هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب الإسرائيلي يارون فريدمان إن إسرائيل مطالبة باستخلاص المزيد من الدروس والعبر مما اعتبرها الحرب الفاشلة التي تديرها السعودية في اليمن ضد الحوثيين الشيعة، ترقبا لاندلاع حرب قد تخوضها إسرائيل مستقبلا ضد حزب الله.
وأضاف في مقاله الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أنه رغم اغتيال صالح الصمادي المطلوب الثاني للرياض في قائمة الحوثيين، واعتبار ذلك إنجازا مهما، لكنه لا يغير من صورة الفشل الواضح للسعودية في تعاملها مع هذه المجموعات المسلحة في اليمن، التي سيطرت على ثلث مساحة الدولة، وباتت تطلق صواريخ على المملكة، بفضل التعاون الذي يحظى به الحوثيون من إيران وحزب الله.
وأوضح أن الأزمة اليمنية يمكن لها أن تمنح إسرائيل المزيد من الدروس في حال اندلعت مواجهتها مع حزب الله خلال الشهور القادمة، رغم أن الحرب في اليمن تبدو بعيدة جغرافيا عن إسرائيل، لكنها يجب أن تفتح عيونها على معطياتها، في ظل التحالف الآخذ بالتقوي بين الولايات المتحدة من جهة، وكل من إسرائيل والسعودية من جهة أخرى، وكلاهما يواجه أذرع إيران في الشرق الأوسط.
وأكد فريدمان، الباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، أن السعودية تواجه الحوثيين في اليمن، وإسرائيل ضد حزب الله في لبنان، وهما تحظيان بدعم وتدريب بلا حدود من إيران، وتتمتعان بتأييد كبير من الشيعة على مستوى العالم، ولذلك فإن الصراع ضدهما يتطلب وقتا وزمنا، وليس من الضرورة أن ينتهي بضربة واحدة.
اقرأ أيضا: الحوثي: إسرائيل تشارك في حرب اليمن بتنسيق إماراتي
وأشار إلى أنه بعد أن خاضت إسرائيل ضد حزب الله مواجهات ضارية منذ 36 عاما، فإن السعودية تواجه الحوثيين منذ ثلاثة أعوام، متسائلا: "هل تنجح الأخيرة فيما فشلت فيه الأولى؟ مع العلم أن التهديد الإيراني بإقامة قاعدة عسكرية لها في اليمن لا يضر بمصالح السعودية فحسب، بل يهدد خطوط النفط المارة في موانئ عدن وباب المندب باتجاه البحر الأحمر، وكفيلة بالإضرار بالاقتصاد العالمي، وانهيار البورصات العالمية".
وذكر فريدمان، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن العبر التي يمكن لإسرائيل أن تستلهمها من حرب السعودية في اليمن أن حزب الله يواصل الحرب في سوريا وكأنه يخوض تدريبا مستمرا لمواجهة مرتقبة ضد إسرائيل، مقابل متابعته لحرب الحوثيين ضد السعودية؛ لأخذ الدروس، خاصة أن السعودية اتهمت الحزب بتقديم المساعدة اللوجستية للحوثيين.
وقال: "طالما أن حرب سوريا على وشك الانتهاء لصالح المعسكر الإيراني، فإن ذلك يجعل من مواجهته المتوقعة مع إسرائيل مسألة وقت، وربما تفتح هذه الجبهة بهضبة الجولان، حيث ترسل إيران إليها قوات عسكرية".
وأضاف: "هناك ثلاث جبهات قد يفتحها حزب الله ضد إسرائيل: الأولى على الجبهة الداخلية، والثانية جبهة الدعاية والإعلام، والثالثة الجبهة البحرية في الغرب؛ لأنه استفاد من حرب اليمن في كيفية إرسال صواريخ بعيدة المدى، وهو يعلم أن الجبهة الإسرائيلية الداخلية حساسة جدا من هذه الصواريخ، فالعديد من المنازل الإسرائيلية غير محصنة، وتم بناؤها قبل سنوات التسعينات، دون أن يجري عليها تعديل أو ترميم مناسب.