرق عمل مشتركة في
مجالات مختلفة، بداية من السلامة النووية، نظرا لأن بلدان الخليج العربي تعمل على
امتلاك مفاعلاتها النووية، ووصولا إلى قطاع السياحة، والتبادل الثقافي، وتعزيز
حقوق وقدرات المرأة".
وذكر ظريف أن الوقت قد حان لتحويل الشرق الأوسط إلى
قوة عظمى، وأن المسألة لا تمثل محاولة من قبل إيران كي تصبح القوة الأكثر نفوذا في
المنطقة.
وبينت الصحيفة أنه يتعين على طهران طرح مبادرات
دبلوماسية لتطبيع العلاقات مع جيرانها، نظرا لاحتدام النزاع، وصعوبة استمرار
المواجهة الحادة بينها وبين السعودية، وذلك بحسب ما يعتقده الخبراء.
اقرأ أيضا: الحكيم يدعو إيران والسعودية لإجراء حوار بنّاء غير مشروط
وفي هذا الإطار، قال رئيس مركز الدراسات الإسلامية
في معهد التنمية المبتكرة، كيريل سيمينوف، إن "وضع إيران أسوء بكثير مقارنة
بوضع المملكة العربية السعودية، إذ أنه على الرغم من نجاحها في تعزيز نفوذها داخل
العراق، وسوريا، ولبنان، إلا أنها تمتلك منصة اقتصادية ضيقة لا تسمح لها بالحفاظ
على قوتها ما قد يؤدي إلى انهيارها".
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران ترغب في إضفاء الشرعية
على تواجدها في الشرق الأوسط، فضلا عن تعزيز وتقاسم مجالات النفوذ في بعض بلدان
المنطقة، وتمثل عناصر حزب الله في سوريا ولبنان إحدى المشاكل الرئيسية التي تعترض
إيران، وفي حال لم يتم حل هذه المسألة، فستذهب مبادرة طهران هباء.
وبطبيعة الحال، يمكن للمملكة العربية السعودية
الموافقة على هذه المبادرة شريطة أن تسحب إيران جنودها من سوريا، وتتوقف عن دعم
حزب الله، وذلك بحسب كيريل سيمينوف، بالإضافة إلى ذلك، أشار الخبير السياسي، إلى
أن الاقتراح الإيراني يعد بمثابة محاولة من طهران لتبرئة نفسها من مسؤولية تصعيد
النزاع في المنطقة.
وفي الختام، ذكّرت الصحيفة بغياب التوافق بين دول
مجلس التعاون الخليجي، الذي يتجلى في وضع قطر، التي باتت مستهدفة بسبب محاولتها اتباع سياسة خارجية مستقلة.